اخر الاخبار:
إسرائيل تغتال قياديين في حماس وحزب الله - الثلاثاء, 15 نيسان/أبريل 2025 18:28
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

بهرا علي فتاح ... المثابرة تخلق النجاح// يوسف أبو الفوز

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

يوسف أبو الفوز

 

عرض صفحة الكاتب 

تلويحة من شيكاغو

بهرا علي فتاح ... المثابرة تخلق النجاح

يوسف أبو الفوز

 

في أمسية من صيف عام 2023، خطفت انظار العراقيين، المهاجرين في شيكاغو، المجتمعين بدعوة من دائرة الهجرة، امرأة جميلة، تتحرك برشاقة على خشبة المسرح، تحدثهم بهدوء، بإنكليزية واضحة وكردية محببة، عن جوانب من قصتها وتجربتها، حيث تم إختيارها واحدة من ثلاثة شخصيات ناجحة من قبل دائرة الهجرة في مدينة شيكاغو التي يعيش فيها حسب الاحصائيات الرسمية اكثر من 1.7 مليون مهاجر، يشكلون 18 في المائة من إجمالي عموم السكان البالغ عددهم ما يقارب 8,6 مليون نسمة، ويبلغ عدد العراقيين بينهم، عرب وكرد، حوالي مائة ألف.

 

المرأة التي نتحدث عنها اسمها: (بهرا علي فتاح درويش). قدموها كمثال للمرأة العصامية الناجحة في مجال الاعمال الحرة. منظمي الحدث رغبوا ان حديثها يكون مرشدا للمهاجرين، خصوصا من الشباب، لتبيان أهمية العمل والمثابرة لبناء حياتهم ومستقبلهم.

 

بهرا علي فتاح هي ابنة السليمانية. قدر لها ان تكون شاهدا على مجزرة حلبجة الكردية، الجريمة البشعة التي ارتكبها النظام البعثفاشي الصدامي في 16 أذار 1988، حين استخدم الأسلحة الكيمياوية المحرمة دوليا، في قصف المدينة، حيث استشهد ذلك اليوم، أكثر من خمسة الاف شخص وأصيب أكثر من سبعة الاف شخص، من المدنيين، جلهم من النساء والشيوخ والأطفال من الكرد من سكان المدينة. يومها استشهد والدها الشيوعي البطل، الكادح (أسطه علي) الذي عرفته مدن السليمانية وحلبجة والمناطق المحيطة مناضلا باسلا حتى يوم استشهاده ببطولة إذ رفض مغادرة المدينة، مع بدء القصف، دون ضمان سلامة رفاقه المسؤول عنهم، ونجت بهرا واخواتها من الغازات السامة لأنهم لجأوا الى منطقة مرتفعة نسبيا.

 

عاشت بهرا بمعية أخيها الاكبر واخواتها لفترة في إيران في مخيمات اللجوء، سيئة الخدمة، وعادت الى كردستان بعد انتفاضة 1991. كل هذه الاحداث إعاقة إمكانية اكمالها لدراستها الاعدادية، أو ممارسة هواياتها. كانت صبية مترعة بالأحلام والطموح، في مطلع التسعينات نشطت عضوا فاعلا في فرقة الرقص للفنون الشعبية في مدينة السليمانية، وشاركت في بعض المهرجانات لكن عوامل كثيرة، مع استمرار تدهور الحياة في كردستان، واندلاع الاقتتال الداخلي بين الأحزاب الكردستانية، إعاق حياتها الطبيعة، فغادرت مع افراد عائلتها الى سوريا عام 1998، وفي أيلول عام 2000 وصلت الى أمريكا ضمن برامج المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، واستقرت في شيكاغو.

 

وبذلت جهودا مثابرة في دراسة اللغة الانكليزية، وتطوير مهاراتها، في تعلم الكومبيوتر، تعلم سياقة السيارة، ثم عملت نادلا في مقهى وآخر، وكانت توفر اجور عملها لتدفع رسوم دورات خاصة في دراسة طرق التجميل والعناية بالبشرة، وبعد دراسة استمرت حوالي عامين في معهد (Estelle Skin Care & Spa Institute) تعلمت طرق العناية بالوجه ونالت شهادة أهلتها للبدء في العمل.

 

 قالت لنا بهرا:

ـ المعهد قدم لنا الخبرة النظرية، قدم لنا كما هائلا من المعلومات، علمنا انتهاج طريق صحيح في العمل، يعتمد على العلم لفهم ان علاج البشرة، لا يقتصر على العناية بها فقط، بل انه يمنح الانسان راحة نفسية تشجعه على تغيير بعض من طقوسه اليومية للعناية أكثر بصحته وجسده.

 

عن أسباب اختيارها لهذا الاختصاص في العمل، تقول بهرا:

ـ كان بإمكاني دراسة التمريض، أو العناية بالأسنان، لكني رغبت بدراسة اختصاص بعيد عن مظاهر الألم والتوجع، فلقد رأيت من ذلك ما يكفي في حياتي. العمل في مساعدة الناس بالحفاظ على مظهر خارجي سليم، وجدت أنه جزء من علاج نفسي للناس. ان العديد من زبائني، يأكدون بأستمرار أن الاهتمام بشكلهم الخارجي، أصبح يقودهم الى الاهتمام بعموم وضعهم الصحي، فهو كحالة من العلاج النفسي يغير من حياة الاخرين.

 

بعد تخرجها من المعهد، اشتغلت بهرا ثلاث سنوات عاملة في صالون، بعدها أصبح لها مكان عمل مشاركة مع أخرين استمرت فيه عدة سنوات، حيث أصبح لها زبائنها الخاصين بها. وفي عام 2016، افتتحت محل عملها الخاص بها، باسمها (بهرا للعناية بالبشرة) وأصبح لها زبائنها الدائمين والثابتين.

 

زرنا موقع محل عملها على الانترنيت، وقرأنا العديد من التعليقات الإيجابية من نساء وفتيات ساعدتهن بهرا في التخلص من مشكل تجميلية بدت مستعصية تعاني منها بشرة وجوههن.

تقول بهرا: لم اتوقف عن القراءة والدراسة وتطوير نفسي نظريا والتزود بالمعرفة، فعالم الانترنيت حافل بالمواقع التي تقدم كما هائلا من المعلومات التي تساعد التجربة في صقلها واثبات صحتها. وابحث دائما عن دروس وكورسات تطور وتصقل من مهنتي وتطور عملي، فالعلم في مجال عملي يقدم كل يوم أشياء جديدة، من معلومات، تقنيات وطرق جديدة.

وتؤكد لنا: صارت لدي قدرات افخر بها في تحديد أسباب مشاكل الزبائن، وان النجاحات وما يكتبه زبائني عن نوعية الخدمات التي اقدمها، جلب سمعة طيبة لعملي الذي توسع واصبح له صدى طيب. نجحت في بناء ثقة متينة بيني وبين زبائني، فبدون الثقة لا يمكن الحفاظ على الزبائن.

وتضيف بهرا: ان الاجتهاد والمثابرة في التعلم دائما هما ابرز عوامل النجاح، وان العمل والسعي لأجل الربح السريع في أي نوع من الخدمات لا يجلب النجاح الصحيح، ان الاجتهاد في تقديم خدمات نوعية، صحيحة، يبني الثقة المتبادلة مع الزبائن، ويصنع النجاح المطلوب ويجلب مردودات مالية ومعنوية دائما.

 

نشرت في طريق الشعب البغدادبة عدد يوم 23 شباط 2025

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.