كـتـاب ألموقع

مسؤولية الله عما يجري في العالم// يعكوب ابونا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

يعكوب ابونا

 

عرض صفحة الكاتب 

مسؤولية الله عما يجري في العالم

من كوارث ونكبات وحروب وشرور .الخ .؟؟

يعكوب ابونا

 

  صحيح قد يكون عنوان المقال مثير للجدل، ولكن جدلية المقال تكشف عن لاهوت الكلمة من سياق المدلول الذي يثبت فينا من اجل خلاصنا، فالتسائلات مشروع في شرعنا ومقبوله في ايماننا ومتجاوبه في عقائدنا وانتمائتنا المذهبية والطائفية الزائله، فمجدا للرب بكل ما نحن فيه، ولكننا كبشر دائما تراودنا افكار وتسائلات عما يجري من حولنا وعلة وجود هذه الاشياء في حياتنا التي تسيطر على ارادتنا وتقودنا الى حيث لا ندري، فمن المسؤول عنها ومن هو مصدرها؟؟

  قبل ان نغوص في بحر المعرفة الكتابية، لقراءة وفهم لاهوت الكلمة لبيان من هو المسؤول عما يجري في العالم من شرور وكوارث، علينا ان نتصفح التاريخ  ونقرأ حوادثه عبر الازمنة المختلفة، سنجد ان البشرية عانت من مثل هذه الامور بشكل كبير جدا ومنذ القدم. ، فما يجري اليوم ليس بالجديد وسوف لايكون الاول ولا الاخير، فذهاب البعض الى الاعتقاد بان هذه الامور هي قراءة للايام الاخيرة (علامات نهاية العالم) ، فهذا التوجه غير دقيق ولا يلائم الفكر الكتابي لان المعطيات الكتابية والتاريخية تؤكد عدم صحة هذ الاعتقاد، لذلك ذهب البعض الى تصنيف هذا الشرور الذي يعاني منها الانسان منذ الازل الى ثلاثة انواع وهي:.

 

1- شرور الطبيعة: حوادث الطبيعية مثل البراكين والزلازل والأعاصير والفيضانات والحرائق.

2- الشرور البيولوجية: التركيبية الجسدية الكامله للانسان، مثل الألم والمرض والشيخوخة والموت.

3- شرور القيم والأخلاق: مثل السرقة والاغتصاب والتسلط والظلم.....

 

    ولكن الملفت للنظر بان الإديان القديمة لم تكن تربط هذه الشرور بمصدر كوني للشر، وإنما عزتها إلى وجود أرواح أو آلهة خيّرة بطبيعتها وأخرى شريرة بطبيعتها. فالنظام الكوني المستقر والمتوازن على المستوى الطبيعي والبيولوجي يقوم على هذا التوازن يبن الخير والشر، قاد هذا التصور إلى تطور نوعين من الطقوس:

 الأول - يهدف إلى طلب عون الآلهة الخيّرة،

والثاني - يهدف إلى  ارضاء الالهة " الارواح " الشريرة للأتقاء من شرها، ...

    وقد عللوا مصدر الشر الأخلاقي المجتمعي بانه شأناً اجتماعياً، بمعنى مصدره سلوكي مجتمعي وليس للقوى الماورائية أرواحاً كانت أم آلهة علاقه به، فالذي يسرق أو يظلم أو يقتل او يعتدي ليس مدفوعاً من قبل إله الشر، والذي ينصف ويحسن ويساعد ليس مدفوعاً من قبل إله الخير. وهكذا افرز المفهوم الماورائي (السماوات) عن المفهوم الارضي العلماني وهنا نشأت افكار المجتمعات القديمة لتدير شؤونها الأخلاقية من خلال المتراكم الكمي من الاعراف والعادات والتقاليد، المحلية دون وصاية وسيطرة من قوة قدسيةٍ مهما كانت...

    

   من خلال هذا المنظور لم يكن للشر أي مشكلة في الفكر الديني للإنسان القديم. ولكن هذه المشكلة ظهرت مع ظهور الفكر الديني المشرقي وقيام مفهوم التوحيد، وكان ذلك في سياق الألف الأول – والثاني قبل الميلاد، عندما أخذ ينظر إلى الكون باعتباره وحدة مترابطة متكاملة يسودها نظام دقيق متوازن، يعزى سبب هذا التكامل والترابط والتوازن الى قدرة إلهية واحدة غير مجزأة، كلية الحضور وكلية المعرفة، كل الكمالات تنتهي إلى كمال الخير المحض الذي هو الله. ..

