اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• الطاغية الصغير*

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 نبيل يونس دمان 

 

 الطاغية الصغير*

 

     عندما تبتلي الاوطان بطغاة متجبرين ، يذيقون الناس الويلات ، يطعمونها المـُر، يحصدون الابناء في حروب وصراعات مفتعلة ، يعتدون على النساء والبنات ، فيخدش كبرياء الرجال ، كل ذلك يتم  بقوة العسكر والمال . البعض ينام على الضيم ، والبعض يتصدى ، والامثلة كثيرة باسماء من قتلوا على ذلك الطريق . هذا على نطاق الدولة ، وبالتالي تسلط المزيد من الاضواء ، على تلك الانفس المقيتة التي تتلذذ بضحاياها ، ومع ذلك فلكل جانب شمولي خصوصية ، ولكل طاغية  في الممارسة والشذوذ ، طغاة يفرخهم .

     من هنا تبدا حكايتنا عن الچاويش التركي الفظ ( احمد الصقلي ) ، وسنسميه بالسقلي التي درج اهالي القوش على تسميته بها . في نيسان عام 1915 وضع الاتراك نقطة للجندرمة ( الشرطة ) في القوش ، وعلى راسها العريف المذكور الذي اتخذ من بيت الرهبان مسكنا له ، لقد ابتلت به البلدة في السنوات التالية ، لم يمكث السقلي طويلا فيها ، بل سنوات معدودة ، لكنها تعادل دهرا ً ، بثقلها وبحجم الموبقات والجرائم التي ارتكبها .

      عنما وصل السقلي الى البلدة كان يحمل بيده كفنه ، علامة خوفه من اهلها ، ولكن عنما اكتشف ان القوم تمزقهم الخلافات ، وان كلمتهم غير موحدة ، استطاع بيسر ان ينفذ بينهم ، فتجبـّر ورمى الكفن جانبا ، بل مزقه ، وفرض نفسه بالقوة والارهاب وبتجنيد البعض من ضعاف النفوس ليساعدوه في مهماته ، اُطلق عليهم الجواسيس ( جاشوشي ) فكانوا يصيخون السمع ، ويفتحون آذانهم لكل حديث مهما صغر وكل وشوشة او همس ، ليبلغوا سيد نعمتهم ، وعلى ضوئها يتصرف ويحقق المزيد من السطوة والسيطرة .

     في يوم 17 حزيران عام 1916 وضع السقلي حجر الاساس لبناية مخفر الشرطة ( القشلة ) تقول حوليات دير الربان هرمزد بان جمعا ً كبيرا ً من اهالي القوش وكهنتها وتلامذتها ورهبان الدير حضروا الاحتفال ، ثم اصبحت تلك الثكنة بمرور الوقت مرتعا للجندرمة المسلحين ، وسجنا لتعذيب الاهالي . كان السقلي يقتل بدم بارد ، وعندما يعجز عن القبض على غريمه ، فانه ينكل بافراد اسرته ، اذ طالما عذب العوائل ، ومن اساليبه كي اجسادهم بالحديد المسخن حتى الاحمرار . هتك بالناس واعتدى على اعراضها ، وبعض النساء بلغت بهن العفة والاباء ان اقبلن على الانتحار ، للحيلولة دون الوقوع بيد ذلك الظالم .

 

