اخر الاخبار:
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

قراءة في قصة (قراءة من وراء الزجاج) للأستاذة نزهة الرملاوي// هناء عبيد

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

هناء عبيد

 

عرض صفحة الكاتبة 

قراءة في قصة (قراءة من وراء الزجاج) للأستاذة نزهة الرملاوي

هناء عبيد

 

صدرت قصة قراءة من وراء الزجاج للكاتبة المقدسية نزهة الرملاوي هذا العام2021 عن دار الهدى للنشر، وقد رافق أحداث القصة رسومات بريشة الفنانة منار الهرم.

 

لا شك بأن اختيار ثيمة القصة يعتبر مميزًا، فاختيار قصة عن الأسرى من أهم المواضيع التي يمكن التطرق لها، خاصة وأننا نعيش تحت نير الاحتلال الظالم الذي طوق حرية أبنائنا وبناتنا بمختلف أعمارهم بين يدي سجان متوحش لا يعرف الرحمة، ولست مطلعة للأسف على أدب قصص الأطفال في فلسطين، لهذا لا أعرف إن تم التطرق إلى هذا الموضوع، أم أن القصة لها سبقها في هذا الشأن.

 

ونظرا لأن الموضوع له صلة بالناحية النفسية للطفل، فإنه من المستحسن والمفضل، أن يكون هناك مشاركة من ذوي الخبرة والاختصاص في علم النفس وتربية الطفل للاستشارة، حتى يتم تحديد الفئة العمرية التي يمكنها تناول أحداث هذه القصة، لما لها من تأثير نفسي عميق على الأطفال، وحتى نضمن أن تصل الفكرة المراد نشرها بصورة إيجابية كما ينبغي. وأنا على يقين بأن الأستاذة نزهة قد راعت هذا الأمر، وربما أيضا توجب على الجهة الناشرة تحديد الفئة العمرية المناسبة لهذه القصة.

 

أبدت الكاتبة نزهة ذكاءها لتصل إلى هدفها حينما اختارت وجود فعالية قراءة القصة الأسبوعية في المدرسة، بمشاركة ذوي الطلاب، فلن يكون هناك أقوى من تأثير عدم التواصل بين الأب وابنته في إبراز عمق تأثير الأسر السلبي على الأطفال، لهذا نجد أن الحزن يصل إلى ذروته في قلب أميرة حينما تطلب المعلمة مشاركة الآباء والأمهات أبنائهم في القراءة،

 

فأميرة الّتي تفتقد وجود أبيها، كان وقع هذا البرنامج المدرسي بمثابة الجرس الذي دقّ مكامن الحزن في مشاعرها، وأحيا حنينها وشوقها إلى أبيها، بدل أن يكون حدثًا يجلب السعادة لها.

 

ربما تكمن أهمية هذه القصة في تعريف النشئ عن معنى الأسر ومدى عمق تأثيره العاطفي على أبناء الأسرى، وعن مدى الظلم الذي يتعرض له الفلسطيني على أيدي الاحتلال الذي يؤرق نوم الصغير قبل الكبير.

 

وأرى أنه من الأمور المهمة التي كان على القصة احتوائها؛ تعريف الأطفال بأسباب الأسر، فالأسير بطل يدافع عن أرضه وحقه ضد المحتل، وهذه أسمى رسالة يمكن إيصالها للأطفال من خلال هذه القصة، بل وكان من الممكن أن تعطي هذه الرسالة ولو القليل من مشاعر السعادة والفخر لأميرة، فأباها أسير لأنه بطل يقاوم الاحتلال.

 

تعرضت الكاتبة من خلال السرد إلى المصاعب التي يتحملها أهل الأسير حتى الوصول إليه في السجن، سواء كانت هذه المصاعب جسدية أو نفسية، وهذا أمر يجب التركيز عليه دومًا لنقل المعاناة التي يعيشها الفلسطيني تحت قبضة السجان،

 

فمثلًا لم تستطع أميرة أن تنعم بحضن أبيها عن قرب، ولم تستطيع أن تستمع له وهو يقرأ لها القصة إلا من خلف الزجاج.

 

نتمنى أن تنتشر مثل هذه القصص ليس بين أيدي الأطفال في فلسطين فقط، بل في معظم البلاد العربية، ويا حبذا لو تم ترجمتها أيضا إلى لغات أخرى حتى يتسنى للعالم بأسره أن يشعر بمعاناة الطفل الفلسطيني الذي يتلظى شوقا للقاء أهله القابعين تحت الأسر، فكم سمعنا عن قصص أطفال تربوا بعيدا عن حضن آبائهم، وكم سمعنا عن معاناة الأسرى الذين لم ينعموا بحضن أبنائهم والاستمتاع بمراقبتهم وهم يكبرون أمام ناظرهم.

 

قلم الأستاذة نزهة، قلم يحمل في طياته كل المعاني الساميه وله أسلوب مشوق، ولغته عربية فصحى متينة، تزيد من مخزون المفردات لدى الأطفال، فكما نلاحظ أنه بالإضافة إلى الهدف العظيم المنشود من القصة هناك أيضا النية في إثراء مفردات الطفل وتعزيز لغته العربية وحفظها في ذاكرته من منطلق أن العلم في الصغر كالنقش في الحجر.

 

الرسومات المرافقة للسرد كانت مناسبة أيضا للحدث وقد ساعدت على توضيح الفكرة، وبهذا تكتمل عناصر القصة لتجعل منها قيمة مؤثرة تحمل هدفًا ولغة، وتجعلها إضافة ثمينة إلى عالم أدب قصص الأطفال.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.