كـتـاب ألموقع

لنزاعات النفسية الرئيسية وتاثيرها على القرارات الشخصية- الجزء الثاني// يوحنا بيداويد

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

يوحنا بيداويد

 

عرض صفحة الكاتب 

لنزاعات النفسية الرئيسية وتاثيرها على القرارات الشخصية- الجزء الثاني

يوحنا بيداويد

27 تشرين الاول 2021

الموقع الشخصي:

 https://youhanabidaweed.com

 

ملاحظة

هذا البحث يفيد لقادة المجتمع اي كان موقعه، وكذلك يفيد افراد اي مجتمع او عرق  بصورة عامة، حيث يكشف لهم دور النزعات الرئيسية  الموجودة عندهم وتاثيراتها على مواقفهم وقراراتهم ونتائجها.

 

المقدمة

تحدثنا في الجزء الاول من هذا المقال - رابط المقال الاول(1)، عن النزعات (الدوافع) التي تؤثر على نفسية الانسان حينما يكون في ظروف تجبره  على اتخاذ قرارات مهمة في حياته، وتؤثر على دوافعه(رغباته). في هذا الجزء سوف نتحدث عن اهم التاثيرات التي تتركها هذه الدوافع على سلوك الانسان من خلال تمسك افراد مجتمع ما (العرق) بالمُثُل العليا والقيم والعادات والمعتقدات والاراء الخاصة به.

 

 ان الخصائص المشتركة (العادات والمعتقدات) لاي قوم او شعب المفروض ان تنتخب  او تترشح من قبل افراد ذالك العرق او القومية من خلال تجارب الحياة اليومية، فهي تشكل روح تلك الامة. هذه الخصائص ليست جديدة بل هي منقولة من الاسلاف السابقة، وليست طارئة على طبع هذه الشعب، تكون هذه الخصائص ضرورية وحتميىة، بمرور الزمن يتم الاضافة اليها حسب الظروف، مثل اوقات الازمات والكوارث الطبيعية (المجاعات وانتشار الامراض الفتاكة والزلازل وغيرها)، لاننسى ان الخوف والحاجة هما وقود النزعات.

 

اولا-  تاثير المعتقدات والعادات والاراء الموروثة

يتاثر الانسان بقيم عائلته ومجتمعه، بصورة عامة يتاثر بالبنية الفكرية للعرق او الجماعة التي ينتمي اليه. من هذا المنطلق يمكن فهم سبب انتقال التعاليم الدينية بنفس القوة من جيل الى جيل اخر في  القرون الماضية. ان سبب تمسك الاجيال بهذه التعاليم الروحية المورثة ياتي من التربية الصارمة على  ممارسة الطقوس بروح تعصب من قبل الاطفال، على ايادي معلميهم او ابائهم اواقاربهم اوالمؤسسات الروحية لديانتهم.

 

نفس الحال تطبق على الاراء والمعتقادت والقيم الاجتماعية لاي عرق لكن بدرجة اقل. الشعور بالانتماء يعد حاجة ملحة لاي انسان، لا يستطيع الاستغناء غريزيا عنها (هذا هو السبب في وجود القطعان لشعب من الحيوانات)،  يتم التعبير عن هذا الانتماء من خلال الملابس والاكل او الطقوس في الزواج والرقص والموسيقى، اي مظاهر الفلكلور ( بصورة عامة) التي تظهر بصورة جلية في المناسبات الكبيرة مثل الاعياد القومية والاعياد الدينية.

 

 كما قلنا في الجزء الاول من المقال، للعدوى دور كبير في نقل او تبني الاراء والمعتقدات المنتخبة (المَثَل الاعلى) لاي مجموعة بشرية (شعب) بسبب رغبة او حاجة الانتماء، لهذا نرى ان التغير لدى المجتمعات بطيء جدا ان لم يكن معدوم، فاي تجديد لدى اي فرد لاي سبب يلاقي اعتراضا قويا من قبل العامة، لانه يشكل خطرا على البنية الاجتماعية او الدينية لذلك المجتمع، بل يقوم المجتمع محاربة ذلك الفرد ومحاصرته، فيقع تحت تحت ضغط نفسي كبير، يؤدي في بعض الاحيان انسلاخه من عرقه والقيام بالهجرة الى مكان جديد.

