اخر الاخبار:
نتنياهو يتوعد حماس: دماؤكم مهدورة - السبت, 08 شباط/فبراير 2025 19:26
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

أوراق الخريف- رواية: الفصل الخامس عشر// د. آدم عربي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. آدم عربي

عرض صفحة الكاتب 

أوراق الخريف- رواية: الفصل الخامس عشر

د. آدم عربي

 

أشاحت جينا وجهها عن مكتبها ناحية النافذة، مُفكرةً بيوم غدٍ حيث تجتمع مع أحمد في بيتها لأول مرة، انحسرت تنورتها الضيقة وهي تضع ساقًا على ساق، فبانت فخذاها المشتهاتان، وانسكبتا من تحت التنورة في قالب مرمري يصبو الناظر إلى لثمهما وتمريغ وجهه عليهما. تململت في جلستها وسرحت مع الأفق الممتد خارج النافذة ، وبحركة لا شعورية غيرت وضع ساقيها اللتين رفعتا التنورة عنهما بلا حساب، فبانتا تستعران. تململت جينا في جلستها والأفكار تداعب في خيالها الحيرة، فالتصقت فخذاها وهما تضغطان البضاضة بينهما وفي الوقت نفسه تجمحان، شدت تنورتها حتى الركبتين، والدم يكاد يتفجر من عروقها في السعير حتى ولو على حساب ما تحلق معه هناك بعيدًا في جهة أخرى هي أبعد ما يكون.

في مساء دافئ، كانت جينا تنتظر بفارغ الصبر وصول أحمد إلى بيتها لعشاء الشواء الذي طالما تخيلته. الأفكار تتلاطم في رأسها مثل أمواج البحر الهائجة، تتساءل كيف سيكون هذا اللقاء، وهل ستتمكن من فهم أعماق شخصيته ومعرفة الكثير عنه.

وفي لحظة صمت وانتظار في مساء يوم السبت، يقطع الهدوء طرقات على الباب، إنه أحمد، ومعه ليس فقط ابتسامته العريضة، بل وشتلة ورد جميلة يمكن زرعها في الحديقة. ترحب به جينا بحفاوة وتسأله بنبرة ملؤها الفضول، "لم هذه الشتلة؟"

يبتسم أحمد ويرد بصوت هادئ، "زراعة وردة في الحديقة تضيف لها جمالاً، وتساعد في جعل العالم أجمل." كلماته تترك جينا في حالة من الذهول والإعجاب، فهي لم تتوقع أن يكون لهذا اللقاء معنى أعمق من مجرد عشاء.

جينا: أحمد، أنا سعيدة جدًا لأنك جئت إلى حفلة الشواء في منزلي هذا الأسبوع!

أحمد: شكرًا لكِ جينا، أنا أيضًا. أعلم أنكِ تعتقدين أنني مجرد ضيف، لكنني أود أن أقوم بالشواء بنفسي.

جينا: حقًا؟ هذا رائع! لكن، هل لديك خبرة في الشواء؟

أحمد: بالطبع، أنا ابن ثقافة الشرق والغرب. لقد تعلمت فن الشواء من والدي، وثانيا أعتقد عندنا وعندكم الرجل يقوم بمهمة الشواء في هذه الحالة

جينا: هذا مثير للإعجاب!

أحمد: أفكر في تحضير مزيج من الأطباق التقليدية والعصرية. كباب متبل بنكهات شرقية، وستيك بتوابل غربية، وربما بعض الخضروات المشوية للتنوع.

جينا: يبدو ذلك شهيًا! لا أطيق الانتظار لتذوق كل ذلك. سأتأكد من تجهيز كل ما تحتاجه للشواء.

أحمد: بالتاكيد

أحمد يضع اللمسات الأخيرة على الشواء، وينفث الدخان العطري من الشواية بينما يضع اللحم المشوي والخضروات على الطاولة.

جينا: أحمد، لقد فاقت رائحة الشواء كل توقعاتي! كيف تعلمت كل هذا؟

أحمد: من شواء البشر هاها

- ماذا تقصد؟

- لا عليك ، الشواء وطريقة الشواء تعلمتها من صغري

- عظيم

- لم تخبرني عنك جيدا

- أحسن لك ألا تعرفي

-لماذا؟

- لنأكل الآن

- على رأيك

-نأكل ونتحدث

-نتحدث ونأكل

- حسناً ، رغم عدم معرفتي الفرق بينهما ، حدثني عن نفسك

- بعرفكم ، إرهابي سابقاً ، حالياً مواطن أمريكي

- ماذا؟ماذا؟ كيف حدث ذلك؟

- كنتُ مُقاوماً في لبنان فيما مضى مع المقومة الفلسطينة

- أأنت فلسطيني؟

- وهل من الضرورة أنْ أكون فلسطيني حتى أُقاوم؟

- هكذا أعتقد

- التضحية من أجل قضية عادلة لا تعرف قومية أو دين أو عرق

- معك حق ، إذن أنتَ كنتَ مقاوماً ، وهذا يعني لي الكثير

- ماذا يعني؟

- إنسان غير عادي ، ربما أتخيلك جيفارا يجلس معي

- إذن أنتِ تبحين عن النوع لا على الكيف

- لا ، أنا ايضاً مع القضايا العادلة ، لكننا نسمع فقط ما تقدمه لنا حكومتنا في وسائل الإعلام

- أفهم هذا جيدا ، أَنسيتِ أنني أمريكي؟

- تضحك جينا ويضحك أحمد

ويتبادلان كؤوس الفودكا حتى قادتهما إلى السرير وغرقا في العسل

 

يتبع في الفصل السادس عشر........

 

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.