اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

«عائض القرنى» يعتذر بعد خراب مالطة// عادل نعمان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

عادل نعمان

 

عرض صفحة الكاتب

«عائض القرنى» يعتذر بعد خراب مالطة

عادل نعمان

كاتب واعلامي مصري

 

يخرج علينا الداعية الخصوصى «الشيخ عائض القرنى» يعتذر عن مصائبه وبلاويه وجرائمه في حق الشعب السعودى، نيابة عن «قيادات الصحوة» أو قل: قيادات «الغفلة» أو «الغيبوبة»، ويندم على فتاوى التشدد والتضييق والغلظة التي خالفت الكتاب والسنة، وتجاوزت سماحة ووسطية الإسلام الحنيف، ويتعهد ويلتزم بالإسلام الوسطى المعتدل الذي ينادى به الأمير محمد بن سلمان ولى العهد ويترك إلى غير رجعة ما ورثه عن سيده وإمامه السابق «محمد بن عبدالوهاب» وريث سيدهما وإمامهما «ابن تيمية». ونود أن نبشركم جميعا بأن هذه الصحوة التي ينتسبون إليها ويلتحقون بها، عقدها ينفرط، وحبلها ينقطع، ونسلها ينقرض، وبداية الزلزال هزة، وأول الرحلة خطوة، وأول «هزة، وأول خطوة» هي اعتذار وندم وأسف «القرنى»، ليس عن اقتناع ورضا بل إرغام وإجبار وغصب، كما أرغموا وأجبروا عباد الله عشرات السنين، وهذا مربط خيلك أيها الشيخ، ومربطك أنت أيضا، ومرابط مشايخ «الإسلام السياسى» من أيامه الأولى إلى مشايخ القاعدة وطالبان والدواعش، حتى تلاميذك من مشايخ «الوكسة والنكسة، والواهية، والداهية الوسطية»، ليس في السعودية فقط، بل في بلادى، وعلى سطح الكرة الأرضية كلها، فإذا كان الإسلام دين الله «عقيدة وأمنا وسلاما ورحمة للعالمين» فلماذا أبحتم الغزو والقتل والحرق والسبى تحت رايته وسلطانه، ونهب أموال الناس بالباطل، واستحللتم فروج النساء من السبايا بغيًا واغتصابًا، وبيع الغلمان والرجال والنساء قهرًا كالبهائم في أسواق النخاسة، وقد كرم الله بنى آدم وفضله على كثير مما خلق تفضيلًا. الآيات التي تستشهد بها أيها «القرنى»: «وكذلك جعلناكم أمة وسطًا» و«جادلهم بالتى هي أحسن»، و«لست عليهم بمسيطر»، و«أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين»، «ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر» وجميع آيات الصفح والموادعة والسلام، موجودة في القرآن لم تبرحه يوما، تتلوها في صلاتك، وتتعبدبها في عباداتك أنت ومشايخك، هل غابت عنك وعنهم؟ أم سحبك إليها سيدك وأميرك بالعصا، ويسحبهم جميعا غدًا أو بعد غد، كما غماها وحجبها ونسخها أمير قبله بالجزرة؟.

 

يا شيخ «قرنى» اعتذارك مرفوض منك ومردود إليك، حتى تتنازل عن مليارات جهادك، ورصيد أموالك، وتفتح لنا خزائن أسرارك، وعقود شركاتك، وأسهم شركائك، وبيعك وشرائك، ومخازن أفكارك، ومن هذا المعز الذي فتح لكم خزائن ذهبه، ومن هؤلاء الذين غيروا وبدلوا في دين الله بغير علم، من قال لك إن بضاعتكم المغشوشة لا ترد ولا تستبدل؟. اعتذارك وندمك ممنوع من الصرف ومطرود من بيوتنا حتى يخلع مشايخك «عدة النصب»، ويفك تلاميذك في بلادنا طلاسم والغاز وأحجبة السحرة والمشعوذين والدجالين من حفدة سيدك وشيخك الوهابى، وترفع غطاءك عن كشوف البركة والإجازة، وتلاميذ الجهاد ودكاترة الزيف والضلال الذين خرجوا علينا في الفضائيات ومنابر المساجد ودروس العصر والعشاء بدين جديد، من أين جاءونا بهذا الدين؟، اعتذارك وندمك متروك على الأبواب ومعلق على المشانق حتى تأتينا بكل النصابين في تاريخنا يقرون ويعترفون بالخديعة الكبرى، والفتنة الصغرى، في صفوف متراصة تاريخ يتلوه تاريخ، وأعمار تلحقها أعمار، وجهلاء يتبعهم جهلاء، حتى يتجول ويطوف ويسعى بين الصفوف كل الثكالى واليتامى والمحرومين والأرامل والشهداء والأسرى والسبايا في تاريخكم الغابر المشين، ويبحث كل مظلوم عن ظالمه، وكل قتيل عن قاتله، وكل محروم عن حارمه، وكل مسروق عن سارقه، وكل منهوب عن ناهبه، وكل مسلوب عن سالبه، وكل مغتصبة عن مغتصبها، فيأخذ كل ذى حق حقه، ويسترد كل مظلوم مظلمته، وتسترد كل نفس راحتها ووديعتها، وكل السبايا بكارتها.

 

يا شيخ «قرنى» سعيكم ليس مشكورًا، وذنبكم ليس مغفورا، وطريقكم إلينا أصبح مغلقًا ومسدودًا، بيننا وبينكم تاريخ من الدم لا ينفع فيه الندم، ولا تقبل منكم توبة عما اقترفته أياديكم، فلا عودة للبلاد كما كانت، ولا إياب للمشردين والعالقين إلا بشق الأنفس، ولا رجعة للدين الوسطى الحنيف إلا باستبعاد مشايخ السياسة والثروات أمثالك، وهم في بلادى أكثر من «الهم على القلب». انسحبوا فورا وتواروا «وأنجروا» خلف الصفوف، أغلقوا أبوابا بيننا وبينكم، وحجابًا وسترًا ونقابًا بين ماضيكم وحاضر أولادنا، «فإذا بليتم فاستتروا»، فوالله الذي تتحدثون عنه وباسمه، لو اقترفت يد مجرم آثم مخضرم يوما جريمة واحدة مما ارتكبته يد أحد فيكم، لكان اعتذاره هو الانتحار على رؤوس الأشهاد، خجلا مما اقترفت يداه، ولا خرج على الناس يعتذر ويندم وبراءة الأطفال في عينيه، أين أنت يا حمرة الخجل؟ ربما نجدها مرسومة على شفاه النصابين والغشاشين يوما، فهى أصدق من ذلك بكثير.

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

"المصري اليوم" القاهرية

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.