كـتـاب ألموقع

ماركس وطبقته (3)// د. ادم عربي

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

المجموعة: ادم عربي

تم إنشاءه بتاريخ الأحد, 09 كانون2/يناير 2022 18:48

كتب بواسطة: د. ادم عربي

الزيارات: 1600

د. ادم عربي

عرض صفحة الكاتب 

ماركس وطبقته (3)

د. ادم عربي

لم اجد لحد الان ما يُفند او يدحض نظرية فائض القيمة لماركس ، او لغيرها من النظريات الاساسية والتي شرحها في مؤلفه رأس المال ، كل الداحضين كانوا على جهل بظرية ماركس او كانوا من كاريهيه. يكفي ان تسيء فهم نظرية فائض القيمة حتى تكتشف كثيرا من الظواهر الراسمالية التي تعجز نظرية فائض القيمة عن تعليلها، فعلى ما يقول الضاحدون، فقد اصبح للموهبة والابداع والجهد الذهني الخالص والمعرفة سلعا غير الذي تحدث عنها ماركس! ، فمثلا يقولون فائض قيمة من الابداع، ونظرية وضعت في القرن الثامن عشر لا تصلح لليوم...الخ. انهم يبذلون جهد فلسفي اقتصادي لروحنة السلعة ، ومثالهم هذا الريبوت والذي لولا الجهد الذهني والابداعي لما دبت به الحياة ، ويريدون ان نعرف مساهمته في خلق القيمة التبادلية ويريدون حسابها بالساعات . هؤلاء ينقصهم الجدل ولا يؤمنون الا بالمجرد من الاشياء او الخالص من الاشياء ، فالعمل بمنظورهم اما ان يكون يدوي او ذهني ، اما العمل الممزوج او الذي يخالطة جهد ذهني او العكس فلا يعرفونه .العمل وحده الذي يخلق قيمة تبادلية لشيء ما، على ان يكون لهذا الشيء قيمة استعمالية ، وهذا العمل عند ماركس هو العمل المجرد وهو الوحيد الذي له القابلية للقياس بالساعات. ماركس لم ير العمل المجرد الا بوحدة مع العمل الملموس ، الخياطة مهمنة ، والخياط المزاول للخياطة يعمل عملا ملموسا ، يبذل فيه جهدا ذهنيا ويدويا من اجل انتاج الثوب ، اذا صنع هذا الخياط ثوبا له يلبسه فانتاجه ليس سلعة ، لكنه اضاف الى ثروة المجتمع ، اما ان قرر ان يبيع انتاجه في السوق فعند ذلك انتاجه يسمى سلع لها قيمة استعمالية وتبادلية ، لكن كيف نحسب قيمة التبادلية؟ انها تقاس بعدد ساعات العمل الضروري اجتماعيا المتضمن الان في سلعته المنتجة ، هذه الساعات تشمل الساعات القديمة الميته والمتمثل في الالات والمواد المستهلكة ، وبعضها يختص بالعمل الحي وهو عمله . ان ما يستخدمه ويستهلكه الخياط من مواد اولية والات وكهرباء ما هي منتجات مادية وهي حصيلة جهود ذهنية وعلمية إبداعية هائلة لعلماء وذوي اختصاص وفيها الكثير من براءات الاختراع .

نتخيل المثال التالي، ان راسماليا لديه مصنع لانتاج سلعة مادية على شكل دفاتر بيضاء او كراسات مدارس، ولنفرض ان سعر كل كراس يبيعه هو دينار، هذا السعر يتضمن نصف دينار سعرا لراس المال الثابت والمستهلك وربع دينار تمثل سعر قوة العمل المستهلكة، وربع دينار قيمة ربح صاحب العمل اي القيمة الزائدة . الان اتينا بشاعر مبدع وطلبنا منه ان ننشر اشعاره فهل نبيع الدفتر بدينار؟ طبعا لا، سيباع بدينار وربع مثلا، الشاعر ليس عاملا او بوليتاري عند رب العمل ولم يكن له اي مساهمة في انتاج القيمة التبادلية لهذه السلعة، على الرغم بفضله تباع هذه السلعة بقيمة بسعر يفوق ويزيد قيمتها التبادلية ، هنا دخل عمل قانون العرض والطلب. هذا الشاعر كافئه رب العمل براتب او مبلغ مالي لا فرق لانه عمل عملا نافعا للمجتمع ، لكن لا تسموا هذا الشاعر بروليتاريا ذهنيا او ان تضعوه في فئة اجتماعية جديدة تسمى لبروليتاريا الذهنية، هذا الشاعر عمل عملا ضروريا للمجتمع والعامل عند رب العمل عمل ايضا عملا ضروريا للمجتمع، لكن إذا كان عمل كل بروليتاري هو عمل نافع وضروري للمجتمع ، لكن هذا لا يعني ان كل عمل نافع وضروري للمجتمع يجب ان يكون عملا بروليتاريا ويطالبون ضيقي الافق بتسميته قوة العمل الذهنية المنفقة. نفس المثال يمكن تطبيقة على مصنع ينتج الكمبوترات وطلبنا من بل جيتس ان يعطينا احدث ما عنده من برمجيات ، من ويندوس وغيرها، الكمبيوتر الان سيباع باعلى من قيمتة التبادلية، ايضا حسب قانون العرض والطلب . ماركس تحدث عن العمل البسيط والعمل المعقد من جهة علاقتهما بانتاج القيمة التبادلية للسلعة انما تحدث عن عمل البروليتاري فحسب ، فمثلا ساعة بروليتاري رفيع الاختصاص تعدل اربعة ساعات لبروليتاري عادي...، لا تدهشكم براءة الاختراع! فصاحبها باعها لرب العمل مقابل مبلغ مالي كبير ، ورب العمل استعملتها في مصنعه وفي زيادة انتاجية العامل وفي خفض عدد العمال وبالتالي خفض القيمة التبادلية للسلعة التي ينتجها عماله .

• < السابق
• التالي >