 

ثانيا- الخلق ( الطبع او المزاج)

ان العوامل المؤثرة على طبيعة(المزاج او الخَلق) اي مجموعة بشرية تظهر لا يمكن تغييرها بسهولة. يبدا تاثيرها من افراد العائلة الواحدة (النواة الاولى للمجتمع) ثم تنتقل الى المؤسسات الكبيرة التي تشرع القوانين( رجال الدولة والشركات ورجال الدين او الاحزاب)، او المؤسسات الحكومية مثل وزارة الداخلية او التربية والتعليم. يضاف الى هذه العوامل المزاج الشخصي، المتاثر بالعوامل النفسية الذاتية التي تعتمد على مدى قيام اعضاء الجسد بوظفائها (الوظائف الفسلجية).

 

 للطبع (الخلق) تاثير كبير على تصرف الانسان. لا يستطيع التخلص منها مهما كان حكيما او صاحبه ذو ارادة، تعليقا على هذه الموقف، قال العالم النفساني الامريكي وليم جيمس :" ان تاريخ الفلسفة هو تاريخ التصادم بين العقل البشري"(2). يظهر  تاثير المزاج الشخصي لدى الفرد في تعامله مع الاخرين اثناء ممارسته لمسؤولياته، لهذا ترى بعض  المدرسين متعصبين وبعض الاخر متسامحين هادئين، بعض الضباط صارمين وبعض الاخر عاديين وهكذا تجدها في الحقول سواء الثقافية او العملية مثل الفنانين او الكاتب او الاستاذ الجامعي الى جابي المصلحة.

 

هذا الاختلاف يقسم الشعب الى قسيمين، محافظ وثوري او متعصب،.الثوريون يكون مزاجهم ضد المباديء والطبايع والتقاليد الاجتماعية، ربما بسبب الطبقة الاجتماعية التي ينتمون اليها، او بسبب النقص والحرمان الذي يعيشونه. اغلب الاحيان الثوريون يريدون تغير النظام بعكس المحافظون الذي يريدون  حمايته و الحفاظ عليه. بعض الثوريين يكونوا منحدرين من الطبقة الدنيا في المجتمع، حيث لا يروا اي مكانة لهم فيه، لهذا يرفضون ويبتذلون القيم والمُثُل العليا لذلك المجتمع، بل يبحثون عن طرق تحطيمها وازالتها باي طريقة.

 

 في بعض الاحيان نرى ان اصرار الثوريون على التغير ياتي بنتيجة غير متوقعة ويترك اثر منقطع النظير، لا سيما اذا كان وضع ذلك المجتمع غير مستقر متهيا للتخلي عن العادات والتقاليد القديمة بسبب كثرة العيوب او العجز او اصبح افراد هذه المجموعة البشرية اقلية بعد اختلاطها مع عرق آخر، مثلا في ظرف الحرب والظروف الاقتصادية  القاسية، او نقص في الموارد الاولية، فينجح الثوريون في الوصول الى مآربهم، الى تغير الواقع بعدما يلتف حولهم عامة الشعب ويكون لهم شانا كبيرا في تاريخ امتهم ومستقبله، لكن في بعض الاحيان يكون فشلهم ذريعا في ادارة المؤسسات والمجتمع  فيتم ذمهم والامثلة كبيرة في التاريخ(3).

