كـتـاب ألموقع

• عودة اساليب البعث في ظل دولة القانون ...!

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 عبد الرضا المادح

·        عودة اساليب البعث في ظل دولة القانون ...!

 

2010.01.30 

 

منذ ظهور البعث كفكر وحزب على الساحة السياسية العراقية ، اعلن عداءه الصريح للقيم الانسانية

 

 و للديمقراطية الحقيقية ، وحمل فكره قيم التعصب القومي الشوفيني ذات الاصول البدوية ، وتبنى في مممارساته المبدأ الاجرامي " الغاية تبرر الوسيلة " . وحسب ميزان القوى في الساحة العراقية والاقليمية والدولية ، تجلبب البعث برداء الحرباء ، فمرة يقف الى جانب القوى القومية العروبية واخرى اليسارية وثالثة يشن حملة ايمانية ... وغيرها ، وفي كل الحالات تنتهي تكتيكاته الهمجية بحروب وحملات دموية ذهبت ضحيتها آلاف الارواح وقطعت رؤوس النساء في الشوارع بالسيف ...!؟

 

أن كل وطني صادق وأمين على تأريخ شعبنا العراقي سيشهد أن الحزب الشيوعي ، هو الضحية الاولى للاعمال الاجرامية لحزب البعث ( وهذه موثقة بالادلة الدامغة ) ، حيث قدم الحزب الشيوعي آلاف الشهداء منذ انقلاب البعث الدموي شباط عام  1963 ولغاية سقوط  نظامهم المنبوذ في نيسان عام  2003 ، كما تعرض آلالاف من الشيوعيين الى التغييب والتعذيب والفصل السياسي .

 

وبعد الاحتلال وسقوط صنم البعث في الوحل ، ظهر الشيوعيون بقوة للعمل سلمياً ، من اجل تحقيق هدفهم في بناء وطن متحرر من الاحتلال والتدخلات الخارجية ، وتحقيق حياة حرة كريمة سعيدة لشعبنا العراقي بكل الوانه الزاهية .

 

أن القوى المهيمنة على العملية السياسية اليوم ، لاتخفي عدائها للشيوعيين وخوفها من برنامجهم ونشاطهم وحب الناس لهم بسبب وطنيتهم الصادقة ونزاهتم وتأريخهم المجيد ، هذا العداء ينعكس من خلال ممارسة هذه الاحزاب وعناصرها في مؤسسات الدولة المختلفة ( ومنهم الكثير من البعثيين الذين غيروا جلودهم ) ، حيث تعمل الاحزاب على محاولة ابعاد الحزب الشيوعي عن العملية السياسية وتغييبه اعلامياً ، عدم الاعتراف بالشهداء الشيوعيين ومتضرري البعث منهم لعام  1963، الصمت على جرائم الاغتيالات بحق الشيوعيين بعد السقوط ، عدم الاعتراف بالحركة الانصارية وحقوقهم إسوة ً بالاخرين ( حركة الكفاح المسلح للحزب الشيوعي ضد النظام الدكتاتوري ) ، العمل على عدم عودة المفصولين السياسيين من الشيوعيين وأقاربهم ويتم ذلك بأساليب غير نزيهه ومفضوحة ... وغيرها من الممارسات البعيدة عن الخلق الوطني ..!

 

ومن المؤلم أن حالة الخوف من الاحزاب المهيمنة موجودة اليوم ، وكأن المأساة تريد أن تعيد نفسها ، فهناك المئات من الممارساة اللانزيهة يجري الصمت عنها خوفاً من بطش الاحزاب ومسؤوليهم تماماً كما كان يفعل البعثيون !؟  فعندما يتقدم المفصول السياسي بسبب انتماءه للحزب الشيوعي ، أو أنه متضرر بسبب انتماء احد اقاربه للحزب الشيوعي ، يستقبل بالترحيب ويطلب منه الاثباتات ومنها تزكية احد الاحزاب المعارضة سابقا ً، فيقدم اوراقه مع تزكية الحزب الشيوعي ، وهكذا ينتظر أشهر وسنوات ، وعندما يتابع معاملته يكتشف أن أوراقه إختفت أو انها ناقصة ، ويتكرم احدهم عليه ليفشي له سرّا ً  " انصحك بأن تأتي لنا بتزكية من أحد الاحزاب الاسلامية ، أما هذه التزكية فلاتنفع . "...!

 

وليس غريبا ً بأن العديد ممن كان يتبختر بالزيتوني تجده مدعيا ً اليوم بأنه كان من المناضلين ومن ضحايا النظام الدكتاتوري ...! بينما الضحايا الحقيقيون محرومون من حقوقهم التي كفلها الدستور !؟

 

فهل ستتعض الاحزاب المهيمنة من تجربة البعث الكارثية ، وتثبت بأنها تحترم الدستور وما ثبت فيه من حقوق للمواطن ، وانها جديرة بقيادة دولة القانون ، أم انها ستنسى أن الحق يعلو ولايـُعلى عليه .. و  " ... أن الباطل كان زهوقا  " .

 

...................