كـتـاب ألموقع

• في ذكرى مرور خمسين يوماً على وفاة خالي يونس اودو

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

نبيل يونس دمان

 

 

في  ذكرى مرور خمسين يوماً على وفاة خالي يونس اودو

 

     كانت ولادته سنة 1945 بالبلدة القوش وقد سمي يونس على اسم احد اعمامه الذي كان طبيباً شعبياً بارعا، والذي اسقطه جواده ميتاً، بين القرى الكردية خلف الجبل، في الربع الاول من قرننا المنصرم.

     دخل الابتدائية في المدرسة الاولى الكائنة في كنيسة مار ميخا النوهدري والتي كان مديرها الياس اسطيفو مدالو، عند تخرجه منها التحق بالمدرسة الاكليركية في الموصل طالبا للكهنوت، وقد امضى سنتين فيها حتى صيف 1959 عندما اقبل اخيه الكبير بولص على الزواج فاجمع الاقارب على اقناعه بالخروج من المدرسة المذكورة، وهكذا عاد الى ثانوية القوش التي كان مديرها منصور عودة سورو، وتدريجيا اصبح له العديد من الاصدقاء وفي مقدمتهم عماد بيبو قيا الذي يعيش حاليا في بريطانيا.

     في عام 1963 تخرج من الثانوية، وكانت الاولى في دورته سعيدة متيكا وزي. قدم اوراقه اولاً الى الكلية العسكرية في بغداد ليسلك الطريق الذي اختاره شقيقه الاكبر جمال في صنف الهندسة الآلية الكهربائية والذي كان في حينها برتبة عريف. نجح يونس في كل الاختبارات التي اجريت له واهمها طلبهم ان يرمي نفسه من ارتفاع في مسبح معد لهذا الغرض وقد سجل انه لا يجيد السباحة، حالما فطن بان الامر مهيأ مسبقاً فلم يتردد، قفز الى الماء مجازفاً حيث راى نفسه بين سباحين مهرة فاخرجوه على الفور، وبذلك اجتاز تلك المفاجأة، ولكنه فشل في المقابلة التي اجريت له لسبب اوعزه الى انتمائه الديني المسيحي.

     وهو في ذلك العنفوان وتلك الحماسة لم يقدم للانتساب الا لما يشبه الكلية العسكرية بتمارينها الشاقة فقبل في كلية التربية الرياضية في منطقة الوزيرية ببغداد، فواصل دراسته وعمله السياسي في صفوف اليسار الذي ابتدأه سني ثورة 14 تموز والمد الجماهيري الذي اعقبها.

     عام 1967 كان في السنة الاخيرة وغداة عدوان 5 حزيران ارسلته كليته الى الموصل للتدريب في تشكيلة اطلق عليها( كتائب الشباب) . في عطل نهاية الاسبوع كان ياتي الى القوش وكم اعجبت بذلك الزي الشبه عسكري فذهبت على عجل ارتديه لتسحب لي صور تذكارية في كاميرا نوع ( بوكس) .

     تعين يونس لاول مرة في ثانوية القوش مدرساً للرياضة عام 1968- 1969 ففرح الطلبة والاهالي معا لكونه حديث التخرج منها، فكان موضع احترام اينما حل مع زملائه المدرسين الشباب امثال: نوري سورو، اندراوس قيا، نجيب اسطيفانا.

     نظرا لخلو بيتهم في مركز محلة اودو وتحت" قمطارها" الشهير من ساكنيه بسبب الاوضاع الاستثنائية، لذلك سكن في بيتنا مقابل كراج النقل وكأحد افراد العائلة، كم كان فرحي به وهو في قمة عطائه وحيويته التي لا تعرف الركون اوالهدوء، كان دائم الحركة والنشاط. عندما كنت في السادس الثانوي كان يصعد الى سطح بيتنا ويتمشى معي ليتحدث احاديث شيقة، كنت اتوقف عن المذاكرة وانا غير آسف على وقتي الدراسي الذي امضيه معه...... تتوالى المواضيع والقصص التي تطول وتتنوع ..... حتى وصول خالي العزيز واستاذي وصديقي يونس اودو لوحده الى نهاية المشوار في 2- 6- 2010، حيث لم يمهله قابض الارواح ليودع احداً في مغتربه المفروض.

سلام عليه يوم فتح عيونه في بلدته القوش

سلام عليه يوم أغمضها في مملكة النرويج

سلام عليه يوم يبعث حياً من بين الاموات!