وهيب نديم وهبة
غدا ترونني بينكم
الشاعر الأديب: وهيب نديم وهبة
"بَعْدَ قَلِيل لاَ تُبْصِرُونَنِي،
ثُمَّ بَعْدَ قَلِيل أَيْضًا تَرَوْنَنِي،
لأَنِّي ذَاهِبٌ إِلَى الآبِ"
(إنجيل يوحنّا 16: 16)
إِلَهِي...
إِلَهِي؛ الْعَتَمَةُ تَخْتَالُ هُنَا،
تَغْتَالُ الْمَكَانَ وَتَحْتَالُ بِفِتْنَتِهَا وَتَلْتَفُّ
كَأَفْعى تَغْمُرُنِي...
تَغْمُرُنَا بِالْهَالَاتِ السَّوْدَاءِ...
وَالْعَاشِقَةُ عَلَى نَافِذَةِ النَّجْمِ تُطِلُّ تُضِيءُ
سِرَاجَ الْعَتَمَةِ... كَلِمَاتُ الضِّيَاءِ.
إِلَهِي...
تَرَكْتُ عِنْدَ عَتَبَاتِكَ الْعَلْيَاء تَسْبِيحَةَ
الصَّبَاحِ... كَيْ تُؤْنِسَ عَتَمَتِي
وَعِنْدَ أَبْوَابِكَ إِلَهِي... تَركتُ
مِيرَاثِي وَمَفَاتِيحَ قَلْبِي وَغَيْمَاتِي وَمَطَرِي...
خُذْ جَسَدِي... أَحْلَامَ طُفُولَتِي...
وَلَا تَأْخُذْ شَاشَةَ الضَّوْءِ مِنْ أَمَامِي...
مِنِّي...
إِلَهِي؛ أَنْتَ بَصَرِي وَبَصِيرَتِي،
حَتَّى فِي الْعَتَمَةِ أُبْصِرُكَ نُورًا...
إِلَهِي؛
شُكْرًا عَلَى نِيرَانِي وَاحْتِرَاقِي وَاشْتِعَالِ رَمَادِي...
يَتَشَكَّلُ ثَانِيَةً فِي صُورَةِ إِنْسَانٍ
وَيَخْرُجُ مِنْ جَسَدِي الطَّائِرُ الْأَبَدِيُّ...
غَدًا تَرَوْنَنِي بَيْنَكُمْ
عَائِدًا مِنْ النَّارِ وَالرَّمَادِ.