كـتـاب ألموقع

• … Zوالوطن ( قصة قصيرة )

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

عبد الرضا المادح

البصرة

مساهمات اخرى للكاتب

… Zوالوطن

 ( قصة قصيرة )

 

2011 . 06 . 21

 

في صباح صيفي ، خطوات ثقيلة تسحل قدماي في شارع الوطني وعثرات الرصيف تترصدني ، خطفتني التفاتة الى شمالي ، لتقع على لوحة خشبية كبيرة شاخ عليها الزمن ، وتركت الشقوق على اخاديدها مسحة من الاحزان ، فتحة الباب الكبيرة اغرتني بالدخول متردد الخطوات .

ـ  استاذ الى اين ؟  نادى رجل ضخم الجثة بدشداشة بيضاء ووجه باسم .

ـ  نيست ذكرياتي على مقعد ٍ عسى ان اجدها !

ـ  احذر انهيار احجار السقف فالمعاول ليس لها عيون !

رسمت قدماي اثار بارزة على الاتربة في ممر القاعة الفسيحة بين كراسي اخذت لون التراب .

ـ  آه ..... هنــا كنت اجلس حينما كانت عيناي مشدودة الى مفاتن " نساء الامازون " في غابة من حسرات المشاهدين وصفيرهم !

مساطب " ابو اربعين " امتلأت عن اخرها بعيون تتلصص اسفل الشاشة لسيقان طرية ! لكمات وصرخات عكّرت المشهد ! صياح البائع امتزج مع دخان السكائر عبر الاشعة الممتدة فوق الرؤوس  " ببسي بارد ... بارد ... حب ابيض ... حب شمسي ... " انقطع الفلم وساد الظلام ، تعالت صرخات مرة اخرى " اعور ... اعور ... " ! صوت قنينة تتدحرج بين الاقدام ! وهج جمرات السكائر عيون تنين مُستفز ْ للقطة القادمة .

اقتربتُ الى الامام اكثر لينكشف نور ينهال من فتحة كبيرة في السقف تتوسع مع تساقط الاحجار ، وغمامة من الاتربة ترسم بقايا الفلم على الشاشة الكبيرة . بحثت على الجدارين الجانبيين عن امرأة توسدت ذراعها شبه عارية سارحة في احلامها الشبقة ، فلم اعثر الا على بقايا عطرها المخضب بشال شفيف ينساب على وسطها ، ودمعة تركتها فاتن حمامة على خدها الطري .

في صالة الاستقبال تناثرت صور الافلام على الجدران باطاراتها الفضية اللون ، وبقايا من بطاقات الدخول تنتظر المشتري على شباك التذاكر ! طيف عائلة وصبايا خطف مستعجلا الى مقصورة " اللــوج "، رنين قناني البيبسي كولا ورائحة السمبوسة تتسلل من قاعة المطعم .

ـ  هل تذكر فلم Z ... ؟ بادر بالسؤال الرجل .

ـ  لقطاته لاتزال عبقة في الذاكرة ، ورجال الامن يزاحمون اليساريين في ملء الصالة !

ـ  لقد نشرتُ بقايا ملصقاته على المارة قبل يومين .

ـ  .............. ! ؟

تعثرتُ باجزاء من ماكنة العرض تشكو الاعطال على ارضية الصالة ! لملمت ماتبقى من ذكرياتي ويممت وجهي صوب اطلال سينما اطلس والرشيد والكرنك والحمراء ..... لالتقط مايكمل الصورة المتكسرة في روح طائر غريب !

.............................