وهيب نديم وهبة
أَيقَظَنِي...
وهيب نديم وهبة
قطعة مختارة من مفاتيح السماء
أَيقَظَنِي الصُّوفِيُّ فِي مَملَكَةِ الرِّيحِ،
الشَّجَرِ، الْإبدَاعِ..
وَقالَ: (ما قَالَ) أَشَارَ بِيَدِهِ نَحوَ النّهرِ
وَمَضى في الْغَابِ،
وَغَابَ فِي غَياهِبِ النَّهرِ.
أَقُولُ: غَمَامَةٌ نَزَلَتْ مِنْ مَائِدَةِ الرَّبِّ إلى النَّهرِ.
كَانَ النَّهرُ سَماءً وَكانَتِ السَّماءُ عِيدًا لِلتَّقديسِ..
وَكَانَ الصَّوْتُ كَلامًا اغتَسَلَ بالنَّهرِ، "تَعَمّدَ"،
وَالغَمَامَةُ حَمَامَةً طَارَتْ، طَافَتْ، حَولَ سُقوطِ
رَذَاذِ كَلامِ اللهِ – وَخَرجَ نَبِيًّا بِثَوبِ الْمَاءِ..
الطُّهرُ والعُمَّادُ وَخَلاصُ الْبَشَريَّةِ.
يَأخُذُنِي المَاءُ عَمِيقًا لِلْعِشقِ
أَقرَأُ الزَّهرَ وَالْحَجَرَ، أَقرَأُ سُورَةَ الْمَاءِ،
بَينَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ، أُبصِرُهُ قِدِّيسًا،
أَخَذَ جِهَةَ النَّهرِ مَعبَدًا، سَقفُهُ السَّمَاءُ،
جُدرانُهُ الْمَحَبَّةُ، دَاخِلُهُ زَمَنٌ مَضَى،
خَارِجُهُ زَمَنٌ يَأتي، وَاْلإنسَانُ يَأتي وَيَمضِي..
وَالْمَكانُ الْجِذرُ الْعَابِرُ بَينَ رِيحِ الرَّمزِ وَمَاءِ الْفَرَحِ
وَعِطرُ رَذاذِ الْكَلِمَاتِ..
يَشُقُّ جَبِينَ الصَّباحِ وَعَتمَاتِ الْغَسَقِ
فَادي الْبَرِيَّةِ غَرَسَ أَوَّلَ خُطوَةٍ مِنَ النَّهرِ إلى طَبَرِيّا–
إلى قَانَا الْجَليلِ إلى عُرسِ الْبَشَرِيَّةِ..