كـتـاب ألموقع

السياسي الثرثار// محمد علي محيي الدين

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

محمد علي محيي الدين

 

عرض صفحة الكاتب 

السياسي الثرثار

محمد علي محيي الدين

 

من القصص الطريفة التي كانت ضمن مناهجنا في الدراسة الابتدائية في ستينيات القرن المنصرم حكاية " الحلاق الثرثار" التي ملخصها "أن هناك في مدينة حلاق ثرثار لا يتوقف عن الكلام عندما يمارس عمله وكثيرا ما أثار الزبائن لحديثه الكثير، وذات يوم جائه زبون وجلس على كرسي الحلاقة وأخذ الحلاق يمارس عمله، ويحدثه عن مجريات الحرب العالمية الثانية وكيف جرت المعارك بين الروس واليابانيين، وجعل من رأسه خارطة توضيحية لمجريات الحرب، وعندما وصل إلى قوله" هنا بور آرثر وهنا كروباتيكن وهنا ضرب اليابانيون الروس الضربة القاضية" وضرب بجمع رأسه أم رأس الزبون فهرب الزبون مولولا وهو يلعن السياسة والسياسيين والروس واليابانيين فلا أعلم أجادا كان المتحدث أم هازلا وانما أعلم أنه قد أجاد التمثيل" . 

 

ومن الأقوال المأثورة التي تطرح" السياسة تبعد عن الكياسة"، وهذا ما يحدث لدينا في العراق فالثرثرة السياسية أصبحت معلما بارزا في عالم السياسة العراقية، والفضائيات تعج بهؤلاء السياسيين الذين يطلقون الكلام على عواهنه ويحللون الأوضاع بحسب رؤيتهم القاصرة التي تصطدم بالواقع والحقيقة وتبتعد عنها بعد السماء عن الأرض مما جعل العراقيين يلعنون السياسة والسياسيين، ناسين أو متناسين أن العيب ليس في السياسة وإنما في الوالجين إليها من أبوابها الخلفية، وهم لا يعرفون منها غير "ساس يسوس فهو سائس" معتقدين أن السياسة لا تختلف عن تربية الخيول.

 

وكثيرا ممن امتهنوا السياسة هم بعيدون عنها ولم يعرفوا أبجديتها، جعلوا منها مسرحا للتهريج، وميدان لعرض بضاعتهم التالفة، يصولون في كل ميدان، ويتحدثون في كل شان، ويدلون بآراء ما أنزل بها من سلطان، وما يقولونه اليوم ينقضونه غدا ناسين أو متناسين أن أحاديثهم مسجلة يمكن مراجعتها في أي وقت لذلك أصبحوا وبالا على السياسة ، وجعلوا الناس يلعنونها بدون ذنب لها فالذنب ذنب الساسة لا ذنب السياسة ..

 

ضحك سوادي الناطور وقال: صخم وجهك وگول حداد، لن السياسة صارت شغله بيها فلوس، والبس قاط ورباط ، وحلل بكيفك، مو مثل سياسة گبل شبعنه ضيم وقهر، وراوونه أنجوم الظهر، وگبل چان السياسي، عنده عقيدة يدافع عنها ، أوطن يناضل من أجله، لكن سياسيين هالأيام سووها تجاره ويردون بيها ربح بدون خساره، وتشوف واحدهم يوميه بصفحه يغرب ويشرج بكيفه، ويوم ويه  الزوراء ويوم ويالشرطه، وما يعرف شي أسمه مبدأ وعقيدة، بس مثل ما يگولون ،لوخليت قلبت، وما يصح أله الصحيح، ولازم تمشي السياره عدل لأن اذا تضل ترجع بگ تگوم المكينه!!!