اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• يؤرقني السؤال، هل حقاً مات جلال؟

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

نبيل يونس دمان

 

يؤرقني السؤال، هل حقاً مات جلال؟

                                   نبيل يونس دمان

     جلال جلو، صاحب ارقى الافكار واسمى المبادئ، لن تمت في رحيله من على ارض استراليا، بل ستحملها الرياح وتذريها فوق موطن ميلاده ومثوى اجداده، لقد فرضت الظروف عليه، ان يعيش متنقلا من مكان لمكان، حاملاً معاناته، رافضا الاستسلام والذل، بقي ثابتاً متمسكا بتلك المثل العليا التي امتزجت مع نشأته وتطلعاته، التزم، تعهد، وأوفى، حتى لفظ انفاسه الاخيرة في التاسع من اذار، شهر الربيع والميلاد، تاركا ذكراه في قلب من عرفه في الوطن والمنافي. ربما لن اتمكن من استيعاب حقيقة مُرة، باني لن التق به، ولكن أمني النفس بأني ألتقيه تكراراً في: كل يوم يطلنا، كل تطور في وطننا، وكل ازدهار لشعبنا، هناك تكون روح ابا مسار معنا. عرفت الفقيد ايام نادي بابل الكلداني في السبعينات، رجلاً مرحاً، طيباً، باسماً، يجلس معنا وان كنا اصغر منه سناً بقليل، الا انه ببساطته وهدوئه كان يشاركنا الجلسات الجميلة، وفي اغلب الاحيان كان يأتي متأخراً بسبب التزاماته الوطنية.

     في نهاية 1978 اشتدت حملة السلطة الجائرة على الطيبين، غادرت الوطن الى بلغاريا، سكنت في احد البيوت، وبعد يوم او يومين كنت اتمشى في شوارع صوفيا الجميلة، واذا انا بمواجهة الطيب جلال، تقدمنا بسرعة وحيينا بعضنا بحرارة، ثم قال : يا الهي هل انا في يقظة ام في منام! وبعد قليل سالني عن مسكني فقلت: مؤجراً عند عائلة بلغارية، فقال:  انقل متاعك الى فندقنا الذي نقيم فيه.

     حملت حقيبتي، ومعاً الى فندق" سترادنا ﮔورا" ، هناك التقيت بعشرات الرفاق المقيمين والزائرين، عشت معهم اياماً حافلة في تذكرالعراق وما آل اليه وضع الرفاق. من الذكريات العالقة في ذهني العلاقة الحميمة التي ربطتني بالرفيق ابو ذكرى، وكذلك زوجته الطيبة ام ذكرى، التي عرفت لاحقا انها استشهدت في العراق على ايدي جلاوزة البعث، كذلك لقائي الحار مع ابي خالد( دنخا البازي) الذي اعرفه جيدا في القوش والمنطقة منذ الستينات، وفي احد الايام رافقت جلال الى المطار لنستقبل زوجة احد شهداء عام 1963، وقد تركت اولادها في بغداد هربا من سطوة النظام.

     بعد ان قضيت حوالي اسبوعين معهم، قررت الرجوع الى العراق، ورجعت في النقل البري، في يوم قارص البرد أثلجه، من أيام كانون ثان 1979، وكان في وداعي الرفيقين جلال جلو والرفيق ابو ذكرى، بعد ان حملت العديد من رسائل واخبار الرفاق الى اهاليهم في الوطن، منها رسالة جلال التي سلمتها الى احد اخوانه في بغداد الذي كان يعمل في احد معارض " باتــا" ان لم تخني الذاكرة، والرفيقة زوجة الشهيد سلمتُ رسالتها وهداياها الى احد اخوانها في سوق القوش، اما رسالة العزيز دنخا البازي المعنونة الى زوجته ام باز وقد سماها( ام خالد) للتمويه، فكانت تسكن في بعشيقة، واقترح ان اسلمها الى بيت الفقيد الخالد توما توماس، ولكني ترددت في الذهاب الى بيتهم، فارسلت اخي فريد ليوصلها في ظروف صعبة، حيث قطعان البعث تصول وتجول للايقاع بالتقدميين.

     افترقنا انا وجلال من ذلك الوقت البعيد، وعندما حكمت الظروف ان اكون في اليمن، سمعت من الرفاق بانه عاش فترة فيها، ثم صفى الدهر به في استراليا، ليرحل منها الى دار الخلود. بقي ان اقول: في الانتخابات الاخيرة لم تفز فيها قائمتنا "اتحاد الشعب" لا لكره الناس لها، بل لعدم معرفتهم بها، ولتطمئن روح جلال جلو، بان المياه لا بد ان تعود الى مجاريها، ويرتقي بناة الوطن الحقيقيين بذوقهم، بعلمهم، وافكارهم.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

March 20, 2010

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.