كـتـاب ألموقع

• احلام بصرية على شط العرب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

عبد الرضا المادح

 ·        احلام بصرية على شط العرب

     2010 12 11

 

  في القرنة يلتقي نهران عظيمان فينشأ نهر عظيم ثالث هو شط العرب، والذي يمتد حوالي مائتي كيلومتر حتى مصبه في مدينة الفاو ، مرورا ً بمركز مدينة البصرة . تحيط بالنهر غابات النخيل ليشكل ذلك لوحة فريدة رائعه ، تتميز بها البصرة عن كل مدن الخليج العربي . كان النهر مصدر عيش لمئات الالاف من سكان المدينة ، وذلك من خلال الزراعة وصيد السمك والعمل في ميناء المعقل الواقع على ضفافه.

كانت تشق النهر البواخر التجارية الضخمة لتفرغ حمولتها في الميناء ، وتنساب الابلام المسماة بالعشاري بهدوء على جنباته ، وكان البصريون المتميزين بطيبتهم وتنوعهم العرقي والثقافي ، يقضون اوقاتا ً ممتعة على كورنيشه الجميل حيث تنتشر الكازينوات والمطاعم .

  شط العرب النهر العظيم كان مصدر للماء العذب ومن خلاله ابحرت لنا رقصة الهيوَة وثقافات العالم المتنوعة ، وكانت تسبح فيه البجعات وترقص في سماءه النوارس على انغام البحّـارة ، وعلى كورنيشه وتحت اشجار اليوكالبتوس العملاقة ، كان يجلس العشاق يلوحون بأيديهم للبحارة الروس والانكَليز واليابان وغيرهم من مختلف البلدان .

اليوم فقدَ النهر رونق الماضي ، واصبح نهر ٌ شبه ميت ، فمياهه ملوثة مالحة واسماكه مسرطنة ، أحرق معظم نخيله أو مات ، وتوقف العمل في الميناء ولم تعد البواخر الكبيرة تدخل النهر الذي قل ّغاطسه وكثرت فيه السفن الغارقة وبقايا قنابل الحروب العبثية ، كما هجرت الامواج ضفافه مع العشاق ، ولم يعد طائر النورس يحلق في سماءه وتتأفف البجعات من تلويث ريشها الابيض بمياهه الاسنة .

فمتى يعود النهر الى رونقه ، وتعود احلام العشاق ترفرف في ثنايا الروح ، ام يصرّ مجلس محافظة البصرة على اداءه البائس ويعيد الاموال المخصصة لاعمار البصرة الى الخزينة المركزية ، وبذلك يحرم المدينة من فرص الازدهار ، ويثبت للجميع فشله في الادارة ناهيك عن الاعمار !؟

 يأمل العشاق البصريون اليوم بعودة السفن والبجعات المهاجرة لتنشر اجنحتها على امواجه الدافئة ،

وذلك لن يتم إلا بأيادي بيضاء نظيفة من ملوثات الفساد .

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.