اخر الاخبار:
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

معالجة آثار النازية في ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية// اعداد عادل حبه

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

معالجة آثار النازية في ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية

اعداد عادل حبه

 تعهدت قوات الحلفاء قبل نهاية الحرب بمدة طويلة بتدمير العسكرية الألمانية والنازية. وفور هزيمة ألمانيا في أيار/مايو 1945، بدأت سلطات الاحتلال بتنفيذ هذا الهدف من الحرب. فخلال مؤتمر بوتسدام (من حزيران/يوليو إلى آب/أغسطس 1945) وضعت الدول المنتصرة حجر الأساس لإصلاح ألمانيا. فاتفقت هذه الدول على نزع سلاح ألمانيا وإلغاء قواتها المسلحة وإزالة الفكر النازي من شعبها وإعادة تعليمه من جديد.

ومن نتائج إزالة الأيديولوجية النازية، إعادة تسمية الشوارع والحدائق والمباني التي لها رابطات نازية أو عسكرية، ورفعت الأنصاب والتماثيل والشعارات التذكارية التي لها صلة بالعسكرية أو النازية، وتم مصادرة ملكيات الحزب النازي، وإزالة الدعاية النازية من التعليم ووسائل الإعلام والمعاهد الدينية التي لها قواد مؤيدين للنازية، ومنعت الاستعراضات والأناشيد النازية أو العسكرية ومنع عرض الرموز النازية.

وبدأ جنود الحلفاء وسجناء محتشدات الاعتقال السابقين والمعارضون لهتلر في أخذ الثأر عن طريق حرق أو تدمير الإشاعات النازية مثل أعلام الصليب المعقوف واللافتات والملصقات. وفي لقطة فيلم قام الجنود الأمريكان بتفجير صليب معقوف ضخم عند ملعب نورنبرغ, الموقع السابق للمظاهرات النازية. كان هذا الانفجار لمن شاهده بشكل مباشر أو عبر نشرات الأخبار، يمثل رمزا لنهاية النازية وبداية عهد جديد،أنهارت خلاله عبادة الفوهرر الزعيم السابق باعتباره سفاح مهووس جلب البؤس للملايين من الأوروبيين ودمر ألمانيا. وقد صور عاملين في فيلم عمالا وهم يحطمون بمطارق ثقيلة تمثال حديدي لهتلر ويذيبون الألواح لسيرته الذاتية "كفاحي" لإنتاج صحيفة ديمقراطية جديدة لألمانيا. ولا يزال نشر الدعايات النازية ممنوع في ألمانيا إلى هذا اليوم.

وفي إطار مكافحة الحزب النازي قامت محكمة نورنبرغ بتصنيف الحزبيين النازيين إلى أربعة مراتب حسب قانون العقوبات وكالآتي:

-  حزبيون صف أول في ارتكاب الجرائم (قيادات عليا)

- حزبيون صف ثاني في ارتكاب الجرائم (ناشطون وجنود)

- حزبيون صف ثالث (يدفعون غرامات لقاء الحرية

-  حزبيون منفصلون وهاربون من الحزب

 - حزبيون متهمون (عليهم واجب رفع التهمة)

 إن الجديد الذي اعتمده الأميركيون في عملية تطهير المانيا من الحزب النازي هو :

 طرد أعضاء هذا الحزب فورا من وظائفهم في مجالات الإدارة والخدمات العامة والمرافق الإقتصادية.

أما في عمليات التوظيف الجديدة، فقد عمد الأميركيون إلى وضع إضبارة تحوي 131 سؤالا يطلب من صاحب الوظيفة الإجابة عليها. ووضعت قوات الحلفاء بالتعاون مع الادارة الألمانية الجديدة خطة حول اجتثاث النازية.

اجتثاث النازية في ألمانيا

كان هدفالمبادئ السياسية والأساسية لاجتثاث النازية هو  تحديث الحياة السياسية الألمانية على أسس ديمقراطية، وكانت كما يلي :

تفكيك وإلغاء الحزب النازي وتشكيلاته ومؤسساته الفرعية وجمعياته واتحاداته ومنظماته وجميع المؤسسات الشعبية النازية والتي استخدمت كأداة لسيطرة الحزب ومنع انبعاث افكاره بأي شكل من الأشكال .

