كـتـاب ألموقع
التشخيص.. قصة قصيرة// صبيحة شبر
- المجموعة: صبيحة شبر
- تم إنشاءه بتاريخ الإثنين, 09 تشرين1/أكتوير 2023 20:34
- كتب بواسطة: صبيحة شبر
- الزيارات: 1002
صبيحة شبر
التشخيص.. قصة قصيرة
صبيحة شبر
أصبحت فرحة هذه الأيام، مستبشرة، أتفاءل بالخير الذي يغمر الغد، ويحيط بالعمر القادم فيحيله الى جمال اسر، اغني بكل قوة وادع نسمات الهواء العليلة تداعب وجنتي، آن لي أن افرح ، وان أعانق الأحباب، مهنئة إياهم بانبثاق فجر جديد لا الم فيه، بعد أن ولت المعاناة، وأشرق السرور في حياتي، بعد ان يئست من إمكانية اندمال جروح نفسي، ومتاعب روحي، وأوجاع البدن
ابتسم الطبيب مداعبا :
- اضحكي للدنيا ، زالت متاعبك ، وولت عنك الأسقام
نبأ سعيد طالما انتظرته بلهفة كبيرة، ان تزول أوجاعي، وان اهرق قناني الدواء الكثيرة المتراكمة من حولي، فقد استطعت أخيرا ان اقضي على متاعبي الصحية ، واخفف من أسقام روحي
- كنت مواظبة على استعمال الدواء كما نصحتك
قناني كثيرة تتراكم من حولي، وتأمرني بالانصياع لها، والتقيد بما يقوله الطبيب، وإلا انقلب الحال علي، وولت صحتي، وابتسم المرض الخبيث ساخرا من محاولاتي الكثيرة لوأده
دواء حين الاستيقاظ، حبات تحت اللسان، تذوب ببطء كبير، ودواء آخر في تمام الساعة العاشرة صباحا، ودواء ثالث بعد طعام الغداء مباشرة، ودواء رابع في الرابعة مساء، وآخر قبل الإخلاد الى النوم، أحاول دائما الحرص على التوقيت، لئلا اقع في مضاعفات لا امن شرها، اليوم فقط بعد مرور سنوات ثقيلة طوال، يبشرني الطبيب، أنني أحرزت تقدما ملموسا في وضعي الصحي، وانه حان لي أن اضحك للدنيا، التي طالما عبست في وجهي، وارتني وجهها الكالح، وطبعها اللئيم،
فرح كبير لاعهد لي به يهيمن على نفسي، فاشعر ان شلالات من البهجة، تحيطني بذراعيها الحانيتين، وتطوقانني بما عهدت فيها من دفء اسر، رحماك ربي، يا من تغير الحال الى نقيضها في لحظة واحدة، سوف افتح مسامي جميعا لاستقبال الفرحة الكبيرة، التي حلت أخيرا بأرضي، وابتسمت مرحبة بقدومها الي، بعد هذا الحرمان الطويل، ألا ، أهلا بشروق الشمس التي ظننت انها آفلة دوما
- يمكنك ان ترمي بقناني الدواء بعيدا، لقد برئت، ولكن احتفظي بدواء واحد، ريثما يتم الاطمئنان التام على صحتك، سوف أحولك الى لجنة طبية مختصة، للبت في أمرك، مجرد شكليات، ويغلق ملفك المرضي، وتتحقق الفرحة الكبيرة، وتزرع أرضك شتلات من الأمل،، والثقة المنشودة، سوف أكون في شعور من الغبطة والفخر، أنني استطعت ان أقاتل الداء في أعماقك، لأحولها إلى بساتين من الصحة والهناء.
سعدا لي، وبشرى أزفها لكل من واساني في محنتي، وأرسل لي كلمات تشجيع، في مصابي الجلل، ونصحني ان أتسلح بالصبر والثبات، فهما خير سلاح لمقاومة الآفات الفتاكة، والسموم القاتلة، وضمان أكيد للبرء من الإمراض الخطرة التي لاعلاج شاف لها
رسائل سأدبجها بيراعي، شاكرة من كتب لي، كلمات تحمل النصح والإرشاد، وأنا أتلوى، كغصن شجرة، أصابتها الريح العاتية، فقطعتها من الجذور، سأعلن للجميع، من كان صادقا منهم أو مرائيا، انني استطعت بالصبر الذي وصفوه لي، ان استرد عافيتي، وان أعود الى عهد الصحة والشباب، اللذين سلبا مني، ووضعت اليد عنوة على ما أتمتع به من ارادة قوية ، لايفلها حتى الحديد
هنيئا لي، أنني استطعت ان اجعل الطبيب المداوي، يسترد ثقته بما وصفه لي من علاج طويل الأمد
- احتفظي بدواء واحد، لجنة مختصة سوف تنظر في حالتك، وتمنحني شهادة تقدير انني استطعت ان أشفيك من المرض اللعين الذي أستوطنك.
وقت قصير، وتنتهي معاناتي، واستطيع ان اضحك بملء فمي، ان ارقص مستبشرة ككل المخلوقات الناطقة، وان أعانق من أحب، وان استقبل الشمس بعيون مفتوحة.
اللجنة الطبية سوف تراني الآن، وتختم مؤيدة ما وجده الطبيب المعالج، من ثورة في صحتي، وسوف أعوض ما فاتني، الدنيا ما زالت تفتح ذراعيها، مرحبة بعودتي إليها بعد غياب أرغمت عليه،، وليس بمحض إرادتي، الا اضحكي أيتها الحياة معي، ورحبي برجوعي الى أحضانك الحانية، وصدرك الدافيء، وأفيائك الجميلات
يأتيك صوت ينادي :
- السيدة سهاد
تحليلات قليلة، أشعة وتحليل للدم، وينتهي كل شيء، وتعودين ظافرة مبتهجة، لأنك انتصرت على جيوش العدوان التي عاثت فسادا في جسدك ونفسك.
- انتظري قليلا
لا تضرك لحظات من الانتظار، وأنت واثقة أن الغلبة لك، بعد ان اشتدت المعاناة، وأقضت مضجعك الجراثيم ترتع في دمك، ولا من منقذ يقيك من عدوانها الأليم.
- السيدة سهاد، يؤسفنا ان نخبرك ان تقرير الطبيب المعالج، تنقصه الدقة العلمية، وإننا بحاجة الى إجراء الفحوصات ومن جديد على حالتك، فأنت تزدادين سوءا
صبيحة شبر
المتواجون الان
540 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع