كـتـاب ألموقع

معضلة الانتخابات البرلمانية الجارية: المشاركة أم المقاطعة!// جمعة عبدالله

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

جمعة عبدالله

 

عرض صفحة الكاتب 

معضلة الانتخابات البرلمانية الجارية: المشاركة أم المقاطعة!

جمعة عبدالله

 

من مفارقات الزمن بالديموقراطية العراقية, الغريبة في نوعها وشكلها ولونها وطعمها, بأن العملية الانتخابية التي تحدد مصير العراق, سواء بالمشاركة الواسعة, أو بالمقاطعة الواسعة, لا تعني شيئاً ولم تغير شيئاً في الواقع والمناخ السياسي, سوى الى الاسوأ وأكثر فداحة وخطورة على مستقبل العراق, لم تكن نتائجها سوى تدوير النفايات القديمة مجدداً. لعدم وجود نية وطنية صادقة للأحزاب الطائفية المتنفذة في الإصلاح والبناء والتغيير. ولكن هناك حقيقة دامغة بين هذه الاحزاب الحاكمة, رغم الشحن والخلاف الشديد والشقاق والتطاحن العنيف, وكل حزب ينشر الغسيل الوسخ والقذر للاحزاب الاخرى, ولكنها يجمعها توافق واحد بالاجماع: في بقاء نظام المحاصصة الطائفية الركيزة الثابتة لهم ولوجودهم. بقاء  الفساد والرشوة والفرهود يلعب ويجول بحرية مطلقة. التمسك بوجود المليشيات المسلحة, رغم دعواتها المنافقة  بحصر السلاح بيد الدولة ونزع سلاح المليشيات المارقة والوقحة, التي تتصدر مقدمة المسرح السياسي. ان هناك احباط عام وعدم الثقة بهذه الاحزاب من قطاعات واسعة من الشعب, عدم سعي الأحزاب  الحاكمة  الى ضمان البيئة الديموقراطية, تحمي حرية التعبير وحقوق المواطن وحمايته من بطش المليشيات المسلحة. لا توجد ظروف المنافسة الشريفة والعادلة في العملية الانتخابية, حتى تدفع العملية الديموقراطية الى الأمام. عدم وجود عناصر كفوءة تملك النزاهة والوطنية وتملك الإخلاص للوطن, وتشعر بهموم ومعاناة المواطن, والعمل على انفراج في الأزمات والمشاكل التي يعاني منها العراق والعراقي, سوى إغراق المواطن بالامال والاحلام والوعود العسلية, تتبخر ساعة اغلاق صناديق الاقتراع. عدم الجدية في العمل في توفير فرص العمل للعاطلين. عدم الجدية والإخلاص في توفير الخدمات الاساسية التي تحسن الظروف المعيشية. لا توجد نية في معالجة الأزمات والمشاكل التي يعاني منها المواطن. ثم ان هذه الانتخابات البرلمانية لا تختلف عن سابقاتها, في استخدام نفوذ الدولة والمال المسروق في شراء الذمم أو شراء البطاقات الانتخابية, والصرف الباذخ والمجنون على دعايات الترويج للمرشحين والمرشحات , بما فيها ضخامة وتزاحم صور المرشحين في كل مكان وزاوية, والولائم والهدايا بشرط ضمان التصويت للمرشح , في استغلال عدم وجود قانون الأحزاب السياسية, مما يخلق الإحباط وعدم الثقة بالعملية الانتخابية برمتها, لأنها ستدخل وبكل الاحوال في عملية التلاعب والاحتيال والتزوير. وتصبح العملية الانتخابية  عبارة عن توزيع مغانم  البرلمان في توزيع المقاعد البرلمانية فيا بينهم, بحيث لا تستند الى القاعدة التصويتية أو الانتخابية, وهنا تكمن المشكلة الحقيقية في الخلاف الشديد, استعرت بنيرانه فيما بينهم , في الاتهام في التزوير قبل حدوث يوم الانتخاب, والمشكلة الاخرى أكثر تعقيداً وأكثر صعوبة, , بأن هناك فريقين مختلفين تماماً على اختيار الشخصية التي تتسلم رئاسة الحكومة, هناك فريق يدعم اختيار شخصية مصطفى الكاظمي, وهناك فريق يدعم اختيار شخصية نوري المالكي. ربما هذا التخوف يقود الى التناحر السياسي والعسكري. وبالتالي تكون ايران هي الحكم في الاختيار شخصية ثالثة, ويكون الموقف الايراني هو الحاسم, ولكن تبقى النيران السياسية مشتعلة بالفوضى والانفلات سيد الموقف, ربما تقود العراق الى الانتحار السياسي. وستكون هذه الانتخابات نقمة على العراق والعراقي, سواء كانت المشاركة واسعة , أو كانت المقاطعة  واسعة , نفس الشيء , هما وجهان لعملة واحدة ..........

.............  والله يستر العراق من الجايات !!

    جمعة عبدالله