 إلغاء القوانين المنادية بتاسيس البناء السياسي وكل القوانين والأحكام القضائية والتنظيمات التي ترسخ التعصب على أسس العرق والوطنية والآراء السياسية والعقيدة.

إقصاء واستثناء كل فرد من أفراد الحزب النازي من الذين كانت لهم مشاركات كبيرة  في نشاطات الحزب في الدوائر الرسمية ، ومن المواقع المهمة في المؤسسات شبه الرسمية والخاصة والتي تشمل:

1- المنظمات المدنية والاقتصادية والنقابية

2-المجالس البلدية والمنظمات الاخرى والتي كان للحكومة الألمانية او دوائرها اهتمامات او مصالح فيها

3-الصناعة ، التجارة، الزراعة ، المال.

4- التعليم

5- الصحافة ، دور الطبع والنشر، مكاتب نشر الاخبار والدعاية

أما الأشخاص الذين كانوا يعملون في المراكز القيادية أو في نشاطات داعمة للنازية والروح العسكرية على سبيل المثال:

1-ان يكون مسؤول دائرة او نشاط حزبي على الصعيد المحلي او الوطني في تنظيمات الحزب او احدى تفرعاته..

2- له سلطة او مشترك  في جرائم النازية والاضطهاد العنصري والتعصب

3- كان من المكافحين في اعتناق النازية والتعصب والعقائد النازية العسكرية..

 ان مثل هؤلاء لن يعودوا الى اي من المناصب في الدوائر آنفة الذكر لأ سباب ادارية ولعدم ملائمتهم او نفعهم في تلك الاماكن . ولا يعود هؤلاء إلى الاعمال الحقيقية والشخصية الذي كان يسيطر الحزب النازي أو تشكيلاته ومؤسساته الفرعية ومنظماته المشرفة وكل عمل خاص كان تحت السيطرة العسكرية.

 كما سيطرت قوات الخلفاء على سجلات الارشيف والنصب التذكارية والمتاحف التي استخدمها الحزب النازي وتلك المرافق التي كٌرست لأدامة واستمرار العسكرة الالمانية.

وبذلت جهود خاصة لمنع دمار السجلات، مثل الخطط والكتب والوثائق والاوراق والملفات والبحوث العلمية والصناعة والمعلومات والمعطيات التي تعود الى الحزب النازي او انه كان يسيطر عليها من خلال تشكيلاته الفرعية ومنظمات الاشراف والمراقبة وكل تنظيمات الشرطة وبضمنها الشرطة السياسية وشرطة الامن ، إضافة إلى المنظمات الاقتصادية المهمة والمؤسسات الصناعية وبضمنها تلك التي كان يسيطر عليها الحزب النازي اواشخاص تابعين للحزب او مكاتب خاصة كرست عملها للتسلط العسكري والعنصري والسياسي والدعاية لذلك.

 ان ادولف هتلر ومرافقيه الرئيسيين من مجرمي الحرب واخرين وكل من شارك في المؤسسة النازية وخطط لها يجب ان يجري التفتيش عنهم ويجب ان يعتقلوا ويحاكموا.

 وهناك توجيهات تحتوي على قائمة بنوع الاعمال التي يعتقل الشخص بسببها:

مثل نشر أي من أشكال النازية أو العسكرة أو المذهبية لجميع الالمان.

ويجب أن تلغى فوراً جميع محاكم الاستئناف بضمنها محكمة الشعب والمحاكم الخاصة وكل المحاكم وكراسي القضاة للحزب النازي وتشكيلاته واتحاداته الفرعية والتنظيمات المشرفة.ولايسمح  لاي نشاط سياسي لاتباع النازي الا بعد اخذ الاذن والموافقة من السلطة العسكرية.

