اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

إغتيال الهاشمي هو جزء من مسعى ومخطط لفرض الإستبداد الديني// عادل حبه

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

عادل حبه

 

عرض صفحة الكاتب 

إغتيال هشام الهاشمي هو جزء من مسعى ومخطط

لفرض الإستبداد الديني على العراقيين والمنطقة

عادل حبه

 

ما أن تلقيت خبر إغتيال الصحفي والمعلق الأمني هاشم الهاشمي حتى رحت أستذكر بعض المقولات الدينية ..... ومنها على سبيل المثال "إدعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة"... و"لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي" و "وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" و "ولو كنت فظاً غليظ القلب لأنفضوا من حولك"....الخ. نعم إستذكرت هذه الدعوات لأقارنها بدعوات أولئك الذين ينادون بالعدل الإلهيوبدين الرحمه ليلاً ونهاراً، وفهمهم وإيمانهم بالدين لا يتعدى ساطوراً لقطع رقاب الناس ووسيلة لتكفير الناس وإحتكار الحقيقة وتهميش كل من له الحدود الدنيا من الإختلاف معهم. إنهم يرتكبون الموبقات والمحرمات بإسم هذا الدين مستغفلين جمع من بسطاء الناس ليسيروا كدمى عمياء في ركابهم. فمن أمتدت يده الشريرة إلى هاشم الهاشمي وكامل شياع و199 صحفياً قتلوا غدراً منذ سقوط أدعياء القومية عام 2003 على يد أدعياء الدين من الميليشيات الدينية ومن ميليشيات داعش، هم نفسهم من يتاجر بالدين لتبرير سفكهم لدماء الخيرين من بنات وأبناء العراق. أنهم هم..... هم من يهددون الضحايا قبل تنفيذ جرائمهم بالقتل، كما جرى بالنسبة للفقيد هاشم الهاشمي وزملائه من الشهداء. إن هؤلاء في سلوكهم وخطابهم لا يتبعون التقوى ولا الحد الأدنى من القيم الإنسانية وقيم الرحمة، ونصبوا أنفسهم كقضاة وجزارين في الوقت نفسه. فهشام الهاشمي وكامل شياع والمئات ممن سفكت دمائهم على يد الميليشيات الدينية لم يحملوا السلاح، بل فقط القلم..... والقلم للتعبير عن آرائهم ونشر الوعي بين العراقيين لتبصيرهم بالإخطار المحدقة بوطنهم العزيز العراق. كما أن أكثر من سبعمائة من شهداء انتفاضة أكتوبر مما طالبوا بالإصلاح ومعالجة الفساد الذي استشرى على يد هذه المجايع التي تتاجر بالدين، و20 ألف من المصابين  والعشرات من المغيبين والمختطفين أثناء الإنتفاضة قد أستبيح دمهم بميليشيات تدعي الدفاع عن الدين. هذه الميليشيات والأذرع المسلحة للأحزاب الدينية المتطرفة المدججة بكل أنواع الإسلحة بدعوى مقاومة المحتل، إلاّ أنها لا توجه سهام القتل والغدر إلاّ صوب صدور خيرة من أنجبتهم أمهات العراق.

 

إن هذه الميليشيات لا تحترم أي قانون ولا شريعة، ولا نؤمن إلاّ بقانون واحد لا غير هو العسف والعنف والفساد. فهي تشارك في الأنتخابات وهي مدججة بالسلاح خلافاً لقوانين الدولة التي تحرم مشاركتهم في النشاط السياسي. وتمارس إجراءاتها ونشاطها المسلح دون رقيب أو حسيب ولا خضوع للقيادة العامة للقوات المسلحة. وتقيم علاقات خارجية وتقسم بالولاء لمراجع أحنبية خلافاً لأي معيار من معايير السيادة والهوية الوطنية.وتنشر قواتها خارج الحدود لتحقيق مشروع امبراطوري في مخيلة مسؤولين غير عراقيين خلافاً للدستور العراقي الذي يحضر التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. هذا ناهيك عن جملة من الإنتهاكات القانونية والدستورية التي تمس سيادة البلاد وأمنها.... إنها تشكيلات وأحزاب خارج قواعد القانون ولا تخضع إلاّ لإرادة مراجع من خارج الحدود إيرانية كانت أم تركية أو سعودية وغيرها.

