اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• نماذج من التحول الى الديانة الاسلامية

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

نبيل يونس دمان

مقالات اخرى للكاتب

نماذج من التحول الى الديانة الاسلامية

 

زار يوم 17- اذار 1918 رجل غريب الاب انستاس الكرملي فدار بينهم هذا الكلام: 

الغريب: سمعت باسمك فاشتقت الى مجلسك.

- هل يمكن معرفتك؟

غ- اسمي جتو بن حمو، كردي من السليفانية.

- ان كنت كرديا فكيف تتكلم العربية.

غ- معاطاتي التجارة فتعلمت بعض العربية وبعض التلكيفية.

- اين موقع بلادكم؟

غ- في سهل محاط بالجبال يمتد من سميل الى ﭙيشابور او من( ثم الگلي) .

- ما لغتكم؟

غ- الكردية، وكثير منا يعرف العربية وربما وجد بيننا من يعرف قليلا من السريانية العامية.

- ما ديانتكم؟

غ- الاسلام وجميعنا سنيون على مذهب ابي حنيفة.

- هل انتم من اصل كردي صميم؟

غ- اني سمعت اقوالا متضاربة في اصلنا. فقد سمعت جدي يقول انه سمع من والده ووالده نقل عما سمع من شيوخ كثيرين: ان اصلنا نصارى ولسنا من اهالي هذه البلاد، بل جئنا اليها من انحاء ديار الشام ولهذا ترى في دم بعضنا الدم العربي وفي اخرين الدم الافرنجي وفي كثيرين الدم الكردي وفي جماعة الدم الكلداني. فنحن خليط من عناصر شتى كنا في الاصل نصارى ثم اهتدينا الى الاسلام قبل نحو ثلثمائة او اربعمئة سنة حين تسلط الاتراك على هذه الديار.

- هل بينكم نصارى؟

غ- من يقل( سليفاني) ينف عن نفسه اي دين كان والحمد لله الا انك ترى في جوارنا نصارى كثيرين لا يسكنون قرانا. فاهل ﭙيشابور نصارى كلدان وكذلك ترى نصارى كثيرين في زاخو والجزيرة وهم يترددون الينا ثم يرجعون الى مواطنهم.

- ارى ملبوسكم لا يشبه ملبوس سائر الناس، فما اسماء ملابسكم هذه؟

غ- ملبوسنا يسمى الشل والشبك. اما الشل فهو هذا الذي نلبسه على قسم جسدنا الاعلى. وهو يشبه الستري ينحدر من الكتفين الى الحقوين. واما الشبك فهو من نوع السروال الواسع عريض الاسفل من جهة الرجلين وكل من الشل والشبك متخذ من الصوف الخالص ومن عمل ايدينا: لاننا لا نشتري شيئا غريبا يدخل في لباسنا ولابد من الصوف لان بلادنا باردة – ونلبس في راسنا الطاقية ونلف عليها اليشماغ. اما كبارنا فيشدون العقل برؤوسهم( واحدها عقال) منهم من يحتذي الجاروخ ويسميه البعض كالك اما الحذاء فاسمه عندنا ﭙيلاڤ ونساؤنا يلبسن ثياب سائر الكرديات.

بيت قلو :

      المعروف ان اصل عائلة قلو هو سليفاني، هناك من يعتقد غير ذلك ومنهم د. عبد الله مرقس رابي حيث يرى ان بيت قلو اصلهم من حكاري، تفرق اربعة اخوة احدهم في تلعفر والثاني في مانكيش والثالث في القوش والرابع في اورمية.

      يروى ان اخوين من بيت قلو خرجا من القوش بسبب المجاعة وحطوا ترحالهم في قرية مانكيش، احدهم قبله المانكيشيون والثاني لم يرضوا به فعمل راعيا للابقار في قرية مجاورة، وبعد مدة من الزمن اقنع بالزواج من احدى فتيات القرية بعد ان اشهر دينه الجديد الاسلام، عندما تناهى كل ذلك الى مسامع اخيه المستقر في مانكيش، هدده بالقتل مما اضطره الى اخذ زوجته الشابة الى قرية عنزة على مشارف نهر دجلة، بقيا هناك فترة من الزمن ثم عبرا الى الجهة الغربية للنهر، واخيرا استقر بهم المقام في بلدة تلعفر التركمانية، والى اليوم هناك عشيرة تدعى( قلّي او قلّو) ومن صلبها وُلد سعيد حمو عام 1918 الذي انهى دراسته فيها والتحق بالكلية العسكرية وتخرج برتبة ملازم وتدرج بالرتب الى ان وصل الى رتبة فريق. اتذكر في الستينات والسبعينات عنما برز اسمه في الحروب الجبلية، كان غالبا ما ينتقي افراد حمايته من ابناء القوش، خصوصا احد شجعان البلدة المرحوم العريف بحو حنا ابونا، لقد حدثني يوما كيف ارسله سعيد حمو الى القوش ليلتقي في قرية بهندوايا بالبطل الخالد توما توماس ليدعوه الى ترك الحركة المسلحة، ولكن توما بنظرته الثاقبة البعيدة رفض الطلب وبكل احترام وكياسة حسب ما رواه لي المرحوم بحو ابونا.