وتم غلق كل المحاكم الخاصة بالمجرمين العاديين المدنيين والمحاكم الادارية ماعدا تلك التي اعيد تأ سيسها بأمر من المحكمة العسكرية . ويجب إزالةملامح النازية وطرد واقصاء 89% من ملاك الموظفين  من المحترفين الحقوقيين ممن كانوا اعضاء في الحزب النازي).ويستأنف اولئك الذين كانوا يمارسون السلطة القضائية عملهم ويستثنى من ذلك شرطة الجريمة، ويكون التبرء من النازية تحت رقابةالحكومة العسكرية، ويطرد كل عناصر الغوستابو وشرطة الامن وغلق جميع المعاهد التعليمية ماعدا تلك التي اعيد تأسيسها بموافقة  سلطة التحالف والابقاء على غلق المعاهدالتعليمية النازية وتاسيس نظام تعليمي متناسق للسيطرة على التعليم في المانيا، والعمل على صياغة برنامج ايجابي في اعادة التوعية والتوجيه مكرس لازالة كل مبادئ النازية وتعاليمها والنزعة العسكرية، والتشجيع على الافكار الديمقراطية واعادة فتح المدارس الابتدائية والمتوسطة والمهنية وينفذ هذا باقرب وقت ممكن بعد عزل الموظفين التابعين للحزب النازي .

 ان الكتب الدراسية الجامعية التي لم تتحررمن المبادئ النازية وفكرة العسكرة يجب الا تستخدم تطبيقا لقرارات مؤتمر بوتسدام بعد استسلام المانيا، حيث بدات عملية اجتثاث النازية وحل الحزب النازي وطرد اعضاءه من الدوائر و اقامة محاكم الحرب.وقد اعتقلت قوات التحالف مختلف المراتب من الحزب النازي ابتداءا من اعلى القيادات ثم الى رؤساء المجاميع المحلية من رؤساء الغوستابو الى قيادات شباب هتلر والمنظمات العمالية الالمانية. وقد زود ارشيف الحزب النازي بمعلومات وافية في تحديد نشاطات محكمة الحرب الدولية المسماة محكمة نورنبيرغوالتي عقدت لمحاكمة القادة النازيين في نوفمبر (1945)والى اكتوبر من عام 1946، وفيها تمت الاشارة الى عدة ابعاد اهمها :

1- الجرائم ضد خطط السلام ،والاعداد والبدء والامر للقوات النازية بانتهاك القانون الدولي والاتفاقيات الدولية والتآمر لارتكاب هذه الجرائم.

2- جرائم ضد الانسانية ، القتل ، الابادة الجماعية، ترحيل الناس غير المرغوب فيهم ، استبعاد غير القادرين على القتال قبل او في وقت الحرب ، الاضطهاد وسياسة التمييز العرقي ، والديني بغض النظر اذا كانوا قد ارتكبوا العنف حسب القانون المحلي.

 3-جرائم الحرب وانتهاك القوانين الحربية والقتل وترحيل غير المرغوب بهم من الاجانب واجبار غير القادرين على حمل السلاح على القتال وكذلك السجناء وتحطيم الاستقرار بدون الحاجة الى القوة العسكرية، على أنتبحث المحكمة في المسؤولية الشخصية للقادة والمحرضين والشركاء في تأسيس نظـام لا يستند الىالقانون، بل إلى غياب العدالة والتعسف  والقسوة ضد كل المبادئ الشرعية والاخلاقية في العالم الحديث.

وفي اكتوبر عام 1946 صدر الحكم على 21 متهما من اصل 24 متهم عشرة منهم حكم عليهم بالاعدام شنقا والباقي حكم عليهم بالسجن مددا متفاوتة من السجن المؤبد الى العشر سنوات. وقد رفضت المحكمة اعتراض الدفاع  حين اوضح انه لايوجد شخص يتحمل مسوؤلية جرائم الحرب ، وقد نشرت المحكمة كل الجرائم النازية في العالم.

