كـتـاب ألموقع

نجم الدّين الحمروني.. رجل بألف رجل// فتحي الحبّوبي

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

المجموعة: فتحي الحبّوبي

تم إنشاءه بتاريخ الخميس, 14 كانون2/يناير 2016 11:03

كتب بواسطة: فتحي الحبّوبي

الزيارات: 1705

الموقع الفرعي للكاتب

نجم الدّين الحمروني.. رجل بألف رجل

له خصائص القائد الإستراتيجي

المهندس فتحي الحبّوبي

تونس

ما إن تمّ الإعلان عن تسمية السيّد نجم االدّين الحمروني كمستشار لدى رئيس الحكومة التونسية السيد الحبيب الصيد في تشكيلتها الجديدة مكلّفا باليقظة والاستشراف، حتّى تعالت الأصوات مشكّكة في جد وى هذه الخطّة ومرجّحين إستحداثها  فقط إلى أنّها مجرّد ترضية للسيد نجم الدين الحمروني ومن ورائه لحركة" النهضة" الحليف الأوّل لحركة "نداء تونس"، وذلك لإعتبارين إثنين.  أوّلهما انّه كان يشغل خطّة كاتب دولة قبل التحوير الوزاري، وثانيهما أّنّ السيد الحبيب الصيد قرّر، رغبة في تقليص عدد الوزراء، حذف هذه الخطّة في التشكيلة الجديدة.

ونسى أو تناسى هؤلاء المشكّكين، الذين سمح لهم غباؤهم السياسي والمعرفي  بالتهكّم حتّى على تسمية الخطّة "اليقظة والإستشراف" وهي تسمية مختصرة لخطّة "اليقظة الإستراتيجيّة والإستشراف" التي كان شغلها السيد نجم الدين الحمروني طوال فترة تولّي السيد المهدي جمعة رئاسة الحكومة المؤقّتة. ومعلوم أن الإستشراف هو نظام عمل دقيق ومبرمج للاستجابة للأحداث والتطورات الرئيسية داخل إطار من التخطيط المستقبلي للدولة ، وذلك بهدف تحقيق النجاح في المستقبل.. وقد أشرف السيد نجم الدين الحمروني في السابق في صلب رئاسة الحكومة على فريق عمل إشتمل على ثلّة نيّرة ومستنيرة من ذوي الفكر الإستراتيجي والخبراء في مجال الإستراتيجيات والمستقبليات أعدّ دراسات تستشرف المستقبل بعد أن  تحدّد الإشكالات والقضايا ذات العلاقة بالحاضر لفهمه بهدف صنع المستقبل كما تريده الحكومة، أو على الأقل السعى للمشاركة بفعالية فى صنعه. وقد عملت مجموعة السيد نجم الدين الحمروني كخليّة نحل، بالليل والنهار، رغم الصعوبات التي كانت تعوقها لوجستيّا، وغربة بعض افرادها عن عائلاتهم المستقرّة في المهجر وخاصّة في فرنسا والمغرب بمن فيهم  هو نفسه الذي ترك عائلته بفرنسا. ويجدر التذكير في نهاية هذه العجالة إلى أنّ السيد مهدي جمعة كان قد سلّم السيد الحبيب الصيد عددا من التقارير تتعلق بمجالات مختلفة سياسية واقتصادية و حتى أمنية بهدف تيسير عمل الحكومة المستقبلي، نذكر منها وثيقة استراتيجية لمكافحة الارهاب. وهي الوثيقة التي تحدّث الإعلام عن إختفائها مطوّلا بمناسبة العمليّات الإرهابيّة التي جدّت في بلادنا أثناء حكومة الصيد الأولى. وكلّ هذه التقارير البالغة الأهمّية  إنّما كانت من بين أعمال فريق الخبراء الذي كان يشرف عليه السيد نجم الدين الحمروني في عهد المهدي جمعة. مربط الفرس إذن، هو أنّ هذا الرجل هو من رجال المرحلة وهو كألف رجل لأنّه يتمتّع بخصائص ومهارات القائد الإستراتيجي. ومعلوم في هذا الصدد أنّ الدول التي لا تعدّ العدّة للمستقبل هى الدول التي لا تتابع باهتمام ما يحدث حولها بحيث تترك مستقبلها للمصادفات أو لأطماع الآخرين. لأنها لا تمتلك الإستراتيجيا المناسبة لمواجهة المستقبل بأدوات التخطيط العلمي وفق خريطة  واضحة المعالم ودقيقة لعالم شديد التحوّل. ذلك أنّه في صورة عدم مبادرة الدولة إلى صنع مستقبلها، فإنّها تساهم بشكل آليّ في إحداث ثغرة في برامجها يسدّها ويستغلّها أصحاب المصالح فيصنعون لتلك الدولة مستقبلها بدلا منها. وهو المستقبل الذي لا يكون بالتأكيد مطابقا إلّا لمصالحهم الذاتيّة وفي تعارض صارخ لمصلحة الدولة. إنّ هذه المقاربة وهذا التمشّي وفق الفكر الإستراتيجي هو من صميم خطّة السيد نجم الدين الحمروني الذي هو جدير بها بالتأكيد، لا بل  إنّه أكبر من خطّته ولكن لا ينظر إلى ذلك ويدركه من كان به حول لا يجعله يميّز بين الرجال ولا يقدّر إبداعهم ولا يمنحهم المقام الذي هم به جديرون. إنّ مقارنة ما قيل حول تسمية السيد نجم الدين الحمروني في خطّته الجديدة وما قدّمه الرجل من خدمات لبلاده يتوافق مع دلالة ومضمون الحكمة التي تقول: «فعل رجل في ألف رجل خير من قول ألف رجل لرجل»، ولكن ما هو متعارف عليه منذ الأزل هو أنّ لا نبي في قومه، وأنّ "مطرب الحي لا يطرب" كما جاء في المثل الشعبي.

• < السابق
• التالي >