      تشاء الاقدار ان يكون حاكم بلدتنا ذلك الشديد المتغطرس ، في سنوات الحرب التي كانت اوارها مشتعلة ، ودولة الرجل المريض ( العثمانية ) حليفة لالمانيا ، وبالتالي كانت بحاجة الى وقود من شباب البلدة ، للدفاع عن مناطق نفوذها في اوربا وشمال افريقيا والشرق الاوسط . كانت تجمع الشباب من كل مكان لترسلهم الى جبهات حربها ، هكذا سيق عشرات من ابناء القوش ، ولم يعد منهم ابدا إلا نفر قليل يُعد على اصابع اليد ، فيما هرب الكثيرون الى الجبال ليختفوا في كهوفها وشعابها ، كان وادي الدير العلوي ( الربان هرمزد ) يعج بهم ، وباستمرار يبعث السقلي بجواسيسه وجندرمته الى تلك الاماكن للايقاع ببعضهم . يقول ( ججو چونا ميخا بلو ) في مذكراته بان السقلي ابلغ بصدور عفو عن الهاربين ، فانقسم الجماعة بين مؤيد ورافض ، وكانت النتيجة استسلام 67 رجلا ً ، ساروا الى المجهول . 

     حدثني حبيب ابونا ( مواليد 1912- 2007 ) كيف اعتقل والده يوسف أمام وادي الدير ، عندما كان يلتقي بافراد اسرته ، الذين حرم منهم منذ هروبه من العسكرة ، واقامته في غرفة تابعة لمجمع الدير العلوي ، مع اسطيفو بلو وحنا كتو ( مشمشّا ) ، فارسل الى الموصل مع شهادة كاذبة تقول انه هدد السقلي بالقتل . سيق الى العرفي قرب " السرجخانة " هناك حكم عليه بالصلب ، وكان يرى كل صباح في معتقله عددا من المصلوبين ، فينتابه الحزن والاسى والخوف ، وهطل نبأ انقاذه في اخر لحظة من قبل عمر أغا احد الاشخاص المعروفين انذاك ، فقد كانت والدة المحكوم عليه ، تعمل خادمة في بيته ، فوقعت على اقدامه صارخة مستنجدة باكية ، ولكن اثقل كاهلهم بالكفالة الكبيرة ، التي اضطرتهم لبيع قطعة ارض عزيزة لتغطية ذلك المال .

     اشتهر بالشجاعة رجل اسمه ( ججو رئيس ) إلتجأ ايضا الى الجبل ، ومن هناك أقضّ على السقلي مضجعه ، فباستمرار كان يبعث له التهديدات ، وغالبا ً كان يذبح ديكا ً او قطة ، يعلقها على باب المركز ( القشلة ) او باب بيته ، الذي كان مقابل القشلة في بيت واسع وجميل ، يواجه الجبل من وادي كهف الماء (گپد مايَه ) والبيت تعود ملكيته الى الدير ويعرف باسم ( ملكِدْ ربّانِه ) . كان ججو رئيس يكتب ورقة تحت الحيوان المقطوع الرأس " المصير الذي ينتظرك " فيغلي الطاغية غضبا ً . ومرة اخرى استطاع ان يتسلل الى محل نومه ، فأفرغ كيس التبغ ، وشرب الماء الذي بجانبه ، وترك اطلاقة رصاص وغادر ، مما فسرها وعاظ السقلي بانها تهديد بالقتل من ججو رئيس . اخيرا استطاع السقلي النيل من ججو رئيس ، وبوشاية قبض عليه في احدى خيم العرب وهو في حالة مرض شديد ، فسيق الى الموصل مع معتقلين آخرين ، وبعد مدة قصيرة حكم عليه بالشنق . وليلة اعدامه زارته اخته ( كتي ) المتزوجة من ( اسطيفو دمان ) فطلب منها ان تدس سمـّا ً في عشائه الاخير ، حتى لا يشفي الاعداء غليلهم في قتله ، وهكذا قضى مسموما ً.