وقد اقامت السلطة الاميركية 12 محكمة اخرىفي تورمبيرك وواحدة في  داخاو  من الفترة 1945  والى 1946. وقد اقامت السلطات محاكم في لونربيرك وهابورك . ومنذ ذلك الوقت وحتى هذه الايام عقدت هذه المحاكم في غرب المانيا واسرئيل واميركا وبضمنها المحكمة العلنية والتي اقيمت لمحاكمة ( ادولف ايجمان وجون ديما جنكن) في القدس في عام 1963 الى 1965.وفي فرانكفورت اقيمت محكمة ضد22 ضابط سابق في الاوجفتر. لقد ملأ المرشحون للدوائر المحلية تقارير مفصلة حتى قبل الاستسلام، توضح ماضيهم وعضويتهم في الحزب النازي او في التنظيمات العسكرية ورواتبهم واعمالهم قبل فترة هتلر. وهذه المعلومات ضرورية للسلطة العسكرية لتحديد النشاط النازي والمتعاطفين معه والذين لديهم توجهات عسكرية والمستفيدين من النازية.وقد تم التأكد من صحة هذه المعلومات من قبل دوائر امريكية خاصة حيث ان هناك في المنطقة الاميركية مناطق يعزل فيها الموظفون في الدائرة وحسب التسلسل الوظيفي من محافظ الى رئيس شرطة فما فوق.  وكان يجب طرد كل الاشخاص المشار اليهم والشاغلين لمناصب عليا بعد كانون الثاني من عام 1933 ، بما في ذلك الاشخاص الذين لهم تأ ثير على الدوائر شبه الرسمية والمؤسسات التجارية الخاصة.كما تشمل هذه الخطوة الموظفين في المنظمات المدنية والاقتصادية والعمالية والمجالس البلدية والمصانع والتجارة والزراعة والمؤسسات المالية وشبكة الاذاعة والتعليم وبضمنهم المعلمين، وازالة رؤساء الاقسام من مواقع التأثير من الذين انتموا الى الحزب النازي قبل عام 1937حيث طلب في هذا التاريخ من الموظفين الانتماء الى هذا الحزب او التخلي عن الوظيفة او بعد ذلك التاريخ ممن كانت له مشاركة كبيرة في نشاط الحزب. وبحلول اكتوبر من عام 1945 عزل في المنطقة الاميركي100,000شخص من القطاع العام و300,000من القطاع الخاص .

وفي البداية فرض التخلي عن الأعمال مهما كان حجمها على النازيون الذين يملكون مليون او ربع المليون مارك كرأس مال او يوظفون  250 مستخدما قد حرموا من اعمالهم الخاصة ثم بعد ذلك توسع التصنيف حيث اذا ثبت ان اشخاصا كانوا نازيين بشكل كبير كان، واذا كانوا مالكين فستكون املاكهم تحت السيطرة العسكرية. وقد عملت القيادة العسكرية عام 1945 الى تحجيم المستخدمين من اعضاء الحزب النازي، وقد كان هناك امرا تكتيكيا لبقائهم في العمل وبالوظائف الصغيرة. وقد جرى تعديل لهذا الفصل وهو اعطاء تخويل للمحاكم الالمانية للاخذ بنظر الاعتبار الالتماس المقدم من قبل المتأثرين بذلك. وقد اعتبرت نسبة كبيرة من هذه الالتماسات ان اصحابها لم يكن لهـم دور كبير في النازية .ففي بلغاريا قدم اكثر من 9000 التماس وسمح ل6500 منهم بالعودة الى اعمالهم واملاكهم الخاصة. وفي الانتخابات المحلية التي جرت في كانون الثاني من عام 1946 ،  تفحصت السلطة العسكرية حوالي 000 4،750  اسم من خلال قائمة الاسماء المنتخبين من اعضاء الحزب النازي. وقد حرم من التصويت 3،260،000 . وقد اعطي المرشحين امتحان اخر وهو ملئ استمارة frageboden في بداية عام  1946.واعتبرت السلطة العسكرية الاميركية عملية التخلي عن اجتثاث النازية من صلاحية السلطة الالمانية. وقد حدث جدال حول ذلك بين الطرف الالماني والاميركي حيث ان فكرة الاجتثاث الاميركي كانت على اساس التمييز بين النازي الناشط والغير ناشط.  أما الالمان فقد قدموا تفصيلات اكثر كالمجرمين الكبار والمجرمين الصغار والتابعين واللذين يبرهن على صحة  اقوالهم.  وبينما رفض الاميركان مبدأ العزل الدائم للناشطين النازيين من مواقع التاثير في الحياة العامة والعملية، تبنى الالمان منهج الاستحسان ورأوا ان الغرض من اجتثاث النازية هو ارجاع من كان مذنبا الى المجتمع ،مما عرض  القيادة الاميركية الى الاشكال الا انها اصرت على ان تعامل النازية بانها حركة اجرامية ويجب معاقبتها  بشروط جزائية صارمة وواضحة،  وهي السجن لمدة عشر سنوات لكبار مجرمي النازية وخمس سنوات او اقل للمجرمين الاقل مسؤولية  او بغرامة مالية 10000 مارك للمجرمين الكبار و1000 مارك للمجرمين الصغار التابعين. وقد كان الاميركان قلقين من ان هذه الغرامات تدفع من مالالتضخم المالي، الا ان اجراءات المحكمةالقانونية للمحاكمة الشخصية لكل قضية سوف تمنع المبررات مجتمعةً.