 

                      من هو الله .... ؟

  اختلفت الاراء وتباينت منذ القدم على معرفة الله ،

   لان الله لا يمكن ادراكه بالعقل الانساني المحدد، لان الله روح مطلق غير محدد، والمطلق الكلي هو خالق الكون وما فيه؟؟ الانسان بكل علومه ومنذ الالاف السنيين لم يدركوا  كنه هذا الكون الا يسيرا ..فكيف لهم ان يدركوا خالق الكون؟؟  فتوصلوا الى القول .." قال الجاهل في قلبه، لا يوجد اله " (مزمور 1:14). .

       ولكن الدراسات الفلسفية الحديثه تتحدث اليوم بعيداً عن الكون الأزلي وتتجه نحو خالق أزلي. العلماء يعترفون بأن للكون بداية، اذا ما له بداية له سبب لوجوده. وربط السبب بالنتيجة يثبت على أن الكون ليس أزلي. وكونه غير ازلي فلا بد ان تكون له نهاية ؟.  يقول الفيلسوف والعالم القانوني مورتيمر آدلر "يمكن برهان نظرية وجود إيجابية، أما نظرية الوجود السلبية – تلك التي تنفي وجود شيء — فلا يمكن برهانها، وبما ان النتيجة يجب أن تعكس سببها. وبناء عليه لا يمكن لأي ملحد أن يفسر كيف يمكن لكون بلا شخصية أو معنى أو هدف أو أخلاق، أن يخلق بالصدفة كائنات (نحن) لها شخصية وهدف ومعنى وأخلاق. هذا الأمر، من وجهة النظر السببية، يدحض تماماً فكرة الكون الطبيعي الذي تولد منه كل الأشياء الكائنة. لهذا في النهاية، فإن مفهوم الكون الأزلي أمر مستبعد ". ..

 

          ولكن الكتاب المقدس يقدم لنا البناء المعرفي لهذا الوجود بان يكون للخليقة خالق سفر التكوين 1: 1 " فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالارْضَ." هذه الجملة البسيطة تعد من اكثر المفاهيم تحديا في مواجهة الفكر الالحادي  واللاديني، فعلى سبيل المثال وليس الحصر ان المجرة التي نحن جزء منها تدور حول نفسها بسرعة 784 الف كيلو متر في الساعة يلزمها 200 مليون سنة لتكمل دوره واحدة حول نفسها هذه مجرة واحدة نعرفها، ما بالك وهناك الملايين من المجرات كما يقولوا العلماء انفسهم؟ ، بالاضافة الى وجود عدد من النجوم والكواكب في الكون يساوي عدد حبات الرمل على شواطي العالم اجمع، بالاضافة خلائق اخرى كالثقوب السوداء وغيرها، فهل وصل العقل الانساني ان يفهم ويفسر كيف تسير هذه الخليقة بهذا النظام وبهذه الدقة المتناهيين،؟؟ ..... بدون وجود عقل منظم مدرك مسيطر .؟؟.

 لانه ليس من المنطق العقلاني ان نقبل بان الصدفة يمكنها ان تنظم وتبرمج كل هذا التوازنات الكونية والطبيعية الارضية والفلكية التي في الكون، لانه لايمكن ان يخلق لا عاقل عاقل، وغير مدرك مدرك؟؟. لان منطق الاشياء يقضي بان الكل بصفاته يعمل وبمكنونه ينقاد ولاصله يتبع ..

 

         ومن جهة اخرى نجد ان اية الخلق المشار اليها اعلاه، تقدم لنا قناعات وجدانية في ثلاث حقائق هي. أولا، الله واحد. ثانياً، الله إله شخصي وهو خارج إطار الخليقة.، وثالثا، الله كلي القدرة وأبدي. الله موجود منذ الأزل، وهو موجود الآن، وسيظل موجود دائماً – وقد خلق كل الأشياء من العدم بكلمته. يقول سفر إشعياء 43: 7 أن الله خلقنا لمجده. ويقول مزمور 19: 1-4 "اَلسَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ اللهِ وَالْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ. يَوْمٌ إِلَى يَوْمٍ يُذِيعُ كَلاَماً وَلَيْلٌ إِلَى لَيْلٍ يُبْدِي عِلْماً. لاَ قَوْلَ وَلاَ كَلاَمَ. لاَ يُسْمَعُ صَوْتُهُمْ. فِي كُلِّ الأَرْضِ خَرَجَ مَنْطِقُهُمْ وَإِلَى أَقْصَى الْمَسْكُونَةِ كَلِمَاتُهُمْ".

