اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

الحرس وبيت المرشد قلقان من دحر داعش على يد الروس// ترجمة عادل حبه

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

الحرس وبيت المرشد قلقان من دحر داعش على يد الروس*

ترجمة عادل حبه

 

خلق بدء عمليات الجيش الروسي وهجماته على مواقع داعش وضعاً جديداً في المنطقة. وأصبح لروسيا وسوريا اليد العليا في التطورت الجارية، وهي نتيجة مهمة في المنطقة بعد الاتفاق النووي بين ايران ودول 5+1. فقد كان من غير الممكن من الناحية العملية بالنسبة لكل من روسيا وسوريا الشروع بهذه العمليات قبل التوصل إلى هذا الاتفاق ووضوح دور ايران الجديد في المنطقة وتثبيته. وفي الواقع فإن تردد ايران في المصادقة على الاتفاق النووي لا يصب في مصلحة سوريا وحزب الله وجمع بساط التطرف. فكما أشار حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله بصراحة غير مسبوقة إلى أن هذا الاتفاق يلحق الضرر باسرائيل ويؤدي إلى بروز دور جديد لايران في المنطقة. أما في إيران، فلم يجر الترحيب كما ينبغي ببدء الحملات الروسية على مواقع داعش والمعارضة السورية. فغالبية الصحافة الايرانية والاعلام التزمت الصمت أو اتخذت موقفاً محدوداً ومبهماً، أو انها نقلت وجهات نظر الغرب وامريكا تجاه هذه العمليات وتنبأت بفشلها المحتموم. هذا إضافة الى الاستفزازات غير المباشرة التي أطلقتها أجهزة الاعلام المرتبطة بالحرس الثوري. وكمثال على ذلك ما أوردته أحدى هذه الصحف في صدر صفحاتها وبعنوان بارز على لسان بشار الأسد من أن أمريكا هي التي تقف وراء الفتنة التي عصفت بسوريا. فمن الواضح من أن الهدف من هذا الادعاء، وفي مثل هذه الأيام، هو سوق 24 مليون ناخب ايراني على الأقل صوب معارضة الأسد والعداء للحملات الروسية ضد مواقع داعش.

في الواقع هناك نفوذ لمجموعتين في الحرس الثوري والحكومة وحاشية الحكومة وأجهزة الاعلام، تخالف من زاويتين الحملات الروسية ضد داعش في سوريا.

1- المجموعة الأولى تتكون من التيار الذي كان يأمل من أن يؤدي الاتفاق على وثيقة التفاهم النووي بين ايران والائتلاف الغربي الأمريكي، وبالاقتران مع الحملة ضد مواقع داعش في المنطقة، إلى تطبيع العلاقات مع أمريكا، أو كما قدّر البعض الاتحاد الستراتيجي بين ايران وحلف الناتو والغرب. ومن البديهي أن الوضع الجديد والتنسيق الذي أجرته حكومة روحاني ووزارة الخارجية مع سوريا والعراق وروسيا قد محا كل هذه التصورات. بالطبع فلو كان الغرب على استعداد للتنسيق مع ايران حول الحملة ضد مواقع داعش، فإن تلك ظاهرة ايجابية. ولكن المشكلة هي أن أمريكا والغرب لديهما مشكلة مع بشار الأسد قبل ان يكون لهما مشكلة مع داعش. فداعش بالنسبة للغرب تلعب نفس الدور الذي لعبته "الطالبان" في أفغانستان عندما قامت بتسليم أفغانستان إلى أمريكا والغرب. ولذا فإن موضوع المحادثات بالنسبة لهم يتحدد حول الامتيازات التي تقدمها ايران للغرب عند البحث في الملف السوري.

2- أما المجموعة الثانية والمهمة والتي لها مشكلة مع العمليات العسكرية الروسية فهي جزء مهم من قادة الحرس الثوري والقوى القريبة من بيت المرشد. فهذه العمليات ولاسباب عديدة، خلقت مشكلة للحرس الثوري.

السبب الأول هو أن الدور الذي يدعي الحرس الثوري القيام به في سوريا، والذي تعلن الحكومة حفاظها على الحرس لهذا السبب، سينتهي وسيوضع الحرس على الهامش مع الشروع بهذه العمليات الروسية.

ثانياً، ومن الناحية الأصولية فإن الحرس غير ميّال إلى إبادة داعش. فسياسة الحرس تقوم على استمرار التوتر في المنطقة كي يتم تبرير دور قادة الحرس في السياسة والاقتصاد والعسكرة. ولذا فإن استمرار الحملات الروسية سينهي دور داعش في المنطقة ويفرض الأمن فيها، وسيضطر الحرس إلى التراجع عن المسرح السياسي في ايران.

ثالثاً، لقد كان الحرس يفكر باحتكار المفوضات مع امريكا حول داعش، وأن يحتكر هذا الامتياز لنفسه. لقد أراد الحرس أن يصور نفسه على أنه العنصر الحاسم والحتمي بحيث يجب على أمريكا أن تدخل في مفاوضات معه وليس مع حكومة روحاني. ولكن التطورات الحالية تسير باتجاه تحويل الحرس إلى الصفر.

رابعاً، إن الشعب الايراني والرأي العام في ايران يؤيدون العمليات العسكرية الروسية ويأملون بالتخلص من شر داعش والتطرف في المنطقة، خلافاً لرأي الحرس الثوري ورسميي الحكومة وحاشيتهم وأجهزتهم الاعلامية.

بالاستناد إلى مجموعة هذه العوامل، فإن مشكلة الحرس الثوري وبيت المرشد حالياً تتحدد في أنهم لا يستطيعون رسمياً أن يعارضوا العمليات العسكرية الروسية الجارية لحماية أحد حلفاء ايران والتي تلقى الدعم من قبل الرأي العام في المنطقة. علماً إن استمرار العمليات وتحديد المصير النهائي والحاسم لداعش والحكومة السورية بدون وجود المرشد وقادة الحرس وفيلق القدس ليس بصالحهم. إن هؤلاء يؤيدون هذه العمليات بحدود منع داعش من اسقاط الاسد وليس أكثر من ذلك. وفي خضم هذه الأحداث، فإنهم يسعون إلى أظهار أن لهم ضلع ودور في هذه العمليات، وإن انتصار روسيا هو انتصار للحرس الثوري في آن واحد. إن الوضع المعقد والمتذبذب والمزدوج للحرس، بين التأييد الظاهري والقلق والتخريب وراء الستار هو انعكاس لهذه الظروف. فاستفزازات صحيفة "جوان" ضد بشار الأسد تعتبر إحدى النماذج على هذا الوضع المتناقض وتعبير عن عدم الرضى من سير واتجاه التحولات، وسوف لا يكون آخر النماذج.

 

*موقع "راه توده"

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.