 

هذه الممارسات الشريرة للميليشيات المسلحة الخارجة على القانون ما هي إلاّ نسخة محلية لميليشيات موازية سفكت دماء خيرة أبناء الشعبين الإيراني واللبناني تحت راية ما سمي بحزب الله، والتي تحكها ماكنة رعب وأرهاب واحدة لا غير جرى إرساء  أركانها بعد سقوط نظام الشاه في إيران عام 1979. هذه الماكنة التي شرعت منذ الأيام الأولى لإنهيار الحكم الشاهنشاهي بإتباع وصفات من الغدر وسفك الدماء تكررت في لبنان والعراق وبنفس الأدوات..... موتورسيكلات تحمل راية حزب الله ....وسواطير تقطع جثث الضحايا، كما جرى للفقيدين داريوش فروهر (زعيم حزب ملت ايران) وزوجته بروان فروهر، الذين قطعت أوصالهم إرباً إربا في بيتهما وأخفي ما تبقى من جثتيهما على شاكلة ممارسات صدام حسين، واستخدام أسلحة كواتم الصوت كما جرى عند إغتيال الدكتور كاظم  سامي الناشط السياسي الإيراني وأول وزير للصحة بعد الثورة الإيرانية، ناهيك عن الآلاف من أنبل بنات وأبناء إيران من أدباء وفنانيين وكوادر سياسية ومهنية وأساتذة جامعات وناشطات نسويات ينتمون إلى مختلف الأحزاب السياسية، بمن فيهم من كان على قرب بالتيار الديني المتطرف الحاكم في إيران أو جزءاً منهم كحليفة الخميني آية الله حين علي منتظري ومير موسوي رئيس الوزراء الإيراني الأسيق وكزوبي أحد أعمدة الثورة الإيرانية وغيرهم. كل ذلك من أجل تكريس نظام الإستبداد الإيراني الاقائم على قمع الحريات وتغييب إرادة الشعب، الذي خطط له تدريجياً لإنهاء وجود كل الأحزاب السياسية والتيارات التي لديها الحد الأدنى من الخلاف مع تيار الاستبداد المذهبي الذي حكم إيران خلال العقود الماضية وجلب الكوارث لهذا الشعب الجار.

 

وأنتقلت هذه التقليعة إلى لبنان عندما أصدر مركز القرار في طهران أوامره بتشكيل حزب بنفس الإسم في لبنان بدعوى مواجهة العربدة الصهيونية. ولكننا إذا ما استعرضنا سلوك هذا الحزب في لبنان وفي المنطقة لوجدنا أنه ينفذ مخططاً طائفياً إيرانياً هدفه فرض النفوذ الإيراني على المنطقة وتحقيق أحلام إنبراطورية زائلة على غرار أحلام أردوكان في تركيا وبالتنافس معه، ليصبح حزب الله اللبناني وكيلاً مثالياً في نهاية المطاف للمخطط الإيراني. فكانت أول خطوة قام بها هذا الحزب بدعم من أصحاب القرار في طهران هو إزاحة كل من شرع بحركة المقاومة اللبنانية ضد العربدة الصهيونية من الميدان، وعلى الأخص الحزب الشيوعي اللبناني في جنوب لبنان. ووصل هذا المخطط إلى حد القيام بإغتيال قادة مرموقين في الحزب الشيوعي اللبناني، وفي مقدمتهم العلامة الشهيد حسين مروة والفليسوف الشهيد مهدي عامل. ولم يقتصر الأمر على الحزب الشيوعي اللبناني، بل طال العسف حتى حليف لحزب الله وهو حركة أمل، ليصفى الميدان لحزب الله ويتحول إلى عامل معرقل للإستقرار في لبنان وتجربة أولى لتشكيل الدولة العميقة في الشرق الأوسط وبإرادة من حكام إيران. وأنتفخ هذا الحزب ليتحول إلى ذراع لإيران في دول المنطقة.

