اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

تأملات في الثورة// عبدالله عطية شناوة

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

عبدالله عطية شناوة

 

تأملات في الثورة

عبدالله عطية شناوة

 

توصف الثورة في بعض التنظيرات، بأنها حالة موضوعية، ناجمة بالأساس عن وصول التناقضات بين الفئات الحاكمة والفئات المحكومة الى نقطة تصبح فيها أساليب الحكم المعهودة، غير ذات جدوى في أمتصاص نقمة المحكومين، وفي معالجة الأوضاع التي بلغت حدا من التردي يجعلها غير محتملة بالنسبة لأوسع الفئات والأوساط والطبقات، بما يدفعها الى الإنفجار,

 

هذا التوصيف للوضع الثوري، صحيح ولا ريب فيه بالنسبة للحقب التأريخية التي صيغ فيها، حيث لم يكن العالم قد شهد الترابط القائم حاليا بين مختلف بقاعه، بما يسهل تعاونا عابرا للحدود بين حكام بلدان مختلفة يشكل بعضهم سندا للبعض الآخر، وحيث كانت العوامل الداخلية هي الحاسمة في العلاقة القائمة بين الحكام والمحكومين في كل بلد على حده. كما أن أدوات التأثير على الوعي لم تبلغ مستويات التطور الحالية، التي تتيح للحكام تمويه الفواصل بينهم وبين المحكومين، وأيهام الأخيرين بانهم شركاء في الحكم وليسوا طرفا مناقضا للطرف الحاكم.

 

وصار في مقدور الحكام، عبر تلك الأساليب، تجنيد أوساط شعبية، من بين المهضومة حقوقهم، للوقوف الى جانب الحكم، ضد قوى الثورة، وربما باستثناء، نظامي مبارك وبن علي، نجحت الأنطمة في سوريا وليبيا ولبنان واليمن والعراق، في الحيلولة دون أنتصار الثورة، أما بالأستعانة بقوى خارجية، أوبتفتيت معسكر الثورة بفعل تناقضاته الداخلية، أو تحويل الوضع الى حرب أهلية تتدخل فيها وتسعرها قوى أقليمية ودولية، تودي الى تفسخ الثورة وتدمير البلاد، بدلا من معالجة أزماتها.

 

ويظل العامل الأساسي والحاسم، في هذا الفشل بحل التناقضات الأجتماعية، سواء عبر التطور التدريجي أو الثورة، أو حتى الحرب الأهلية، يظل متمثلا في تدني الوعي الجمعي، وعجز محتلف مكونات المجتمع عن التعرف الى قواسم مشتركة فيما بينها، وتمترس كل منها في جزر تخيلية منعزلة، وأعتمادها نهج التنافس مع المكونات الأخرى، بدلا من إقرار الجميع بحقوق متساوية للجميع.

 

ودون الخروج من هذا المستنقع، مستنقع تدني الوعي، وتخلفه عن الإرتقاء الى وعي المواطنة، سنظل نعلق آمالنا على وهم ان تؤدي التضحيات المأساوية الجسيمة للشبيبة الحرة الثائرة الى ثورة ظافرة تجتث الفساد والطغيان، وتضع مجتمعاتنا على طريق التطور والعدل والحرية والرفاه.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.