     في الستينات كنت جليسا مواظبا لمجلس راوية  اسمه ( منصور حنـّونا ) كان يمتعنا باحاديثه وقصصه وحكمه ، وهو فلاح عادي واجير مؤقت في مواسم الحصاد للقرى والبلدات القريبة . ومن الحكايات التي لا زالت عالقة بذهني ، ما رواه عن فترة السقلي التي عاصرها ، وكيف كان شديدا ً ، لا رحمة في قلبه ، تتشرب فيه العسكرة ونزعة السيطرة حتى النخاع ، ولكن ذلك لم يوقف الشجعان في البلدة من تحديه ، ففي احداها كان قد رَبـّى في بيته خروفا ، في وقت كانت الناس تتضور جوعا ، اما هو فيطعم خروفه الحنطة والشعير ، حتى ترهل من سمنه ، وآن أوان ذبحه ، وما ان انتبه شباب محلة اودو الى ذلك ، حتى تسللوا ليلا الى داره ، وسرقوا منه الخروف السمين ، ذبحوه واستطابوا لحمه الذي لم يألفوه مدة طويلة ، عبثا ذهبت محاولات السقلي في تشخيص الشباب وبالتالي  سومهم العذاب . يستمر العم منصور ويروي كيف ارتقى الشباب مرة اخرى سطح دار السقلي ، وكان قد ترك قـُلــّة ( شَرْبَة) ماء فخارية كعادة اهالي البلدة في الصيف ، وفي ليلة هبت فيها انسام رطبة من الوادي في صدر الاجبل ، تثلج الماء في القلة ، فقام الشباب بالتناوب بشربه ليحرموا منه الطاغية ، ثم ملأوا القـُلة بماء آخر ...... ، وغادروا المنزل ، وفي اليوم التالي ارسلوا له رسالة يسألونه عن الماء الذي شربه من القـُلة ، وهل كان فاتراً أو مالِحا ً ؟ ، يقول الراوي ان السقلي قد جن جنونه من فحوى تلك الرسالة وفقد اتزانه ، وفعل المستحيل لمعرفة الشباب ، ولكن جهوده ذهبت ادراج الرياح .

     وعن محاكماته القرقوشية يروى ، ان احدى ربات البيوت ارسلت زوجها الى بيت الجيران ، ليعير منهم مُنخل ، تلك عادة جارية في البلدة ، فكل واحد يحتاج الى الاخر ، يطلبون المنخل او الغربال او الدواء ، او حتى الدواب لاستخدامها ، او ادوات العمل والطبخ ، دون حرج ففيها المحبة وروح التعاون ، والمنفعة المتبادلة . فكر الرجل والليل قد ارخى سُدولـَه ، كيف سيقطع الطريق الى بيتهم عبر زقاق ملتوي ، وبدل ذلك خطرت بباله ان يعبر عن طريق السطح ، حيث بامكان الرجل ان يعبر عدة اسطح على التوالي دون الاستعانة بالسلالـِم ، هكذا هو نمط البناء في القوش منذ اقدم العصور ، البيوت معظمها صغيرة ومتلاصقة ، وعند محاولته عبور سطح داره الى بيت الجيران الذي كان من عائلة ابونا ، شاءت المصادفات ان يهجم عليه كلب الدار فيعضه في فخذه ، عاد الى داره وهو يضج في صراخه ، دون ان تكتمل مهمته في استعارة المنخل . في اليوم التالي قدم اهله شكوى الى السقلي ، ودون التمعن والتفكير اصدر حكمه السريع ، بتكفل اصحاب الكلب نفقات علاجه ، ودفع اجور المصاب اليومية ريثما يتشافى . اصيبت العائلة بالدوار ، اذ كيف لها ان تدفع ذلك وحالتهم المالية لا تساعد على ذلك ، ولكن امر الطاغية الذي نصب نفسه حاكما لا يرد . هنا تدخل في القضية ،  شماس بارع إسمه زكور ابونا ، يجيد عدة لغات ، كتابة ونطقا ً ، وقد استخدمه السقلي مترجما له في معاملاته الرسمية ، لذلك كان يحظى ببعض الاحترام ، فانبرى يدافع عن بني عمومته وبالشكل التالي : لو كان الكلب قد عض الرجل في الزقاق او امام الدار ، فالحق على صاحب الكلب ، اما وقد وقع الحادث ليلا وعلى سطح دار عائلة آمنة ، فقد كان الدافع للتجاوز على دار الجيران بهدف السرقة ، وقد علمت ان العائلة فقدت ما ادخرته من المجوهرات ، وليس الشخص الذي داهمه الكلب ، سوى لص تسلل وسرق حاجيات ثمينة من الدار . بهذه الافادة الحكيمة القاطعة ، تغيرت وجهة نظر السقلي لغير صالح الرجل ، ولكن تدخل الناس جعل السقلي يأمر بتسوية المشكلة بين الطرفين ،  فتراجع الرجل عن المطالبة بالعلاج والأجور المترتبة ، وتنازلت العائلة الاخرى عن ما سرق منها ( الحقيقة لم يسرق شيء ) . هكذا ادت براعة الشماس زكورابونا ، الى انقاذ الأسرتين من ابتزاز السقلي واحكامه التعسفية .