 

وما أن إنهار حكم صدام حسين في العراق، حتى شرعت القيادة الإيرانية بتنفيذ نفس المخطط في العراق عن طريق تشكيل أذرعاً مسلحة جديدة، إلى جانب الإذرعة التي شُكلت من التوابين العراقيين خلال الحرب العراقية الإيرانية. ولم تعد القيادة الإيرانية تراهن على حصان واحد لها في العراق، بل شكلت ما يزيد على 60 ميليشيا عسكرية في العراق بدعم إيراني سخي إضافة إلى قيام هذه الميليشيات بغزوات "شرعية" على باعة الذهب وبيوت الموسرين في المدن العراقية واختطاف أبناء الأغنياء لا بتزازهم والحصول على الفدية التي وصلت حد الملايين من الدولارات من أجل تعزيز قدراتهم المالية، إضافة إلى سرقة أموال الدولة وسرقة النفط الخام والسيطرة على المنافذ الحدودي، وتحولت إلى حيتان مالية إضافة إلى تنامي قدراتها العسكرية خاصة بعد شروع داعش "بغزواته" على العراقيين. وكرر حزب الله العراقي والميليشيات الأخرى نفس خطوات ما جرى في إيران من غدر وقتل للنشطاء العراقيين. وبان هذا واضحاً في التهديدات المعلنة ضد العراقيين وأعمال القتل والإغتيالات التي غدت واضحة كسطوع الشمس خلال انتفاضة اكتوبر، حيث قامت هذه الميليشيات بسلسلة من العمليات لقمع الإنتفاضة والغدر بالمشاركين بها وما أكده أرباب هذه الميليشيات خلال تهديداتهم. أمام هذا المشهد الدرامي، يتوجب على القوة العراقية السليمة أن تعي الأخطار وتوحد صفوفها، وأن تتجه شبيبة انتفاضة أكتوبر صوب توحيد صفوفها للوصول إلى مشروع سياسي موحد لتلعب دورها الفعال في إحباط هذه المخطط الشرير للميليشيات المسلحة.  أما من تورط في المشاركة في الفعاليات غير القانونية لهذه التشكيلات، فعليهم أن يعوا إن هذا الطريق لا يجلب الإستقرار ولا المستقبل لأولادهم وأحفادهم، ولنا في مثال حكام إيران خير شاهد على أنها لم تحقق الاستقرار ولا التنمية ولا العدالة ولا مكافحة الفساد ولا السمعة على النطاق الإقليمي والدولي. ونفس الأمر ينطبق على المثل اللبناني الذي عمق في العقود الأخيرة التشرذم الطائفي والتناحر بين مكونات الشعب اللبناني وغدت الساحة اللبنانية ميداناً للصراعات الإقليمية والدولية، بحيث لا يمكن تشكيل وزارة أو تعيين رئيس جمهورية بدون فضول وتصدق دول إقليمية وخارجية. ولذا يتوجب على الحكومة أن تتخذ الإجراءات الفعالة لحماية العراقيين والعراق العزيز من شر هذا الوباء الطائفي الخطير والتدخل الخارجي الذي تعمق بسبب هذه الميليشيات المنفلتة، وأن تسعى إلى تعبئة القوات المسلحة وجميع القوات الأمنية وتطهيرها من نفوذ هذه التيارات والميليشيات لضمان سيادة العراق وكرامة شعبه والسير على طريق التنمية والعادلة والمساواة بين أبنائه.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.