كـتـاب ألموقع
إلى جو بايدن: يا مغرّب لا تخرّب.. إذا ممكن!// محمد حمد
- المجموعة: محمد حمد
- تم إنشاءه بتاريخ الأربعاء, 14 آب/أغسطس 2024 19:20
- كتب بواسطة: محمد حمد
- الزيارات: 604
محمد حمد
إلى جو بايدن: يا مغرّب لا تخرّب.. إذا ممكن!
محمد حمد
بعد أقل من ثلاثة اشهر من الآن سوف يُسدل الستار الى الابد، ومن ثم إلى القبر مباشرة، على الرئيس الأمريكي المخرف جو بايدن. وسوف يتناساه الناس مع كلّ ما فيه من تعصّب اعمى واندفاع مستميت للوقوف بلا قيد أو شرط إلى جانب الكيان الصهيوني. لا مبررا لهذا الكيان كل ما يرتكب من مجازر وجرائم بحق الشعب الفلسطيني فقط. بل يصرّ أصرار المجنون على تزويد كيان اسرائيل بشتى انواع الاسلحة الفتاكة التي قتلت اكثر من اربعين الف فلسطيني وجرحت منهم ضعف هذا العدد.
ومنذ بضعة أيام وجميع الانظار والاسماع موجهة نحو طهرأن في انتظار ردها الذي يأتي وقد لا يأتي ابدا. ويفترض به ان يكون "قاسيا ومؤلما للعدو الصهيوني" كما يقول حكام طهران. ومن المتوقع أن لا يكون هناك رد يشفي غليل من انتظر بفارغ الصبر معاقبة دويلة اسرائيل على جرائمها المتكررة منذ عقود.
ولكن لا يمكن لأيران أن نجازف وتغامر في مواجهة غير متكافئة وغير محمودة العواقب، وتضع نفسها، بسبب حسابات خاطئة أو لحفظ ماء الوجه، امام سيناريو جهنمي كما حصل للعراق ابان غزوه واحتلاله عام ٢٠٠٣.
لا يدرك الكثيرون، دولا وحكاما وشعوبا، بان الهجوم على اسرائيل يعتبر خط احمر بلون الدم بالنسبة لامريكا وبعض دول اوروبا. فقبل يومين اعلنت اربع دول اوروبية هي (بريطانيا وفرنسا والمانيا وايطاليا) بشكل صريح للغاية عن وقوفها الى جانب امريكا دفاعا عن اسرائيل. فماذا ستفعل إيران اذا جاءت ساعة الحسم؟ وهل ستكتفي بالتهديد والوعيد في انتظار "الزمان والمكان المناسبين) للانتقام لاغتيال السيد اسماعيل هنية على ارضها؟
لقد ذكرت في مناسبات سابقة ان دويلة اسرائيل في حالة حرب منذ ان تاسست ككيان غير شرعي وإلى يومنا هذا. لديها خطط جاهزة للهجوم على أي خصم او عدو مهما كان. ولديها خطط جاهزة للدفاع عن نفسها من اي تهديد حتى لو كان غير مباشر. ولديها خطط متقنة ومفصلة للجبهة الداخلية فيما يخص مواطنيها في داخل كياتها في حالات الطواريء. وتجدر الاشارة هنا الى ان اسرائيل تدافع عن وجودها غير الشرعي مدعومة بقوة المال والسلاح والدعم السياسي والاعلامي اللامحدود من قبل امريكا ودول الغرب. ومن اجل الدفاع عن دويلة الشر اسرائيل لا مانع لدى امريكا وبريطانيا على الاخص من تدمير طهران وجعلها "غزة" ثانية. ومن يمنعهم من فعل ذلك؟ وهل هناك قوة في العالم تستطيع الوقوف الى جانب إيران. ومن هي هذه القوة؟ خصوصا وأن تجارب الصراع مع الكيان الصهيوني أثبتت أن لا طهران ولا دمشق ولا بيروت ولا حتى بغداد لديها خطط محكمة ليس للهجوم بل للدفاع وحماية نفسها ومواطنيها من تغوّل وبطش دويلة اسرائيل وخلفها امريكا. نحن دول في حالة انتظار دائم. ننتظر ماذا سيفعل بنا الآخرون. ثم نبدا بالصراخ والعويل وطلب النجدة من "المجتمع الدولي" الذي هو، في وضعنا الراهن، الخصمُ والحكمُ والسجانُ ايضا !
ان الكثير من الخبراء والمهتمين بشؤون الشرق الأوسط يقولون أن الرئيس الأمريكي جو بايدن في ورطة. لان اي حرب اقليمية في المنطقة قد تصبح عليه وعلى حزبه الديمقراطي قبل شهرين من الانتخابات في نوفمبر القادم، بلاءا ما بعده بلاء. خصوصا وأن اركان إدارته يدركون جيدا ان رئيس وزراء كيان اسرائيل مجرم الحرب نتنياهو يسعى جاهدا إلى جرّ امريكا إلى صراع مباشر مع إيران ومن يتبعها. ورغم أن أيران لديها نفس طويل وخبرة مشهودة على المماطلة واللف والدوران، كجزء من الحرب النفسية كما يزعم البعض، لكن هذا لا يمنع امريكا من ارسال العشرات من السفن الحربية المتطورة ذات المهام المختلفة الى الشرق الاوسط. وهي على أهبة الاستعداد لتحوّل طهران الى خرائب وهياكل متهالكة. ولن تنقذها من هذا المصير التظاهرات المليونية الرافضة ولا بيانات التنديد والشجب ولا قرارات الأمم المتحدة التي سرعان ما يتبخّر حبرها عندما يتعلق الامر بالعرب والمسلمين.
ويبقى الامل الوحيد، رغم كونه امل ضعيف، ان لا يسقط المخرف جو بايدن في الفخ الذي نصبه له مجرم الحرب نتنياهو. فالحروب الخارجية، لمن لا يزال يجهل هذا الامر، هي اكثر السبل نجاعة في الاحتفاظ بكرسي الحكم. ولنا في مهرّج اوكرانيا زيلينسكي اسوةً حسنةً. بل حسنةً جدا !
فكلّما طال امد الحرب طال امد البقاء في السلطة. ولم يبق امامنا سوى ان نطلب من الرئيس الامريكي طلبا بسيطا:
"يا مغرّب رجاءا لا تخرّب". اذا ممكن !
المتواجون الان
384 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع