اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

لا للمسكّنات الخارجية التي تديم الازمات// محمد عبد الرحمن

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

محمد عبد الرحمن

 

عرض صفحة الكاتب 

لا للمسكّنات الخارجية التي تديم الازمات

محمد عبد الرحمن

 

لا تزال حالة الاستعصاء والانسداد السياسيين قائمة، فيما تصر الأطراف المتدافعة والمتصارعة على مواقفها. وفي الاثناء تصدر تصريحات خارجية  فجة، تعلن جهارا نهارا التدخل السافر في الشأن العراقي، منصّبة نفسها حكما في ما يصح ولا يصح، وكأن العراقيين ما زالوا في سن المراهقة وينتظرون التوجيه والإرشاد. على ان ما صدر ليس فيه شيء من هذا، بمعنى تقديم النصيحة والمشورة، بل يتجاوزهما الى الاملاء وليّ الاذرع والضغط باشكال مختلفة، بما فيها توجيه رسائل سياسية على متن صواريخ كاتيوشا او طائرات درون "مسيّرات".

 

ويقع اللوم والعتب في هذا على القوى والكتل السياسية العراقية اولا، التي استمرأت التدخل الفظ واستسلمت له، بل انها هي من تطلبه وتخضع لشروطه وتحوّله الى أداة رئيسية تعتمد عليها في صراعها مع الاخرين، وفي أدامة نفوذها وسلطتها وتغذية إمكاناتها المالية والإعلامية، وحتى القدرات العسكرية وامتلاك السلاح والتلويح به، بل واستخدامه.

 

وتتوجب الإشارة الى ان التصريحات الخارجية الصادرة أخيرا، تجاوزت كل حدود اللياقة والأعراف الدبلوماسية والعلاقات المتكافئة بين الدول، ومبادئ عدم التدخل واحترام سيادة الدول وقراراتها المستقلة وخيارات شعوبها.

 

ولا نأتي بجديد حين نقول ان هذه التدخلات لم تكن يوما تصب في مصلحة شعبنا وخياراته ، وقد أسهمت في عدم تحقيق إرادة غالبية العراقيين وتطلعهم الى التغيير، والى بدء مسيرة جديدة تختلف عن السنوات العجاف الـ 19 السابقة، التي تشابكت فيها عوامل عدة لتشكل  هذا المشهد العراقي الدرامي اليوم، الذي قل نظيره عالميا.

وقد ساهمت التدخلات الخارجية المرفوضة، من دون شك، حتى في قمع انتفاضة تشرين والحؤول دون تحقيق كامل أهدافها وتدشين عملية التغيير الجدي والشامل.

ان شعبنا وقواه الوطنية والديمقراطية وكل أبنائه وبناته الخيرين المخلصين، يعرفون جيدا طريق الخلاص من المأزق الراهن، وقد قالوا به وعملوا من اجله وقدموا التضحيات الغالية لوضع بلدنا على الطريق المفضي الى تحقيقه، وهم مصممون على الوصول اليه ، طال الزمن ام قصر .

 

علما ان التدخلات الخارجية، مهما كان دوافعها ومبررات البعض للقبول بها، لا تسهم الا في تعقيد الأمور والتشبث بما ثبت فشله، وكان سببا رئيسا لحالة الاستعصاء والأزمات المركبة الراهنة.

 

اننا نريد حلولا وطنية عراقية للمشكلات الراهنة، وندعو الى الرفض الوطني الشامل لكل التدخلات أيا كان شكلها ومظهرها، ويتوجب ان تكف بعض القوى العراقية عن رهانها على حلول اللحظة الأخيرة القادمة من خارج الحدود. فهي إن أتت ليست في جميع الأحوال حلولا ، وانما هي مسكنات في دورة الازمات المتكررة، جراء الإصرار على نهج المحاصصة والتوافق المكوناتي.

 

وان على القوى العراقية المتطلعة الى حلول من خارج حدود الوطن، ان تدرك  جيدا حقيقة ان الأمور لم تعد كما كانت، وان ارتدادات انتفاضة تشرين حاضرة ، وما جرى امس الاول الجمعة من تحشدات وتظاهرات جماهيرية، انما هي مؤشرات واضحة وصريحة لمن  يريد ان يتعظ، وان يراجع نفسه ويصطف حقا مع غالبية العراقيين في مطالبهم، وفي رفضهم الوضع القائم ومنظومة المحاصصة والفساد.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.