كـتـاب ألموقع

وداعا حميد دمان// نبيل يونس دمان

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

المجموعة: نبيل يونس دمان

تم إنشاءه بتاريخ الخميس, 20 تشرين1/أكتوير 2022 19:19

كتب بواسطة: نبيل يونس دمان

الزيارات: 1201

نبيل يونس دمان

عرض صفحة الكاتب 

وداعا حميد دمان

نبيل يونس دمان

ابن عمي حميد عبد المسيح دمان يوارى الثرى هذا اليوم

     بقلوب حزينة ومشاعر عطف جياشة طغت على وجوه الجميع، حيث الجو بارداً والحضور غفيراً عندما أنزل جثمانه في قبرٍ على ارض غُربته، خصوصاً اهله واصدقائه في مشيكان التي عاش فيها قرابة 50 سنة، واهالي القوش بلغ بهم التأثر مبلغاً والتي امضى معهم خمسة سنوات من حياته الأخيرة على هذه البسيطة، التي ابتدأت مع ولادته عام 1952 في بلدة ابائه واجداده، وانتقل في اوائل الستينات الى بغداد وحتى وصوله اميركا، في سني مكوثه في البلدة الحبيبة صارت له شعبية بين اواسط اهاليها، خصوصا الأجيال الأصغر منه سنّاً والتي كانت تناديه بملئ الفم " عمّه حميد" .

     كان انساناً نشيطاً، جريئاً، ومغامراً لا يركن الى قرار، وقد تغيرت حياته الاجتماعية مراراً ليعش اكثر من عقدين أخيرين من السنين لوحده، وكان محباً للتنقل والتغيير، كما لم يستقر على عمل بعينه، سافر مراراً وتكراراً الى الوطن الحبيب في تسعينات القرن الماضي عندما كان الحصار الاقتصادي مخيماً عليه، وسحب احسن افلام الفديو فيه بين الاهل والاصدقاء والأحبة ببغداد والقوش والشمال الحبيب، وقد احتفظت بمعظمها.

لم يراعي صحته ابداً واهملها الى ان اصيب بداء عضال ظل يقاومه ويرفض التجاوب مع ما يقرره الاطباء بما في ذلك اجراء عملية او تلقي العلاج الكيمياوي، بل استهلك جسده بالكامل خلال الشهرين الاخيرين. ظل متعلقاً ببلدته القوش وقرر وهو في خضم مرضه الشديد ان يرجع اليها ليمتزج جسده بترابها..... ولكن هيهات ان يذعن القدر لكل ما يريده الانسان، بعد ان ركب الطائرة في رحلة الإياب، تدهورت حالته الصحية فانزل في مدينة نيويورك.

     حزين انا لفراق حميد لانه في نفس عمري فكلانا تجاوز السبعين، وهو صديق الطفولة في القوش وريعان الشباب في بغداد واميركا بعد وصولي انا الآخر اليها. كان رحمه الله متعلق بنا كثيراً نحن اولاد وبنات عمه وكان باستمرار يتذكرنا ويتصل بنا ونحن لم ننقطع من متابعة اخباره وحلّه وترحاله.

     شاءت سوء الأقدار ان يتركنا الى الابد قبل يومين، وقد تلقى الرعاية الصحية الأخيرة بدار للتمريض في مشيكان التي اصبحت محطته الأخيرة وبوابة حياته الى الآخرة، مودعاً من كل من أحبه وتعاطف معه في مراحل حياته المختلفة التي لم تخلوا من الصعاب والمنغصات.

وداعاً ابن عمي، وداعاً صديقي، ستبقى في قلوبنا الى الأبد، رحمك الله واسكنك فسيح جناته، تعازينا الحارة الى إخوته وأخواته وجميع اقرباءه المتألمين ولكل من احبه وحزن لموته...... السلام والإكرام لذكراه...... صلّوا من اجله......

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

California on October 19, 2022

• < السابق
• التالي >