كـتـاب ألموقع

يسوع والعشاء الاخير// سمير كاكوز

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

يسوع والعشاء الاخير

الشماس سمير كاكوز

المانيا ميونخ

 

المسيح له المجد وقبل انتقاله من هذا العالم الى ابيه وقبل عيد الفصح كان يسوع يعلم ان ساعته قد اتت مع العلم ان يسوع احب خاصته الذين في هذا العالم احبهم الى اقصى حدوده . في اثناء العشاء الاخير وقبل القبض على يسوع اجتمع مع تلاميذه لياكل معهم على مائدة واحدة وان يحتفلوا بمناسبة عند الفصح لكن هنا التلميذ يوحنا كاتب الانجيل لم يذكر كما ذكر في الاناجيل الاخرى تقديس الخبز والخمر بل فضلا الحديث والكلام الذي قاله يسوع لتلاميذه .  هذا الاحتفال بعيد الفصح كان اليهود يحتفلون به عندما خرجوا من ارض مصر الى ارض الميعاد كما جاء في سفر الخروج 12 / 12 - 13  . خلال العشاء ابليس العدو دخل في قلب يهوذا الاسخريوطي لكي يسلم يسوع الى ايدي اليهود الشيطان هنا كان له دور فعال في هذه الجلسة مع العلم ان يسوع يعرف كل المعرفة الجيدة من هو الذي يسلمه .  ايضا ان الله الاب جعل في يديه كل شيء ويعرف ايضا انه اتى من الله والى الله  يعود فبعد ما انتهى من العشاء يسوع له المجد قام من العشاء يسوع يقف في وسط الغرفة حتى الرمق والنفس الاخير لكي يناضل ضد الكبرياء والفخفخة وحب التباهي الذي يدفع الانسان الى التهالك على السلطة والنفوذ .  هنا التلاميذ لا يعرفون ما هو السبب من قيام يسوع من مائدة العشاء ولم يساله احدا واحتمال اكيد لم يسائله لماذا انت نهضت من مائدة العشاء ففي الحال يسوع خلع ثيابه هنا ليس بالمعنى ان يسوع اصبح عاري من الملابس حاشا بل احتمال كان يلبس رداء او شال على كتفيه فبعد ان قام من العشاء وخلع ثيابه اخذ منديلا او احتمال قطعة من القماش او منشفة ولفها يسوع حواليه واترز بها وكان في الغرفة ايضا مطهرة او شيئ يوضع فيه ماء وبدا يغسل ارجل التلاميذ اذا فكرنا في هذا العمل غسل الارجل نجد ان التلاميذ ما عدا بطرس لم يعارضوا وجاءوا واحد بعد الاخر فغسل يسوع ارجلهم وهذا ان دل على عظمة محبة يسوع لتلاميذه فلما جاء دور بطرس ليغسل يسوع رجليه رفض ذلك والسبب هو كيف معلمه واستاذه يغسل رجليه لان بطرس ليس له اي علم لماذا معلمه يفعل هذا العمل المسيح من دافع المحبة يعمل غسل ارجل ويوجد كثير من الامثلة مثل الام تغسل ارجل ابنها والزوجة تغسل ارجل زوجها وهذا العمل ليس مفرض على العبد بل المسيح عمله من جهة حبه لتلاميذه وان يعلمهم التواضع في حياتهم فاجاب يسوع بطرس ان لم اغسلك لا نصيب لك معي بمعنى كونهم اخذوا سابقا معمودية يوحنا بن زكريا فعمل يسوع هذا هو ان يغسل ارجلهم ويطهرهم من الخطيئة ولكي يتحدون مع يسوع ما عدا يهوذا الاسخريوطي الذي اسلمه لليهود بالرغم يسوع غسل رجليه ايضا  وكما راها اباء الكنيسة المعمودية حيث يموت المؤمن ويموت معه وهذا معنى كلمة يسوع ان لم اغلسك لا نصيب لك معي فبعد هذا المناقشة بينهم وافقة بطرس على غسل ولكن ان يغسل يسوع له يديه و رجليه هنا فهم بطرس الغسل الخارجي الجسدي بمعنى ان بطرس فكر تفكير بشري وليس روحي فاجابه يسوع من اغتسل كان طاهرا كله ولا يحتاج الا الى غسل رجليه انتم طاهرون ولكن ليس كلكم قال يسوع لهم ما كللكم طاهرون لانه يعرف من الذي يسلمه .  اذا يسوع في النهاية وبعد هذا الكلام الطويل مع بطرس غسل رجليه وانتهى من غسل ارجل التلاميذ كلهم فلبس يسوع ثوبه ورجع وجلس مع تلاميذه على المائدة واخذا يعلمهم ويعطيهم وصايا وتعاليم قبل  صعوده الى السماء قالا لهم اتفهمون ماذا صنعت اليكم اكيد سؤال يسوع  للتلاميذ لم يفهمون اساسا لماذا استاذهم ومعلمهم غسل ارجلهم صاروا كلهم في حيرة من هذا السؤال اجابهم يسوع انتم تدعونني المعلم والرب وحسنا تقولون اني انا المعلم والرب .  اذا كنت انا المعلم والرب الذي غسل ارجلكم اريد منكم ايضا انتم ان يغسل ارجل بعضكم البعض والسبب هو عمل يسوع هذا هو ان يعلمنا المحبة والتواضع وعدم التكبر هذا جوهر حياة يسوع والامه هي المحبة التي تلزم تلاميذ يسوع على الاقتداء بها في حياتهم بمعنى انه لا فرق بين الخادم والمعلم ولا الرسول من مرسله بمعنى ان يحملنا يسوع على بذل انفسنا في خدمة الاخرين فهنيئا لنا ان عملنا بذلك وكما قال في نهاية حديثه للتلاميذ الحق الحق اقول لكم ما كان الخادم اعظم من سيده ولا كان الرسول اعظم من مرسله اما وقد عملتم هذا فطوبى لكم اذا عملتم به . يسوع غسل ارجل التلاميذ كان قصده الى تطهير قلبوهم واستئصال شاقة الكبرياء منها والكبرياء قد يتعرض الى ضررها افاضل الناس اكثر ممن هم دونهم وهكذا راح يعدهم الى الحدث العظيم الذي سيتم تحت اعينهم بعد لحظات  والمجد لله امين

الشماس سمير كاكوز

المانيا ميونخ