كـتـاب ألموقع

مناضل من الرعيل الثوري// عبد الرضا المادح

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

عبد الرضا المادح

 

عرض صفحة الكاتب 

مناضل من الرعيل الثوري

عبد الرضا المادح

 

اليوم 18-04-2022 يمر عام على رحيلك أيها الغالي - ناجح عبد الزهرة الفضلي - الشيوعي العراقي البصري الأصيل،

 

 نبذة من حياته: بعد ثورة تموز عام 1958 بدأ نشاطه السياسي وحينها تعرف على أخي الحبيب الفقيد محمد المادح ، ليشكلا صداقةً بل أصبحا توأم روحي حتى وفاتهما ، وبروحية الشباب الوطني الثوري اليساري كانا يشاركان مختلف النشاطات الرياضية والفنية ، فأنتميا إلى نادي المهداوي الرياضي ليمارسا لعبة الملاكمة ، بعد الأنقلاب الدموي البعثي في شباط عام 1963، اضطر ناجح  للجوء إلى الكويت ، بعد نكسة حزيران 1967 إلتحق في صفوف المقاومة الفلسطينية، وهناك حمل أسم (أبو العباس)، وفي إحدى المعارك البطولية ( على ما أذكر في أحداث أيلول الأسود في الأردن ) إنفجرت بقربه قذيفة هاون فتعرض إلى إصابة بالغة في إحدى ذراعيه ، عاد إلى العراق في بداية السبعينات ، فتم إعتقاله من قبل نظام البعث وسجن في قصر النهاية ، ثم إطلق سراحه وجاء إلى البصرة، وكان عليه أن يحضر يومياً إلى دائرة أمن البصرة ليوقع حضور، المديرية كانت مقابل بيتنا بأقل من مائة متر عبر نهر العشار ، بعد حضوره يعرج على بيتنا فهو صديق وأخ لجميع أفراد العائلة، ووالدتي كانت تعتبره أبنها، كما أن أهله مقربين جدا من أهلي وكأننا عائلة واحدة ، عند خروجه من بيتنا قاصداً بيتهم في البصرة القديمة ، كان يطلب مني مرافقته خوفاً من ان يتعرض للأغتيال ، لم يدم بقاءه في البصرة طويلاً فأنتقل إلى سوريا كلاجيء سياسي، كان أبو العباس شخصية مرموقة ومحترمة في أوساط القادة السياسيين الشيوعيين واليساريين الفلسطينيين والسوريين، كمأ أنه تميز باخلاقه وتواضعه وثقافته العالية، فكان يمتلك مكتبات غنية توزعت بين الكويت والبصرة ودمشق، وترك مكتبة كبيرة في بيتنا في البصرة ، فكانت لي شخصياً مصدر للأطلاع على كتب الأدب والسياسة.

 

عند اشتداد حملة البعث العراقي على الشيوعيين نهاية السبعينات ، أضطررت أنا ومجموعة من الرفاق الأصدقاء ، لمغادرة العراق إلى سوريا عِبر مدينة القائم - حصيبة مشياً على ألاقدام ، وكانت مجازفة كبيرة لأننا رمينا بأنفسنا إلى المجهول ؟! وصلنا إلى مدينة حماة ومن هناك سافرت لوحدي إلى دمشق للبحث عن بيت أبو العباس، توصلت له فكان ملاذا آمناً لنا حيث كنّا خمسة بلا جوازات ، كان استقباله لنا حميمياً وقدم لنا المساعدة ، كما أمن لنا صلة بالجبهة الديمقراطية ليتم نقلنا بعد فترة إلى بيروت. 

 

في تلك الفترة تزوج من رفيقة عمره الأنسانة الطيبة الخلوقه أم بسيم ، فكونا عائلة رائعة تضم أربعة أبناء جميعهم حصلوا على الشهادة الجامعية ، ولكن للأسف لا يستطيعون العمل في المؤسسات الرسمية لكونهم من أب غير سوري، رغم أنه عاش حوالي نصف قرن في دمشق ؟؟!!

 

في كل مرة أزور دمشق كان بيته المتواضع والكبير بطيبة أهله بأنتظاري ، لقد زرع أبو بسيم في قلبي محبة كبيرة له ، لم لا وهو الأنسان الثوري الصادق الذي لم يعرف النفاق .

عبد الرضا المادح

18-04-2022