 

ثالثا- المَثَل الاعلى في المجتمع (المُثل العُليا)

ان المَثل الاعلى (المُثُل العُليا) لاي قومية او لاي مجتمع هي المبادئ والقواعد والخبرة المكتسبة  لاي شعب من خلال التجارب التي يمر فيها عبر قرون طويلة، بكلمة اخرى هي الحكمة  المستخلصة او المترشحة من قبل عامة المجتمع التي تظهر على شكل اقوال وحكم، التي تلبي الاحتياجات والطموح المستقبلية لها، مثل ايمان القوميين بالتحرر وتوحيد وطنهم وبناء دولتهم تدار بحسب هذه القواعد والمبادي(4).

 

 ان تاثير المثل الاعلى لا اهمية له، ان لم يصل تاثيره الى اعماق الفرد، حينما يصبح مبدا مسلما به من قبل الجماعة او فكرة مطمورة في عقل كل فرد من افراد ذاك المجتمع، اي لا تقبل  الجدل والنقاش عليها ، حينها يكون تاثير المُثُل العُليا على ذلك المجتمع كبيرا من كل الجوانب لا سيما في الحياة اليومية، فيصبح المحور الرئيسي الذي تبنى وتقاس او تعيير القضايا من خلاله.  في بعض الحالات هناك (من جميع طبقات المجتمع) من يتهاون ويتخاذل في الدفاع عن مبادئهم، لا يقف عندها في العلن، فيتردد في اظهارها ويسير في القطيع ساكتا خانعا متناقضا مع ذاته.

 

  حينما يظهر تاثير المثل الاعلى عند المتعصبين( من القوميين او الحزبيين، او متدين) بصورة غير صحيحة، يصبحون مصدرا لخطر على مجتمعهم، لا سيما حينما هناك من يمس احدى الاحتياجات الضرورية في حياته، حينها تصبح مطالبهم من المثل الاعلى ولها مكانة مقدسة لدى عامة الناس، فيكون سببا لنجاح وعظمة ذلك الشعب او الامة التي تسير خلفه، لكن حينما تتناقض  دوافع الثوريين مع حاجة المجتمع، حينها يكونوا سببا لزوال تلك الامة او تلك المؤسسة او العقيدة من الوجود!

 

رابعا- الاحتياجات

قد تكون الحاجة او الاحتياجات هي من العوامل الاكثر تاثيرا او الاهمية  في تكوين او صياغة الاراء والمعتقدات او القواعد العليا لمجتمع ما . فالاحتياجات  تقود الانسان بصورة غريزية لتبني بعض الاهداف انطلاقا من النزعات الرئيسية عند الفرد  "الحاجة ام الاختراع"(5). حين مشاهد افلام عالم الحيوان يكشف لنا كيف يجعل الجوع  بعض من الحيوانات وحوشا حينما يجوعون ويخاطرون في حياتهم من اجل الحصول عليه، لكن حينما يكونوا في حالة الاشباع يكونوا هادئين وديعين في بيئتهم. هذا كان سببا لترك اجدادنا الكهوف بحثا عن الطعام والماء والامن، انتهوا في بناء الحضارة الحالية، فكأنما اي عملية الصراع في الطبيعة هي عملية ايجابية!.

 

لكن كلما زاد تحضر الانسان او تطور مجتمعه، كلما اضيفت الى احتياجاته طلبات جديدة (كماليات)، هذا يسبب الزيادة في السعادة (اللذة) والالم (التعاسة)، كلاهما يقودان الانسان للبحث عن الافضل دائما وهذا ما يؤدي الى تطور الحياة. احيانا تعمل على تعقيدها، احيانا تخلق فرصة للتطور. ليست كل الاحتياجات مهمة لكل فرد، لكن قد تكون من المتطلبات او من الاحتياجات للمؤسسات الكبيرة مثل الشركات والبنوك والمؤسسات الدينية والحكومات (مثل شراء الاسلحة للجيش). بصورة عامة الاحتياجات كانت ولازالت سببا للصراع بين كافة الكائنات الحية من الخلية الى الصراع بين الافراد، الى كتل بشرية كبيرة (الحروب بين الدول الكبيرة).

