اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

فشل إنقلاب تركيا .. فلماذا الفرح؟// فتحي كليب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

فشل إنقلاب تركيا .. فلماذا الفرح؟

فتحي كليب

باحث فلسطيني

 

قد يكون من الطبيعي مشاهدة نزول الآلاف من الجماهير التركية الى الشوارع والميادن التركية فرحا بفشل ما سمي بالانقلاب العسكري. لكن ما هو غير مفهوم هو هذا الفرح في المخيمات الفلسطينية سواء في لبنان او غزه ولبنان عامة وايضا بعض المدن العربية ورفع الاعلام التركية ابتهاجا بعودة الشرعية .. (جميعهم ينتمون الى تيار سياسي وديني معين _ الاخوان المسلمون)

أهو التأييد للديمقراطية وللسطة الشرعية المنتخبة من الشعب التركي، ام انه التأييد لحزب يعتقد البعض انه سيكون له دور مستقبلي كبير في معركة تحرير ارضنا من المحتل الاسرائيلي، ام انه تأييد للخلاقة الاسلامية القادمة من الاراضي التركية على يد الزعيم رجب طيب اردوغان، ام ان سر هذا التأييد والحب هو ارث طيب زرعته تركيا في بلادنا والآن جاء وقت رد الجميل !!

بعيدا عن تحليل ما يحدث في تركيا (دوافعه، اسبابه وابطاله) والمسار الذي ستسلكه تركيا خلال المرحلة القادمة، وبالنسبة لي كفلسطيني فانا غير معني بنجاح او فشل الانقلاب، الا من زاوية ما اذا كان الذي يحدث في تركيا اليوم على علاقة بمسار الصراع مع اسرائيل.. لكن جميع المؤشرات تقول العكس، الا في ذهنية من يقفوا مع تركيا الاردوغانية ظالمة او مظلومة، لارتباط مصيرهم بمصير الحزب الحاكم في تركيا.

وحتى اذا كنت غير موافق على السياسة التركية بما خص الصراع مع اسرائيل، وهذا الامر لا يعني حزب العدالة والتنمية فقط بل ايضا الاحزاب التي سبقته خاصة لجهة العلاقة مع اسرائيل بدءا من الرئيس سليمان ديميريل وصولا الى الرئيس اردوغان مرورا بالرؤساء بولنت اجاويد، تورغوت اوزال، مسعود يلمظ وطانسو تشيلر، إذ ظل الثابت الوحيد والقاسم المشترك بين جميع هؤلاء هو العلاقة مع اسرائيل وعدم المساس بها.. على هذه الخلفية التاريخية الموجزة لحكام تركيا، فالبديل بهذا المعنى ليس بأفضل مما سبقه، فتركيا دولة كبرى يحكمها القانون والمؤسسات والمصالح ، وهي بالنهاية تعمل بالسياسة ووفق لغة المصالح سواء كان الحزب الحاكم اسلاميا ام علمانيا ام غير ذلك..

فتركيا الاسلامية هي اول بلد اسلامي يعترف بدولة اليهود _ اسرائيل ، والحزب الحاكم اليوم هو من وقع اتفاق تطبيع العلاقات بين تركيا واسرائيل الذي انهى حالة جفاء امتدت لسنوات، وتركيا هذه هي التي رشحت مندوب اسرائيل في الأمم المتحدة داني دانون لرئاسة اللجنة السادسة التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة والمعنية بمكافحة الإرهاب وقضايا القانون الدولي، الى جانب اربعة دول عربية منها مصر والسعودية.. وتركيا هذه هي التي قال احد دبلوماسييها في نيويورك "ما يجمع إسرائيل وتركيا بشأن مكافحة الإرهاب هو أكثر بكثير مما يجمع تركيا بالدول الإسلامية والعربية".

اذا لماذا كل هذا الرقص والغناء والتطبيل ونحن نعلم ان كل ما يحصل سياسة بسياسة ولا مكان لحب او كره ولا مكان لعواطف.. فلا يعتقد البعض ان تركيا الاطلسية ستكون يوما طرفا في اي شكل من اشكال الحرب مع اسرائيل، او دولة داعمة للمقاومة، الا اذا كان عمل المقاومة في اطار المسموح به اقليميا ودوليا..

الى الخلف در، هذا الشعار يجب ان يكون شعار المرحلة. والخلف هنا بمعنى العودة الى الضمير الوطني والسياسة الوطنية الفلسطينية المجردة من اي مصالح فئوية او اقليمية او دولية او حتى اعتبارات خارجية، السياسة التي يحتاجها المواطن واللاجىء على حد سواء والتي تحمي حقوقه ومصالحه الوطنية.. خاصة في ظل العواصف والصراعات التي تجتاح المنطقة وتأكل كل شيء امامها، صراعات لا مكان فيها للضعفاء التابعين الذين لا يؤمنون بالسيادة والكرامة الوطنية..

 

لنلتفت قليلا الى ما تعيشه حالتنا الفلسطينية من ترهل، ولنعمل على انهاء انقسامنا، ونسعى من اجل معالجتها. ولننظر ما الذي تفعله اسرائيل بالارض الفلسطينية وكيف اصبح المشروع الاسرائيلي متغلغلا في كل شيء ، فنحن كشعب فلسطين لا نملك الا وحدتنا الوطنية وارادتنا وايماننا بحقنا في هذه الارض التي من اجلها نحيا ونعيش.. فهذا ما ينفعنا ويفيدنا ، وهذا ما يفيد شعبنا بديلا لسياسة الاستقواء والارتماء بأحضان دولة هنا ودولة هناك..

ان الدرس الوحيد الذي يجب ان يستفاد منه فلسطينيا هو ان جميع دول العالم تصارع بعضها بعضا لتحقيق مصالح شعوبها وبلدانها.. وحتى في تركيا جميع الاحزاب موالية ومعارضة رفضت الانقلاب ووقفت خلف تركيا الدولة ، تركيا المؤسسات التي تتسع للجميع بعيدا عن الاقصاء والاستئثار، وكم نحن احوج الى مثل هذه السياسة في حالتنا الفلسطينية سياسة الشراكة الوطنية وعلى قاعدة مصلحة الشعب وحقوقه الوطنية فوق الجميع وانطلاقا من حقيقة يجب ادراكها قبل ان يدركنا الخطر وهي ان الصراع في المنطقة هو صراع دول كبرى ولا مكان لقوى او دول صغيرة ، فلنكن اقوياء بما نملك من عناصر قوة ونستجمعها في ميدان المواجهة الشعبية المشتركة، مواجهة الاستيطان والتهويد والاعتقال ومواجهة السياسات الاسرائيلية التي لا تترك مكانا لفلسطيني فوق ارض فلسطين..

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.