بيت دمان :

     يرجع اصل عائلة دمان الى" اشيثا " وان كان المطران يوسف بابانا ينسبهم الى مزوري فالمنطقتان قريبتان وتقعان داخل حدود تركيا اليوم. قد لا يصدق البعض باني امضيت اكثر من ثلاثين عاما حتى توصلت الى جذور وفروع عائلتي الالقوشية. كان ذلك عام 1967 عندما دونت معلومات نقلا عن المرحوم عبد المسيح دمان( 1900- 1993) في كراس لازلت محتفظا به ومما قاله ان جدنا الاول كان قسيسا نسطوريا من منطقة" اشيثا" جنوب شرق تركيا، جاء الى القوش ولحقه اخيه القسيس شمسو الذي بقي فترة في بلدة كاني ماسي قبل ان ينتقل ولده زورا حيدو الى القوش ايضا، ولذلك نحن بيت دمان ندعو بيت حيدو اولاد العم وتوارثنا تلك العادة من الاباء والاجداد، لقد قال لي المرحوم عبدالمسيح بان هذين الاخوين كان لهم اخ ثالث وهو " القس هورو" الذي تحول الى الديانة الاسلامية وانبثقت منه عشائر كردية لا تنكر انتسابها الى القس هورو( اورو) كما يسميه ابن اشيثا الكاتب عوديشو ملكو كوركيس، بتعاقب الزمن لفظت تلك القبيلة المتحولة الى الاسلام ب( قشور- قشورا- قشوري) وهي قبيلة ذات بأس وشكيمة متميزة من باقي قبائل الاكراد في تلك المنطقة، وكانت عبر التاريخ تتبادل العلاقة الوطيدة مع اهالي اشيثا قبل تركهم ديارهم وممتلكاتهم ظلما ابان سني الحرب العالمية الاولى( سفر برلك) كانت قبائل قشورا القوية تسكن الى الغرب من اشيثا وكانوا ينادون اهالي اشيثا باولاد العم والعكس صحيح، غالبا ما يتبادلون الزيارات في مناسبات الفرح والحزن، ويتعاونون في القتال ضد عدو مشترك، ولكن ذلك لم يمنع من حصول حوادث الاعتداء والسلب او القتل بين بعضهم وحسب الظروف التي تمر بها المنطقة.

     من يزور اشيثا اليوم يرى تواجد كثيف لقبائل قشورا الكردية الشديدة المراس في قرى تلك المنطقة التي خلت تماما من سكانها الاصليين من الاثوريين النساطرة التابعين الى كنيسة المشرق سلسلة مار شمعون( قوجانس)، ويقال ان بعض قراهم يتكلمون لغة السورث المحكية فيما بينهم والكردية مع الاخرين.

     عندما اكتملت شجرة عائلتي عام 2001 ارسلت نسخة الى الكاتب ادمون لاسو فطار بها الى بغداد ليسلمها الى الاستاذ عوديشو ملكو فادخل بعض معلوماتها في كتابه القيم" سفر اشيثا" وباللغة السريانية( السورث) يطيب لي استنساخ غلافه:

     وفي نفس الشجرة كتبت بان هجرة الاخوة حصلت لسبب مجهول، في حينها كان الوالد يعيش في بلدتنا الحبيبة القوش، اما اليوم وبعد مرور عقد على تلك الشجرة الوارفة، اتتني معلومة جديدة توقفت عندها عميقا، بان سبب تحول القس هورو الى الاسلام كان بسبب امراة هذا ما افادني به والدي، اذن يمكن القول بان تعلق القس هورو الشاب بفتاة كردية مسلمة قد جلب المشاكل الى اخوته واقربائه وربما باقي اهالي اشيثا، مما حدى بهم الى ترك المنطقة وكانت هجرتنا نحن وبيت حيدو سببا مباشرا لتلك الحادثة التي اقدر نزوحهم في الفترة بين 1750- 1775، فيما لم يتخل هورو عن فتاته التي احبها وهو في قمة شبابه وليعتنق بسببها الاسلام.