       يضيف أحد اللاهوتيين في تعليقه على سؤال عن الله "إن الإنسان لا يسأل عن الله، بل إن وجود الإنسان في حد ذاته يتحدث عن وجود الله." وفي (رومية1 : 19 ) اذ معرفة الله ظاهرة فيهم، لان الله اظهرها لهم، 20 لان اموره غير المنظورة ترى منذ خلق العالم مدركة بالمصنوعات، قدرته السرمدية ولاهوته، حتى انهم بلا عذر". ... والله: "هو الكائن الأسمى؛ خالق وحاكم كل الخليقة؛ الموجود منذ البدء الذي له كل القوة والصلاح والحكمة وذو سلطان وقدوس ."الله يحفظ العالم (كولوسي 1: 16و17) .. رومية 1 : 20 " لا يوجد عذر للانسان الذي لا يؤمن بالله، ". حتي ان الناس باتوا بلا عذر"......

 

                      ما هي طبيعه الله..؟؟

   الله روح، والذين يسجدون فبالروح والحق ينبغي ان يسجدوا (يوحنا 4: 24). واما ثمرة الروح فهو محبة فرح سلام طول اناة لطف صلاح ايمان " غلاطية  5 : 22 " ..

 ويقول في (1يوحنا 4: 1 – 10).. ايها الاحباء، لا تصدقوا كل روح، بل امتحنوا الارواح: هل هي من الله؟ لان انبياء كذبة كثيرين قد خرجوا الى العالم. 2 بهذا تعرفون روح الله: كل روح يعترف بيسوع المسيح انه قد جاء في الجسد فهو من الله، 3 وكل روح لا يعترف بيسوع المسيح انه قد جاء في الجسد، فليس من الله. وهذا هو روح ضد المسيح الذي سمعتم انه ياتي، والان هو في العالم. 4 انتم من الله ايها الاولاد، وقد غلبتموهم لان الذي فيكم اعظم من الذي في العالم. 5 هم من العالم. من اجل ذلك يتكلمون من العالم، والعالم يسمع لهم. 6 نحن من الله. فمن يعرف الله يسمع لنا، ومن ليس من الله لا يسمع لنا. من هذا نعرف روح الحق وروح الضلال. 7 ايها الاحباء، لنحب بعضنا بعضا، لان المحبة هي من الله، وكل من يحب فقد ولد من الله ويعرف الله. 8 ومن لا يحب لم يعرف الله، لان الله محبة. 9 بهذا اظهرت محبة الله فينا: ان الله قد ارسل ابنه الوحيد الى العالم لكي نحيا به. 10 في هذا هي المحبة: ليس اننا نحن احببنا الله، بل انه هو احبنا، وارسل ابنه كفارة لخطايانا." ..... فالذي لا يعترف بان المسيح ( الله ظهر بالجسد ) لايمكن ان يكونوا من الله  ، بل هم من الشرير ( الشيطان ) ...

 

                   صفات  الله ..؟؟

 اعلن الله لنا بعض صفاته : الله عادل (أعمال الرسل 17: 31)، محب (أفسس 2: 4-5)، صادق (يوحنا 14: 6)، قدوس (يوحنا الأولى 1: 5). عطوف (كورنثوس الثانية 1: 3)، اله رحمة (رومية 9: 15)، واله نعمة (رومية 5: 17). الله يدين الخطية (مزمور 5: 5) ولكنه أيضاً يقدم غفراناً (مزمور 130: 4).

 

                    عمل الله ..؟؟

عمل الله ينبع من طبيعته في الماضي خلق العالم  لانه احبه (تكوين 1: 1؛ أشعياء 42: 5)؛ في الحاضر الله يحفظ العالم (كولوسي 1: 17)؛ هو يتمم مشيئته الأزلية (أفسس 1: 11) والتي تتضمن فداء الإنسان من لعنة الخطية والموت (غلاطية 3: 13-14)؛ هو يجذب الناس إلى المسيح (يوحنا 6: 44)؛ وهو يؤدب أولاده (عبرانيين 12: 6)؛ و في المستقبل أنه سيدين العالم (رؤيا 20: 11-15) ..