 

ان دراسة التاريخ يبن لنا ان سبب الصراعات بين الدول لا سيما الحرب العالمية والثاني  تركتا اثرا كبيرا على المفاهيم والقيم والاولويات عند افراد الشعوب بسبب الدكتاتورية في اتخاذ القرارات المصيرية، لهذا حطمت كل المرجعيات، في نفس الوقت هي امثلة حية على القرار الجماعي (الدول او الاقوام) في تصرفها الغريزي، الذي لا يختلف عن تصرف الحيوانات الوحشية التي تفترس بفريستها في الغابة وكانها ظاهرة طبيعية.

 

خامسا- المنفعة

ان تاثير المنفعة الشخصية (المصلحة الذاتية) على قرار اي قائد، اي جماعة، او رئيس اي مؤسسة او اي دولة او فرد، يشبه تاثير دافع الاحتياجات الشخصية الانفة الذكر في تكوين او صياغة قرارتهم، ولكن يختلف عنه من حيث الهدف، فهو برغماتي –ذاتي، اي شخصي اكثر ما هو موضوع، الذي هو حجر الاساس لاي قانون او قاعدة في المجتمع. كثيرمن الاحيان القرارات يكون هدفها لخدمة مجموعة ضيقة من اعضاء المؤسسة او فرد معين(6). فالاراء والمعتقدات والقرارات لا تسير بحسب رؤية الجماعية هنا اي ليست موضوعية او منطقية لها، بل العكس يتم طمر كل ما يخدم الجماعة من اجل المنفعة الشخصية.

 

هذه العوامل او المواقف من قبل رجال الدولة او الدين او المؤسسات الكبيرة تؤدي في النهاية، الى ضعفها ويزيد من تهكم العامة عليها، وعدم الرضا  الموجود عند الشعب تنقله العدوى مثل نقل النار في الهشيم ، وفي النهاية تؤدي الى ظهور فئة من المعارضين بين عامة الناس، ويصبحون ثوارا(او حزب معارض) فيما بعدا، الذين غالبا ينجحون في الوصول الى اهدافهم اي (تغير الواقع)، لكن كما نوهنا، قد لا تدوم بسبب، ميل هؤلاء الثوار للانتقام او البحث عن المصالح الفردية على غرار قبلهم.

 

 هذه الظاهرة منتشرة في بلدان الفقيرة والعالم الثالث  مثل البلدان العربية في الشرق الاوسط، او في المؤسسات الدينية او الحزبية بعد ان يتولى مسؤولون ضعفاء الذين لا يدركون اهمية موقعهم او تاثير قرارهم، يميلون الى تشريع القوانين الفجة واتخاذ  القرارات التي تخدمهم فقط ، وتزيد من نفوذهم، دون الاهتمام بمصلحة الفرد والشعب والوطن او اعضاء مؤسستهم سواء كانت دينية او مدنية.

 

7-  الحرص

تحدثنا كثير عن دور التعصب في اثارة  المشاعر ودور العدوى في نشرها. لان الحرص يخلق التعصب، بحجة حماية الارث والدين والقيم العليا للمجتمع، في هذه الحالة الحرص الزائد على الشريعة يشكل عاما خطر على المجتمع، لانه يخلق مقدسات وهمية غير صادقة، حيث يزيد من تاثيره على الاراء والمعتقدات حتى و ان كانت ضد القضية وضد العقل والمنطق، فالمجتمع يتغير مهما كان مغلقا، العدوى تنقل تلك المفاهيم الباطلة الوهمية بين العامة باسم الحرص والمُثُل العليا او الله، وحينها تتوقف الناس من التفكير ببصيرتهم وعقلهم، ويتكلون على اراء والمعتقدات الوهمية التي وصلت الى مرحلة القداسة عند اغلب الناس بسبب حرص المتعصبين الزائد. هذا الحرص الزائد المزيف، يصبح سببا لسقوط ذلك المجتمع  بعد ان  في ويغرق في ضع تنعدم فيه الاخلاق ويكثر الفساد وتزول المرجعيات القانونية - الدستورية.

