كـتـاب ألموقع

انا أُفكر إذن أنا موجود!// د. ادم عربي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. ادم عربي

 

عرض صفحة الكاتب 

انا أُفكر إذن أنا موجود!

د. ادم عربي

 

قالها الفيلسوف المثالي ديكارت " انا افكر فانا موجود" ،  الله واستنتاجا مثاليا موجود ، لا احد يشك في عظمة هذا القول الشهير ، لكن ! هذا القول ليس فيه من العظمة شيئا ، رغم كل محاولات تجميل هذا القول ، وفي كل محاولة لتحميل هذا القول كثيرا من المعاني العظام يرتفع منسوب السخافة في القول نفسه ، لغويا وبعيد عن الفلسفة نستدل من هذا القول ان التفكير هو الفاعلية التي بها يستدل الشخص على وجوده ، ان قضية الوجود كانت وما زالت تشغل عقول الفلاسفة ، فالمثاليون وتحديدا الذاتيون ، نفوا كل وجود للعالم المادي في خارج الذهن وفي استقلال عنه ، فحبة الفاكهة التي اهم بقضمها لا توجد حسب قولهم في خارج دماغي وفي استقلال عنه ، لانها مجرد احساسات ، وهذه الاحساسات ليست مادة ، ولذلك لا وجود لها خارج دماغي وفي استقلال عنه ، وبالتالي يقولون لا وجود الا لذهني والكون كله هو احساسي والذي لا يمكن ان ينفصل عن ذهني ، رينو ديكارت هذا الفيلسوف المثالي واللاذاتي ، ليس من الفلاسفة الذاتيين ، شك في وجود الوجود ، وظل الشك يطارده الى ان توصل الى ما يشبه اليقين ، فقال ،، ما دمت افكر والشك تفكير اذن انا موجود ، هل الانسان موجود لانه يفكر؟ لا ، فلانسان يفكر لانه موجود ، من المحتمل ان لا افكر ومع ذلك ابقى موجود ، لكن يكفي ان ازول من الوجود حتى اكف عن التفكير ، والميت الذي مات الان كف عن التفكير على الرغم انه موجود بمعنى ما.

هيجل ابو الفلسفة المثالية الموضوعية والجدلية قد فهم الانسان الناطق والواعي ، قد فهمه على انه الكائن والذي فيه وبه وعت وادركت الفكرة المطلقة نفسها وذاتها ( الفكرة المطلقة هي الله في الاديان ) ، لكن الطبيعة والتي وجدت قبل الانسان والتي هي تجسيد للفكرة المطلقة في احدى مراحل تطورها ما كان بوسعها او مقدورها ان تكون الكائن الذي به وفيه وعت الفكرة المطلقة ذاتها ، ولو كان هيجل فيلسوفا ماديا لقال بالانسان وفي الانسان وعت المادة نفسها