اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

مشكلة الاقليات في العالم العربي!// د. ادم عربي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. ادم عربي

 

مشكلة الاقليات في العالم العربي!

د. ادم عربي

 

موضوع الاقليات الدينيه والعرقيه في المجتمع العربي والعالم العربي يندرج تحت قائمة المسكوت عنه ، ولفترات طويلة ظلت هذه القضية لا يسمح بالحديث عنها ونسفها من اساسها كقضية غير قائمة.

 

الا انه جرى الحديث مؤخرا عن المشكلة، باعتبارها مؤامره اجنبية، وتحركحا اصابع اجنبية تلبية لمصالحها الخاصة، دون خوض نقاش حقيقي سواء على المستوى الاجتماعي او الحكومي حول مشكلة الاقليات، وانما فقط بالاتهام والتخويين.

 

وحتى في الحالات التي طرحت فيها مشاكل لها علاقة بالأقليات نفسها على الجميع بصورة مدوية وعنيفة، فإن النظام الرسمي العربي، ومعه عدد لا يستهان به من النخب الدينية والسياسية والمتنفذة، سارع إلى ترحيلها إلى أسباب وعوامل خارجية.

 

ونحن نرى ذلك اليوم في مشكلة الأقباط في مصر والأمازيغ في الجزائر، مثلما نراه في مناطق عربية أخرى، الأكراد في العراق وسوريا، والمسيحيين في العراق ، والاكراد الفيله وغيرهم الكثير، بالإضافة إلى الأقليات الطائفية على اختلاف في الدرجات والطبيعة.

 

ان وجود الاقليات في العالم العربي ليست حديثة وانما هي قديمة جدا، فالمنطقة العربية مترامية الاطراف وتتصل بافريقيا واوروبا واسيا، اضافة ان المنطقة العربية تعرضت الى هجرات منذ قدم التاريخ، وخلقت شعوب واندثرت شعوب، وامتزجت شعوب اخرى، اضافة لذلك ان الامبرطورية الاسلامية انتجت طوائف دينية مختلفة.

 

ان اوروبا بعد فترة من الحروب المستمره تشكلت لديها الدولة القومية التي صهرت الجميع في بوتقة واحدة ، لكن وعكس ذلك فان الدول العربية التي لم ترى النور الا حديثا حافظت على شكلها الفسيفسائي .

 

ان المشكلة في العالم العربي انه يقوم على اساس من الطائفية والقبلية والعشائرية ، سواء على مستوى أنظمة الحكم أو توزيع القوة والنفوذ داخل المجتمع، فإنه من الطبيعي أن تشعر الأقليات بالحاجة إلى حماية نفسها وتأمين مصادر قوتها الخاصة. ومن الطبيعي أن تبدأ في التفتيش عن حلول لمشكلتها، شأنها في ذلك شأن باقي أطراف المجتمع المحرومة.

 

وليس من الغريب ان نرى ابناء الاقليات ينخرطون في المعارضة شانهم شان بقية الاطراف المحرومة .

على العموم اعترفت معظم الدول العربية في الوجود الاجتماعي للاقليات، واعترفت بوجودهم التاريخي، لكنها لم تعترف بهم سياسيا وثقافيا، بل انتهجت الالغاء والتهميش ولم تعترف بهم مواطنين لهم نفس الحقوق والواجبات، بل اعتبرتهم من مخلفات اقوام سابقين، تكرّم عليهم المجتمع فحماهم ولم يتركهم نهباً للانقراض والموت .

 

يمكن القول إذن: إن مشكلة الأقليات لها علاقة وثيقة بمشكلة الحكم في الدول العربية وهذا أحد مظاهر وجود هذه المشكلة. وثمة مظاهر أخرى تدور حول الحقوق الثقافية والدينية، وأنه ما لم تحل الدولة العربية قضية الحكم والمواطنة، فإنه سيغدو من الصعب إيجاد حلول لمشكلة الأقليات .

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.