 

الخلاصة

الثورات الحديثة على التقاليد الاجتماعية، على التعاليم الدينية وقيودها، على المسلمات القومية، لم تاتي من لا شيء، كما قلنا اتت من الانحاطاط الاخلاقي (المنفعة الذاتية) والحرص المزيف(التعصب) والفساد (انعدام المُثُل العليا) المنتشر في مفاصل المؤسسات الكبيرة مثل الدينية والبنوك والدول والامبراطوريات القديمة.

 

اذا حينما تصل قناعة الفرد هناك خلل في البنية الفكرية لامته او القواعد المتبعة كمثل عليا عند عرقه (دستور او عقيدة) يبدا التخلي عن القواعد والمسلمات الانفة الذكر، مثلا (حينما لا يتم تطبيق كل بنود الدستور بنفس القوة) حينها يفقد النظام الالتزام بالعدالة، فيقتنع الفرد هناك خلل، وهناك انتقائية في تطبيق القوانين او الالتزام بالموروث الاجتماعي، وان تلك السلطة او النظام غير عادل

.

لقد توقع الفيلسوف غوستاف لوبون قبل اقل من قرن، ان تمر البشرية في مرحلة انتقالية في القرن العشرين، وولادة مجتمع جديد، الذي سيتخلى عن القيم والعادات والتقاليد والمشاعر الجماعية وتسوده مفاهيم الحضارية الانية والمادية، بسبب حصول انهيار في القييم (البنية الاجتماعية للشعوب)، فالجماهير او عامة الناس قد تهيئة لهذه الظروف بسبب الانحطاط والفساد والتعصب فقدان حرية الفكر والتعبير والامن والعدالة.

 

لكن مهما عمل الثوار على تغير الواقع لا يكون بعيدا عن الاحتياجات التي يريده المجتمع لان القوالب الفكرية متشابهة عند معظم المجموعات البشرية، لكن عنصر القومية اكثر ثباتا من اي عنصر مؤثر علة العلل الباطنية للاراء والمعتقدات لدى المجاميع البشرية لان مبدا حاجة الانتماء مبدا غريزي.

 

ان دعائم اي مجتمع لا تهتز الا حينما  يفقد الفرد مثله الاعلى سواء كان معلما او ضابطا او شرطيا او محاميا او رجل دين او وزيرا او حاكما، حينما يبتذل افراد ذلك المجتمع المُثِل العُليا المتوارثة المعتمدة عند عامة الشعب.

 

ما زاد الطين بلة لنا في هذه العقود، هو اننا نعاني من التطور السريع  الذي سرقت  منتوجاته بصرنا وعقلنا ( ذهننا)، فالشركات والدول الكبيرة  هدفها زيادة الانتاج والاسواق الارباح .

.....................

1- https://ankawa.com/forum/index.php/topic,1023447.msg7762285.html#msg7762285

 

2- غوستاف لوبون، الاراء والمعتقدات، ترجمة عادل زعيتر، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، القاهرة، مصر، ص 104.

3- مثال على ذلك الاحزاب والحكومات التي حكمت العراق بعد التغير 2003.

4- نفس الحال يؤمنون ابناء الاديان والمذاهب المتعصبة التي تريد الجميع يتدين بعقيدتهم او يسير بحسب تعاليم ديانتهم.

5- قال كارل ماركس: " ان تاريخ البشرية هو تاريخ البحث عن الطعام".

6- غوستاف لوبون، الاراء والمعتقدات، ترجمة عادل زعيتر، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، القاهرة، مصر، ص 106.

تعديل المشاركة