ان القرار الذي يخص كبار المجرمين اثار جدلا ايضا. وبالنسبة للالمان فان هؤلاء هم الذين احتلوا المناصب العليا الى حد ما في الحزب النازي  او كانوا جنرالات الجيش بينما حدد الاميركان 99 فئة من اللذين يعتبرون مجرمين رئيسيين واوصوا باستقصاء دقيق لضباط  الجيش جماعةpaussyangunkertradihion  .

 وفي الخامس من اذار من عام 1946، دخل قرار التحرر من النازية والعسكرة في مرحلة  حاسمة. وفـي اواخر1964  بدأت الأنشطة في المقاطعات الخاضعة للأميركان حيث كان يجب على 13 مليون الماني في المقاطعة التي يسيطر عليها الاميركان والذين تتراوح اعمارهم من 18 سنة فما فوق ان يملأ استمارة لسرد الاحداث لأغراض التدقيق الذي تقوم به السلطة العسكرية ( الفرانك بون).ويتم محاكمة أولئك الذين تدينــهم الاحداث او النشاطات قبل ان تضعهم محاكم اجتثاث النازية في قائمة التصنيف الخمسة ويعاقبون قبل ذلك. أما اولئك الذين تثبت صحة حججهم،  واكملوا دفع الغرامات المالية عليهم،فيعلن أبعادهم عن قراراجتثاث النازية وتعاد لهم حقوقهم المدنية. ويشترط القرارعلى ان يكون اعضاء المجلس التحقيقي من المحليين والمعروفين بمعارضتهم للنازية وعادلين ونزيهين. وقد عينت مجموعة الحكام بصعوبة وذلك لامتناعهم نتيجة الخوف.

وفي اواخر مايس من عام 1946، وجدت السلطة العسكرية أن 314000 شخصاً قاموا باعمال نازية نشطة. وقد ازيحوا عن الدوائر والمواقع ذات التأثير في القطاع الخاص.  وبدخول قرار التحرر من النازية والعسكرة حيز التنفيذ، حكمت محكمة اجتثاث النازية على 887252 من اصل 3623112 شخص كانوا يعتبرون مسؤولين حسب هذا القرارمنهم 1177533 ممن ثبت ادانتهم بكونهم من مجرمي النازية. ومن التصانيف الخمسة، فإن87775 شخصاً كانوا يستحقون دخوا السجن او دفع غرامة 1000 مارك.ومنذ اليوم الاول للاحتلال بدأت عملية اعادة ترتيب  النظام التربوي وتحريره من التاثيرات النازية وقد أخرج من الخدمة حوالي 70% الى80% من المدرسين في المقاطعة التي كان يسيطر عليها الاميركان حيث كان الاغلبية الساحقة منهم تروج للافكار النازية .