     يذكر المطران المؤرخ يوسف بابانا بان عوائل اخرى في اشيثا وفي نفس تلك الفترة الصعبة انتقلوا الى القوش ومنهم عوائل يلدكو التي تتفرع الى: تومكا، شعيوكا، ككساكو، عموكا وغيرهم، وكذلك عائلة كجو التي يتفرع منها بيت شمون هيلو، وعائلة جهوري التي يتفرع منها فرع في بلدة كرمليس شرق نينوى، واخيرا عائلة قودا.

امراء برواري بالا:

     في زمن تولي قباد بك الثاني امارة بهدينان التي مركزها العمادية عام 1662، ثار احد رؤساء عشيرة تياري العليا واسمه( مه لكائزي) ضد امير حكاري خالد بك ولكنه فشل، مما حدى به اللجوء مع اولاده السبعة الى العمادية وهناك اشهروا اسلامهم، واصبح اسمه عبد العزيز، في تلك الايام كان خلافا حادا بين قباد بك وامير برواري اڤدال بالوكي، فكلف قباد بك عبد العزيز ان يتولى الامر، فذهب مع اولاده واستطاع قتل اڤدل واستولى على قصره، فرح قباد كثيرا فاوكل اليه امارة برواري، وتسلسل من صلبه اعتبارا من ذلك التاريخ الى اليوم امراء برواري وابرزههم الحاج رشيد بك المتوفي عام 1928 ومن بعده معروفة اسماء اولاده محسن بك واخيه توفيق بك واولاده عادل وناصر بيك امراء برواري الحاليين.

 بيت الجليلي:

    بيت الجليلي المعروف جيدا في الموصل، تروى قصة تحولهم الى الاسلام بان جدهم عبد الجليل وشقيقه مكسب كانا تاجري اغنام بين ديار بكر والموصل، في حدود 1650- 1700 وفي احد الايام باعوا غنمهم وقبضوا اثمانها، يقال ان عبد الجليل رام حلاقة لحيته، فدخل دكانا لهذا الغرض، وشرع الحلاق في اداء عمله، حتى وصل الى حلاقة نصف اللحية، عند ذلك دخل احد الاخوة المسلمين، استقبله الحلاق بالحفاوة، ثم التفت الى عبدالجليل آمراً: اترك كرسيك للقادم ايها الذمّي( من اهل الذمة) ، فامتعض عبد الجليل ولكنه بعد تفكير قرر ما يلي: ايها الحلاق! لن انهض من مكاني، واصل عملك، اكمل حلاقة لحيتي، وانا مسلم منذ الساعة، فاغتبط الحلاق ومعه زبونه من تك الخطوة المفاجئة، هكذا كان وان لم يكن تصرفاً حكيما، ولكنه اصبح واقع الحال، وبعد مدة من الزمن صار له سبعة ابناء اسماءهم ذاعت في ارجاء المنطقة وهم: ابراهيم اغا، عبد الرحمن اغا، صالح اغا، اسماعيل باشا، يونس اغا، زبير أغا، خليل أغا. ، ثم غدا عبد الجليل جد الجليليين الذين انقذوا الموصل فيما بعد ايام غزو نادر شاه( طهماسب) الايراني لها عام 1743 في عهد الحاج حسين اسماعيل الجليلي. اما اخيه مكسب فقطع علاقته باخيه عبد الجليل وصعد لوحده شمالا حتى استقر في بلدة القوش التي اضيف بيت جديد اليها باسم مكسابو الذي يتفرع منه بيت عربو وجيقا وتولا.
المصادر:

مجلة لغة العرب الجزء 8 السنة 5 ص 474.

القوش عبر التاريخ- تاليف المطران يوسف بابانا- بغداد 1979 ص 47.

سفر اشيثا- تاليف عوديشو ملكو كوركيس- بغداد 2002  ص 131- 132.

الاكراد في بهدينان- تاليف انور مائي- الطبعة الثانية- دهوك 1999 ص 133.

اربعة قرون من تاريخ العراق الحديث- تاليف المستر ستيفن لونكريك- ترجمة جعفر خياط- بيروت 1949 ص 142- 149.

العوائل في مانكيش- الدكتور عبدالله مرقس رابي- موضوع في الانترنيت.

لقاءات مع الاخوة: يوسف اسحق قلو 1999، عبد المسيح عيسى دمان 1967، الكاتب سالم عيسى تولا 2004، وغيرهم.

 

شجرة بيت دمان الالقوشي

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

September, 25, 2011

USA  

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.