اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

باريس مدينة الجَمال..لا تصلح كحضيره للجِمال// عارف الماضي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

باريس مدينة الجَمال..لا تصلح كحضيره للجِمال

عارف الماضي

 

ارهبت تفجيرات باريس مساء امس 14 نوفمبر الحالي كل سكان الارض وخاصه من يقطنون او ينتئون دول توسم بالتمدن وتنتعش فيها الحريات الخاصه والعامه كباريس عاصمة الثقافه ومدينة العشق والجمال, لقد حنأت دماء المئات من الابرياء من النساء والاطفال والرجال مرافق عده في تلك المدينه دون ان يقترفوا أي ذنب سوى انهم قبلوا لانفسهم بالتعايش مع كائنات تشبه البشر ولكنها في واقع الحال لا تعبد الا آلهة الشر والكدر... فتلك ألآلهة لا يشفي غليلها الا صور اشلاء تشخب منها دماء حمراء, وتتعطر بروائح السهك والتخريب والدمار, والاخيره هي جُل الطرق للدخول الى الجنه! . جنة المسعورين والتي ترسخت في عقول سكان القرن العاشر متناسين اننا تجاوزنا القرن العشرين. فباريس مدينة النور يراد لها ان تكون كهف من كهوف للظلام, ومسرح (باتا كلان). كان يمثل ابشع مظاهر تلك الجريمه عندما اختاره المنحرفون كمنبر لنشر الاسلام! عندما يُحتجز ويقتل مايقارب المئة مواطن بعد أسرهم وهم يستمعون الى الموسيقى صيوان لغة العالم.. وغيرها تفجيرات انتحاريه على جدران ملعب باريس حيث كان الرئيس الفرنسي يتابع مباريات لكرة القدم بين فريقين من فرنسا والمانيا, واخرى اطلاق النار في شمال فرنسا ووسطها على رواد مطاعم, من مواطنين طرق آذانهم بان الاسلام دين للمحبه والتأخي والسلام, قبل ان يتعرفوا على  قصص وروايات تُحسب على هذا الدين, نقلتها كتب متنوعة المذاهب اغلبها سلفيه أي اصوليه تحلل دماء واموال ونساء من اتباع الديانات الاخرى .

 

لماذا باريس دون غيرها من دول الاتحاد الاوربي (دول الشنغن) تستهدفها هذه الهجمات الهمجيه, بالرغم من اختفاء الحدود بين تلك الدول فالذي يفجر جسده العبثي في باريس يستطيع ان ينفذ ذلك في برلين او لاهاي او براغ او روما او غيرها, سيما وان العديد من دول الاتحاد هي مشاركه ولو كانت مشاركتها  عسكريه رمزيه في التحالف الدولي ضد تنظيم الدوله الاسلاميه في سوريا والعراق, وقد يعود السبب الى تنامي عدد المسلمين في فرنسا والذي وصل الى (6) ملايين مسلم, فهو الاكبر في اوربا الغربيه, وان اكثر من 80% منهم من   دول المغرب العربي, وهنالك احياء كامله في باريس يقطنها سكان مسلمون من تلك الدول, حصلت فيها احتجاجات واعمال شغب قبل اكثر من سنتين, وقد يمثل ذلك حاضنه ملائمه للفكر السلفي التكفيري المتشدد, والذي لايتقبل الاخر بل تسهد عيونه حتى يتمكن من قتله واجتثاثه, وهذا ماسهل مهمة تنظيم داعش الارهابي الاجراميه في تنفيذ اعماله الجبانه والتي حصدت ارواح العشرات وعوقت اجساد المئات من مواطنين لا ذنب لهم في كل مايحصل. ان تلك الهجمات والتي تعتبر الاسوء في اوربا ومنذ هجمات قطارات مدريد في عام 2004 والتي اودت بحياة اكثر من 190 شخصا, سوف تزيد من ظاهرة الاحتقان والتخندق الديني حتى في باريس تلك العاصمه والتي وصمت وبكونها مدينة الثقافه والاخاء والتسامح. فظاهرة الاسلاموفيبيا (العداء للاسلام) والتي ظهرت في اوربا وامريكا خاصه بعد تفجير برجي التجاره العالمي في 11سبتمبر 2001 , نعتقد انها سوف تتنامى وسيعاني المسلمين هناك من مضايقات جمه كرد فعل سلبي لتلك الاحداث الدمويه, فهنالك منظمات دينيه مسيحيه متطرفه لها نشاطات علنيه في التحريض ضد المسلمين خاصه وكل المهاجرين عامه, وقد تعرض عدد من المهاجرين العرب والافارقه في الاشهر الاخيره الى اعتداءآت عده كان هدفها ايقاف الهجره, وكان هاجس تلك التنظيمات وفكرها دائما يتمحور في ذلك الخطر المحدق والذي يهدد مجتمعاتهم المدنيه من تغلغل تلك الجماعات والتي تحمل افكار ومعتقدات بدائيه قد تهدد رخائهم ومستقبل بلدانهم.

 ولكن عندما يتابع أي منصف وصاحب عقل وضمير تلك الثقافات السلبيه الاقصائيه سواء من اتباع الاسلام او المسيحييه اوغيرهما فاننا نشاطره الرأي وبكون المتشددين والمتطرفين يعانون من فاقه فكريه, ولكن هذه الفاقه لم تكن عذراء فقد انجبت ثقافات تكفيريه سوداء اسهمت في ثعب دماء الالاف من الأبرياء في عواصم ومدن وقصبات حول العالم, ولكننا وفي هذه الاجواء المؤلمه والتي لاتتناسق مع معطيات وتحضر وتقنية القرن الواحد والعشرين وبعد ان تجاوز العالم الحربين العالميتين بعد توصلهم الى اعلانات وقوانين واتفاقيات ومعاهدات دوليه اجمعت على قدسية احترام حق الانسان في الحريه والعيش الكريم بغض النظر عن الدين او المذهب اوالعرق او اللون او الجنس,  تحت ظلال تلك المعطيات والظروف فأننا ندعوا اصحاب الفكر الناصع والقلم الوقح العادل الى نبذ واحتقار كل من يروج ويدعم ويؤاز ويعاضد ويشارك عن قرب او بعد تلك التنظيمات الخطيره. حتى يقف العالم متحدا متكأ على اصابع قدميه ولكي تُجفف منابع كل تلك الافكار الظلاميه الاقصائيه البدويه  الدمويه, وهذا يحتاج الى جهد دولي واعد واراده قويه تتجاوز المصالح القوميه والاقليميه.

 اننا وفي هذه الايام والتي تعاني من القحط والجفاف في المنظومه الانسانيه والثقافيه والتوعويه وبفعل غلو تلك الافكار الاجراميه وسطوتها في داخل بلداننا وحتى في خارجها نعلن عن اتعاضنا وغضبنا الشديدين من تلك الافعال الا اخلاقيه والتي تجاوزت كل الحدود, محذرين المجتمع الدولي مره اخرى وداعين له بالاسراع في اتخاذ الاجراءآت الضروريه التي تؤدي الى القضاء التام على  تلك الجماعات, وتجفيف منابعها الفكريه والاقتصاديه.

واخر الكلام بودنا التذكير بما قاله (نجيب محفوظ): اذا لم ينقرض الجهل من بلداننا فسيأتي السياح ليتفرجوا علينا بدلا من الآثار.

 

    الكاتب: عارف الماضي

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.