اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

الثقافة والايدولوجيا!// د. ادم عربي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. ادم عربي

 

الثقافة والايدولوجيا!

د. ادم عربي

 

الثقافة هي مجموع العقائد والقيم والقواعد التي يقبلها ويمتثل لها أفراد المجتمع. ذلك أن الثقافة هي قوة وسلطة موجهة لسلوك المجتمع، تحدد لأفراده تصوراتهم عن أنفسهم والعالم من حولهم وتحدد لهم ما يحبون ويكرهون ويرغبون فيه ويرغبون عنه كنوع الطعام الذي يأكلون، ونوع الملابس التي يرتدون، والطريقة التي يتكلمون بها والموسيقى التي يحبون، والألعاب الرياضية التي يمارسونها والأبطال التاريخيين الذين خلدوا في ضمائرهم، والرموز التي يتخذونها للإفصاح عن مكنونات أنفسهم.

 

تختلف الثقافه باختلاف الامم تبعا لواقعها المادي وطريقة انتاجها الاقتصادي، وذلك بسبب الارتباط القوي بين الواقع للامة وبين تراثها الحضاري والفكري، فثقافة اي امة في الزمان والمكان ما هي الا الواقع المادي لتلك الامة ممثلا بنمط انتاجها، وبلا شك الثقافة تتطور وتنمو مع النمو الحضاري للامة، وتتراجع مع تخلفها، وتخلف الامم يعود بالدرجة الاساس الى تخلف وسائل انتاجها وكذلك سيطرة الفكر الغيبي الديني كما هو في بلاد العرب وهو نتيجة لغياب الاقتصاد وتخلفه مما يؤدي لغياب اي وعي مجتمعي في تلك الدول، والثقافة هي تعبيير عن مكانة الامة التي وصلت لها.

 

ان الفكر هو نتاج المادة وان المادة ليست نتاج الفكر،الفلسفة المادية الجدلية تشدد على اهمية الوجود المادي في اعلاء وتوليد الفكر والوعي، ان الوعي هو انعكاس للمادة وليس العكس.

 

ان الثقافه العربيه تمر في حالة من الازمة الحقيقية، ان الثقافه العربيه الحاليه تعيش في الافكار الماضويه والتخلف القيمي والتشوة السلوكي والانفصام بين النظريه والتطبيق، ان الافكار والمعتقدات والقيم في اي مجتمع لا تسود الا اذا كانت متصالحه مع حاجات البشر، من هنا نجد الانفصام الثقافي الذي نعيشه والذي سيقود المجتمعات العربيه الى مجتمعات بلا هويه وبلا ثقافه.

 

ان المطلوب هو التحرر من الايدولوجيا الدينيه والسياسيه بدلا من ثقافة تقمع الحرية والإبداع، وتتشبث أكثر بالأصالة والتقليد والتراث، ان هيمنة الايدولوجيا على الثقافه العربيه جعلت المثقف العربي في حال لا يحسد عليه، جعلت منه انسان مغترب في وطنه متقوقع على نفسه، منبوذا غير قادر على قول ما يريد، وهذا سر تراجع دور اليسار واحزاب اليسار.

 

وهكذا يمكننا تحليل ما الت اليه الدول العربيه والتي دخلت الربيع العربي، فهذه الشعوب انتفضت وتحدت النظام السياسي، الا انها رجعت الى نقطة الصفر، بمعنى اخر اعادة انتاج نفسها، وذلك بسبب عدم حسم مسالة الهويه، بدل الصراع حول الهويه بين مكونات الشعب من حداثيين ومحافظيين، يسار واسلام، مذاهب دينيه ، شيعه - سنه ..الخ .

 

ان الشعوب الاوروبيه عندما انهت قضيه الظلم والاستبداد، انتهجت الديموقراطيه طريقا لها، ونظمت حياة الناس في قوانين وانظمه كفلت لهم الحريات والحقوق وحسمت موضوع الهويه والتي هي، اي الهويه، المعبر الحقيقي عن وجود وضمير وكينونة الشعب.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.