وضعت القيادة الاميركية العسكرية شروطا صارمة لاعادة فتح فتح شبكة الاذاعة  وقامت بجهود خاصة لضمان معارضة الذين يعملون بمهامها للنازية في الماضي.وقامت القيادة العسكرية بتاسيس هيكل جديد خاص للسيطرة واعادة بناء مكاتب المعلومات الالمانية والذي عمل على ثلاثة وجوه :

الاول:  يتركز على مرحلة بداية الاحتلال والثاني هو اختيار السلطة العسكرية ووسائل الاعلام الناطقة باسمها، و الثالث اعادة الشبكة الاعلامية للالمان وبالتدريج بعد اعطاء تخويل الى ان استخدامه يكون من قبل الألمان من ذوي الاتجاهات الديمقراطية المناهضة للنازية. وضمن هذا المعيار تعطى الاجازة لمن يتبنىما هو مخالف لوجهات النظر الاجتماعية والسياسية والدينية في وسائل اعلام مختلفة . إن من المبادئ الموضوعية هو خلق صنف من الاعلاميين ومجموعة شابة منهم  من الذين دربوا ونظموا لهذا الغرض ، وهم منالاعلاميين المتدربين والمختصين لوكالة الالمانيةDANA. وقد فضل الاميركان الاعلاميين من الذين لديهم خبرة ولديهم ماض معاد للنازية. ومنذ تموز من عام 1945  انضم وتدرب حوالي 130 اعلامي متوسط اعمارهم 26 سنة تقريبا. 

 وقد كان الفنانين في ميدان المسرح والموسيقى من اوائل المحترفين الذين تم التدقيق في وضعهم من قبل التنظيمات الالمانية الفدائية. وقد شكلت المجالس للمدنيين والموظفين من اذار من عام 1946 للتدقيق بالاستناد إلى وثائق ملئت من قبل المخرجين والمنتجين والفنانين ومالكي المسرح وبعد التدقيق من قبل السلطة العسكرية. وقد اختارت السلطات المحلية العاملين في المسارح والاوركسترات وفي المسرح الموسيقى  والوكالات الجديدة.وقد ازالت السلطة العسكرية الاميركية التأثير النازي ونشرت الديمقراطية في الراديو ودور نشر الكتب وانتاج الافلام .  وفي مقاطعات مختلفة فان عملية اجتثاث النازية كانت تختلف في نطاقها، وقد كانت العملية اكثر شمولا في المقاطعات الاميركية . اما في المقاطعات البريطانية والفرنسية فقد واجهت بعض حلول التسوية نتيجة وجهات نظر اقتصادية وادارية. اما في المقاطعة السوفيتية فقد استخدمت عملية الاجتثاث للنازية لنشر الوضع الاشتراكي لا الاستبدادي.  ولهذا السبب لم يتاثر الكثير من اعضاء النازية السابقين بعملية الاجتثاث بعد اعلان رغبتهم بالتعاون مع النظام الجديد  حتى انهم وصلوا الى مراتب عليا في الادارة الاشتراكية الجديدة .

وكانت حالة( مجرم رئيسي ) تشكل نسبة 5,2% في المقاطعة الاميركية من اجمالي العدد3,1% في المقاطعة البريطانية  و1,0 % في المقاطعة الفرنسية .

انتهت عملية اجتثاث النازية في المقاطعة السوفيتية عام 1948 وقد تراوح انتهاء هذه العملية في المقاطعات الاخرى ما بين 1954-1950.

اليوم وفي بعض الدول مثل النمسا وبلجيكا وفرنسا والمانيا واسرائيل واسبانيا وسويسراهناك تشريع بعدم الرفض العام لأي شكل من أشكال التقليل من شأن الجرائم النازية أو استحسان هذه الجرائم او تبريرها لابادة الجماعات من الشعوب من قبل النازية والجرائم  ضد الانسانية. وفي المانيا فرضت الادانة على الرمز النازي ايضا وفي كل الاحوال، حفظت الشكاوى من قبل الحكومة لبعض المنظمات المناهضة للنازية وبعض المشاركات الفردية، وقد نهض باعبائها قضاة محكمة بشكل واسع. وتضمنت الاحكام السجن والغرامة المالية، ولكن بمعاملة تتراوح بين الشدة واللين في بعض البلدان .

 

10/2/2014

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.