اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

قوى التغيير وتحديات الوضع// محمد عبد الرحمن

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

محمد عبد الرحمن

 

عرض صفحة الكاتب 

قوى التغيير وتحديات الوضع

محمد عبد الرحمن

 

ما حصل ويحصل من تطورات خلال الأيام القليلة الماضية يؤشر حجم الاحتقان السياسي والاجتماعي، وبلوغه مديات عالية تعكس شدة السخط والتذمر وإمكانية انفجار الوضع بنحو غير مسبوق.

 

هذه التطورات  ليست عادية، ولا يمكن حسابها ضمن سياق الصراع المعتاد على تقاسم المغانم والمصالح والمواقع. فنحن امام مشهد جديد فيه ملامح حالة نوعية مختلفة، لم تتبلور بعد على نحو واضح لاسباب عدة، منها طبيعة الحراك الحالي، وعدم الوضوح الكافي لاهدافه، وخضوعه لحسابات وقرارات جهات محددة.  وقد يكون هذا هو ما يحول حتى الان دون تحول هذا الحراك، الذي تشارك فيه جماهير واسعة غاضبة ورافضة، تنشد  حياة افضل، الى  حراك لغالبية العراقيين الرافضين لمنهج المحاصصة الطائفية والاثنية ولبناء الدولة المكوناتي، وللفساد المستشري والسلاح المنفلت والتدخلات الخارجية السافرة في شؤون وطننا.

 

السؤال هنا يتعلق بالقوى ذات المصلحة في دفع الأمور الى نهاياتها المنطقية، والخلاص من المنظومة الحاكمة المتنفذة ومنهجها العاطل والمعطل، وتدشين مسار جديد للعملية السياسية، يقوم على قطيعة تامة مع النهج والآليات والشخوص الفاشلة والفاسدة.

 

ليس مستغربا ان تقف جهات عدة امام أي مسعى وتطلع الى الإصلاح الجدي والتغيير الشامل. فمسعى كهذا يعاكس ما هي فيه، وهي المنطلقة من حسابات مصالحها الخاصة الفئوية والطبقية، وادامة مغانمها وهيمنتها وتحكمها بالقرارات السياسية والاقتصادية والأمنية الى حدود كبيرة. وليس متوقعا ان تتخذ موقفا غير هذا، وان حصل ذلك فهو مناف للمنطق. لكنها يمكن ان تلجأ الى التكيّف مع التطورات لاستيعاب المواجهة، ومنع او عرقلة اي نهوض ثوري واسع، يطيح بالمنظومة بكاملها.

 

وان ما يطيل  امد سيطرة هذه المنظومة ويتيح لها فرص المناورة والبقاء، هو عدم تبلور جبهة شعبية قوية متراصة وواسعة، تلحق الهزيمة بالمنظومة الحاكمة وتفتح آفاقا لمستقبل واعد لملايين العراقيين، المكتوين بجهنم  سياسات وممارسات المتنفذين، المتمسكين بما هو خاطيء ومضر ومدمر.

 

لذا وفي الوقت الذي تتجه فيه الأوضاع نحو تراكم وارتفاع لمنسوب الغضب والسخط، نجد ان  الحركة الرامية الى توحيد جهود قوى التغيير المنشود ما زالت تحبو، ولعل من المفارقات أن لا يجري بناء أرضية واضحة وراسخة لها، كي تباشر التحرك والفعل المشترك. وكان هذا ملحوظا في حراك تشرين وما زال يتواصل باشكال مختلفة، رغم ان هناك بدايات مشجعة وواعدة، والأمل كل الأمل ان تترسخ هذه البدايات وان تتواصل وتأخذ مداها المرتجى.

 

ان المهم جدا هو البحث الجدي عن المشتركات وتغليبها ودفعها الى المقدمة، وان تعمل قوى التغيير ليس فقط على إيجاد  القواسم والارضية المشتركة، بل ان تمد جسور التعاون الى من يشاركها الموقف وآلية العمل في هذا الظرف المحتدم والحساس.

 

ان على قوى التغيير، كما نرى، مغادرة حالة الانتظار، وان لا تتوقع شيئا نافعا للشعب من مناورات المتشبثين بالسلطة وبمنهج الحكم المولد للازمات. وعليها في الوقت ذاته ان تفتح الاحضان لمن يقوم تحت ضغط الاحداث والحاجة الى التغيير، بالتماهي مع مطالب الجماهير. فليس من السياسة في شيء العمل وفق قسمة الأبيض والأسود،  ونسيان المنطقة الرمادية. لكن من الواجب هنا التأكيد ان نجاح هذا التكتيك المرن، والذي يأخذ الأوضاع الملموسة بنظر الاعتبار، يوجب ويستلزم وجود رؤى وتوجهات مشتركة وارضية صلبة وقيادة سياسية وميدانية تتوفر لها  القدرة على الانتقال بالأوضاع ودفعها الى امام، بخط تصاعدي فيه وضوح كاف للاهداف المعلنة التي تستجيب لتطلعات المواطنين حاضرا ومستقبلا.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.