 

       أذا كانت هذه طبيعة الله وصفاته وعمله،؟ ونحن نؤمن بهذا الاله فعلا لانه يستحق العبادة ، ولكن من المسؤول عن الشر اذا..؟؟      

  الكتاب المقدس، لم يتركنا في حيرة من امرنا، فاعطانا اكثر من اشارة واية كتابية يمكننا الرجوع اليها ، لنستشفي منها اجوبه لتسائلاتنا، ..

    نذكر بعض الايات والنصوص الكتابية على سبيل المثال وليس الحصر التي  تبين لنا اي نوع من الاله هو الذي يسبب هذه الشرور والكوارث والنكبات بالعالم ؟؟

قال في انجيل يوحنا 16 : 2 بل تاتي ساعة فيها يظن كل من يقتلكم انه يقدم خدمة لله ". ( لاحظوا هذا الله، لا يرضى الا بقتل الاخرين وذبحهم، وهذا ما يعمله الدواعش، والقاعدة، والطالبان، والجهاد الاسلامي عموما، فهم يبنون عقائدهم على عقيدة الجهاد التي تقوم على الذبح والقتل تقربا من الههم هذا الذي لا يرضى الا بالقتل والذبح ..؟؟ فهذا اله مختلف كليا عن الاله الذي نحن نعرفه .؟ .)..

 2-وايضا في يوحنا 12 : 31 " ..الان يطرح رئيس هذا العالم خارجا. ".. ( المسيح يشير هنا الى ان رئيس هذا العالم يجب طرحه خارجا، من هو رئيس العالم ؟)..

 3-يقول في رسالة افسس 2 : 2 التي سلكتم فيها قبلا حسب دهر هذا العالم، حسب رئيس سلطان الهواء، الروح الذي يعمل الان في ابناء المعصية، ".. ( هنا  يكشف لنا الكتاب ان رئيس العالم والمتحكم بالعالم هو سلطان الهواء ذاك الذي يعمل المعصية " الشرور"  بين الناس ، فهل عرفتموه من هو ؟؟ نقرأ ..

 4-في العبرانين 2 :14 " لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت، اي ابليس،" ..( هنا الكتاب كشف لنا صراحة اسم رئيس العالم وسلطان الهواء والمتعطش للدم والشرير، هو ابليس " الشيطان ".. ) ..  ( اذا الشيطان هو رئيس و( اله ) هذا العالم، وهو يدير شؤون العالم، فلا تستغربوا مما يحدث بالعالم من شرور لانها هي من عمل الشيطان واتباعه، فهو الله الذي يذبح ويقتل باسمه بالتكبير هو الله هذا العالم الذي هوالشيطان ؟؟.) ....

 5-وفي كورنثوس الثانية 4: 4 الذين فيهم اله هذا الدهر قد اعمى اذهان غير المؤمنين لئلا تضيء لهم انارة انجيل مجد المسيح الذي هو صورة الله " (  هنا الكتاب يصف لنا اله هذا الدهر " العالم " ( هو الشيطان الشرير اله الظلام الذي يعمي عيون غير المؤمنين لكي لا يروا نور المسيح، ويامر بان يقتل كل من يتقرب الى نور المسيح لانه مرتد عن دينه ) ..

 6- تبين رسالة يوحنا الاولى 5 : 19 -20 نعلم اننا نحن من الله، والعالم كله قد وضع في الشرير، ونعلم ان ابن الله قد جاء واعطانا بصيرة لنعرف الحق. ونحن في الحق في ابنه يسوع المسيح. .".. لذلك قال المسيح اني لست من هذا العالم، فعلا لا يمكن ان يكون من هذا العالم لان هذا العالم يملكه الشيطان، فلا يجتمع النور والظلمه سوية .؟؟

 

  بعد ان عرفنا الاله الحقيقي الذي يحكم العالم ويدار العالم بواسطة اعوانه هو الشيطان، فالسؤال كيف سمح له الرب الاله خالق الكون وما فيه، ان يعمل هذا الشرير في حقل الرب؟ بحكمه فائقة من الله لاندركها نحن سمح الله للشيطان أن يعمل في هذا العالم، ولكن في إطار الحدود والقدرات التي وضعها له الله. الله خلق كل شئ جميل لمجد اسمه، فلا يمكن ان يتركه بيد الشيطان الا لعلة لا نعرف معناها ولا ندرك مخزاها، ولكن الذي نعرفه بان الله أحب الانسان فخلقه لمجد اسمه، وعندما اخطأ وانفصل عن الله ، الله قدم ابنه الوحيد فداءا من اجل خلاصنا، ففدانا بدمه الكريم. لذلك سمح الله للشيطان ان يدخلنا بالتجربة لفرز المؤمنيين من غيرهم، ...

