اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

كل عام وانت بخير استاذي!// نبيل يونس دمان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

نبيل يونس دمان

 

عرض صفحة الكاتب 

كل عام وانت بخير استاذي!

نبيل يونس دمان

 

     قرأت منشورك* استاذي الجليل نجيب اسطيفانا الذي درّسنا مادة اللغة الانكليزية في مرحلة السادس الثانوي عام 1969- 1970 في بلدتنا الحبيبة وحصلتُ في الامتحان الوزاري على درجة 81 % . ما اقوى اسلوبك في الكتابة، وما اوسع مداركك، وما فيض مشاعرك في التعبير عما يخالج نفسك وانت تبلغ من العمر الثمانين سنةً شيخاً مهيباً، وقد احسنتَ في كل كلمة كتبتها سواء في تواضعك الجَم، اوهدوءك المعهود المرتكز على اعمدة الحكمة.

     معلومات اضافية جيدة عن المرحوم والدك يوسف حنا الذي للأسف لم أره، لكني سمعت عنه الكثير من افكاره النيّرة الى جانب اندفاعه في خدمة البلدة، والمكتبة التي وصفتها كانت نادرة بل التعلم في تلك الفترة كان محدوداً، ومعظم ابناء جيله لم يتعلموا في المدرسة ولكن اكتسبوا خبرة الحياة ومجاراتها بل مقارعة صِعابها، تلك ميزة اباءنا الذين كانوا أمناء على نقل تاريخ البلدة المدعو للفخر والتباهي عبر الاجيال.

     دامت صحتكم استاذي وليستمر قلمك السيّال بين فترة واخرى في تزويدنا بمواضيع رصينة نحن احوج ما نكون اليها، اضافة الى حاجة  ابناء وبنات القوش المنتشرين في بقاع الارض، فهم عطشى لسماع شيء يطفئ عطشهم ويخفف الام غربتهم التي لا يعلم احد كيف تنتهي او كيف يتواصل الاقرباء والاهل في مختلف القارت مع بعضهم في المستقبل، ولتبقى الجذوة متقدة في البلدة العامرة بمن تبقى فيها من اهلها الأصلاء، بعد الكوارث والصِعاب والمآسي التي انتابتها في الستين سنة الاخيرة، البقاء فيها تجديد لتراثها وحاجة موضوعية لموقعها المتمير وتاريخها الحافل، ابناءها اليوم هم  ذخرها وحفظة تراثها والناطقين بلغتها ومجددي عهد العظام من اجدادها.

تلميذك

نبيل يونس دمان

كاليفورنيا: الثاني من تشرين الثاني- 2022

*

اعزائي هذا الفيض من مشاعركم لذكرى ميلادي والتي جسدتها كلماتكم العذبة لامست دواخلي والزمتني فتح نوافذ في جدار الذاكرة لاطل من خلالها على فترة ثمانين سنة انبسطت امامي بظلالها وضياىها وباخفاقاتها والمثابرة للنهوض وتحقيق اليسير من التميز المتواضع. احدى هذه النوافذ وجهت انتباهي الى فترة الشعور بالزهو والتحلق في اجواء الافكار المغرية والامال الكبيرة والمشاريع الساحرية وبعد اعادة الحسابات الهبوط ارضا وادراك الواقع. في هذا السياق تستوقفني مراحل توقظ حنيني للماضي ويرفرف لها قلبي فرحا واخرى تشعرني بالمرارة المركونة في العقل الباطن. على العموم عايشت متعة الحياة زاىرة واستقبلت همومها ضيوفا. استميحكم العذر وانا الان اتطرق لامر يراودني كثيرا مثل طرقات على باب مسكن الضمير الا وهو الحديث عن المرحوم ابي الغالي يوسف حنا اسطيفانا الذي فارق الحياة وهو بعمر السادسة والخمسين اثر عملية جراحية لاستىصال القرحة في المعدة. اقولها صادقا وبسبب شخصيتي الخجولة والكتومة تحملت لفترة حزني لوحدي وكلما اختليت لنفسي اخذني الحزن الى عالمه وهناك هناك لا استطيع حبس دموعي واتركها اتركها تنحدر على وجهي ساخنة. رحل والدنا عن دنيانا مهموما لعدم تحقق ما كان يامله ويرسي الاساسات لبنائه لكنه كان مرفوع الراس بشهادة امينة ومعتبرة ممن عاصره والذين كسب بجدارة ثقتهم واحترامهم. خلال حياته انخرط بتفاني بما يهم ويفيد الشان العام لبلدتنا واشترك مع اخرين بمراجعة المسؤلين في دواىر الدولة لتحقيق الاحتياجات المهمةمثل فتح مدرسة متوسطة وما شابه. عمل المرحوم يوسف وكيلا لشؤون كنيسة القوش لعدة سنوات وبامانة مطلقة وساهم في تقديم المشورة عند حصول الاشكالات . ذكرت كل هذا ليس بقصد التبجح بل لاضهار الحقيقة واراحة الضمير. لا ابالغ عندما اقول ان يوسف حنا اسطيفانا وبالقياس مع فترته كان متنورا ومحبا للثقافة واقتباس المعرفة المتداولة ومتمكنا من العربية والسوريانية (السورث) قراءة وكتابة. للاستداال لهذا اقتنى مجموعة من الكتب والمخطوطات الثمينة بالسوريانية مثل يزدان دوخت وجان دي ارك وجانفياف ويوسف الصديق والعهد القديم والفيلسوف الاشوري احيقار وكراريس متنوعة تخص طقوس الكنيسة والمناسبات الدينية بالاضافة الى بضعة كتب بالعربية حول الحرب العالمية الاولى والثانية ومجلد دليل العراق وعدد كبير من المجلات الشهرية مثل مجلة النجم والهلال. ونحن صغار كان المرحوم والدنا كل مساء يقراء لنا فصلا او اكثر من الكتب السوريانية وهذا ما امتعني كثيرا واسهم بصياغة

ومتلاء جوانب من شخصيتي، عذرا لاشغالكم بهذه الخصوصيات وامنيتي ان ابقى عند حسن ظنكم وانتم جميعا متنعمين بوافر الصحة وباحلى الاوقات.

نجيب اسطيفانا

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.