   لهذا فان الصلاة الربانية تقول

" أبانا الذي في السموات

ليتقدس اسمك،

ليأت ملكوتك،

لتكن مشيئتك،

كما في السماء كذلك على الأرض،

اعطنا خبزنا كفاف يومنا،

واغفر لنا ذنوبنا وخطايانا،

كما نغفر نحن أيضآ للمذنبين الينا،

ولا تدخلنا في التجربة،

ولكن نجنا من الشرير

لأن لك المُلك والقدرة والمجد إلى أبد الدهور.

آمين.

  لا حظوا جملة " لا تدخلنا في تجربـة ولكن نجنا من الشرير .. امين .".. ما المقصود بهذه الجملة؟؟ المقصود بها باننا نطلب من الله ان لا يدخلنا في تجربة، قد يخطر على البال هل الله يدخل احد في تجربة ؟؟؟ نسمع جواب من الرسول يعقوب يقول برسالته 1 : 13 بان "الله غير مجرب بالشرور وهو لا يجرب احد " .. ولكن الله يسمح ان يخضع الناس للتجارب التي قد تعرضهم لهجمات الشيطان ، كما يقول في حالة ايوب والرسول بطرس " لو قا 22 : 31 و32 " قال الرب: «سمعان سمعان هوذا الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة! 32 ولكني طلبت من اجلك لكي لا يفنى ايمانك. .."

 .. لذلك عندما نقول لا تدخلنا التجربة نبين طلبنا ورجائنا ورغبتنا كمؤمنين ان يجنبا الله مخاطر الخطية وشرورها بمجملها، لان الشر بالعالم نظام شيطاني مسيطر على البشر اجمع الا انه غير متمكن من المؤمنيين منهم ـ فهو يعمل بكل جد لايقاع بانصاره الذين هم بارادتهم الحرة ينقادون اليه، ويقوموا باعمال الشر، فعندما نقع في برائن الشيطان ننفصل عن الله ونبتعد عنه، ونتهم الله بانه قد تركنا، في الوقت الذي نحن بارادتنا تركناه وانفصلنا عنه باستمرنا بالخطية، ادم انفصل عن الله عندما كسر وصيته وتمرد على امره فاختبأ عنه، واستمرت خطية ادم معنا لاننا ورثناه واكتسبنا الطببعة الفاسده منه، نحن اليوم بشرورنا ابتعدنا عن الله فاختبأ الله عنا، ونحن بخطايانا اختبنا وابتعدنا عن الله،..

 هذا الابتعاد مرجعه خطايانا لاننا تركنا الشيطان بعمل معنا وفينا، لدرجة لم تبقى من الرذائل والشرور الشيطانية الا فعلناها ومن الانجاس الا عبدناها ومن الموبقات الا مارسناها ،؟؟

 ومع كل هذا يجب ان نكون مدركين لحقيقة واحدة، لكي لا نذهب مذاهب شتئ في التفسير والاستنتاج الجدلي، بان ما يعمله الشيطان في وسطنا ليس بعيدا عن سلطان الله، لان الله سمح له ان يعمل ضمن الاطار المحدد له وألا يتجاوزه، العالم بخيره وشره هو ضمن دائرة سلطان الله. يحكمه ويعيّن حدوده، ويحقق غايته واهدافه، ولا نستبعد بان ما يجري بالعالم ليس الا رسائل من اله يرسلها بوسائل شتئ لتحثنا الى المطلوب منا هو ان نرجع اليه تائبين مؤمنيين بان الخلاص هو بابنه يسوع المسيح وحده، وليس بغيره خلاص، لانه هو انقذنا من سلطان الظلمه ونقلنا الى ملكوت ابن محبته، الذي لنا فيه الفداء بدمه غفران الخطايا.. (كولوسي 1: 13 )  ويجب ان نعلم ونقول كما في رسالة رومية 8 : 28 وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّون الله"..  والذين يحبون الله هم من يؤمنون به تكون له الحياة الابدية يو 3 : 16 ، ويقول والذي يحبني يحبه ابي وانا احبه واظهر له ذاتي". يوحنا 14 : 21 .... أميـــــــن ...

   يعكوب ابونا ............................... 25 / 3 /2023