     في تلك السنوات ايضا دخل الشاب شيشا صادق كولا المدرسة العسكرية في الموصل وبعد التدريب لمدة ستة شهور، تقررارساله الى استنبول لتكملة دراسته في الكلية الحربية ، وعند وصوله مع مجموعة الى قرية ( كرّاني ) في منتصف المسافة بين الموصل ودهوك ، اطلق ساقيه للريح باتجاه جبل القوش ، هناك التحق بمجاميع الهاربين ، وعندما وصلت تلك الانباء الى السقلي ، قام بعمل دنيء ، فوضع في السجن زوجة المذكور الحامل بإبنها هرمز ، وحالما سمع شيشا بذلك نزل من الجبل وسلم نفسه للسقلي ليحل على الفور محل زوجته ، وبعد ايام نزل والده صادق الذي كان من وجهاء البلدة الى الموصل ، وقصد بيت ( قاسم الصابونچي ) المتنفذ انذاك ، وروى له ظلم السقلي واخر افعاله ، فتاثر الصابونجي بما سمع واتصل على الفور بوالي الموصل ، الذي قرر نقل السقلي الى بلدة بخديدا ، وهكذا طوت القوش صفحة من صفحات مآسيها .

    اما نهاية السقلي فكانت توازي ما جنته يداه ، فاعادت البسمة الى الشفاه ، وسرّت كل من سمع بها ، واعادت الكرامة الى اهلها ، ان المثل الدارج في القوش يقول ( بيشا لكَبيل متعوسه ) ومعناه لا داعي لايقاع الشرير. هكذا بعد كل ما اقترفه هذا الطاغية الصغير بحق الامنين المسالمين من اهالي القوش ، عاد الى البلدة بعد ان سرح من عمله ، وكذلك سرح العرفاء الذين اعقبوه في البلدة : كل من محمد حمزة ورشيد چاويش ( ابو يونس ) ، مع انتهاء الليل العثماني الطويل ، ودخول الجيوش الانكليزية العراق ووصولهم الموصل في مطلع عام 1918. هذه المرة لم يعد اليها عسكريا ولم يتبعه حراس او جاندرمة ، بل كرجل اعمال زراعية ، وقد كان ضامنا اراض ٍ زراعية في قرية الجراحية المجاورة ، وحل موسم الحصاد ، فقصد القوش ليؤجر بعض العاملات في حصاد حقل العدس ، يقال ان امراة مسنة رات السقلي يتوسل لمن يعاونه في الحصاد ولم تستجب أي واحدة منهن ّ، قالت له " يا أحمد چاويش : الدنيا دوارة " فخفض رأسه علامة الايجاب ، ورجع الى الجراحية مكتفيا ببعض العاملات من المنطقة .

      السقلي يعود لرعاية اعماله واستثمار امواله ، متناسيا ان لهذه الدنيا قرار، بان لا يستكين المظلومون للظالمين الى ما لا نهاية ، لقد شقت الاحداث العاصفة مَجْرا ً تاريخيا جديدا للاحداث ، فمن الاحتلال التركي البشع ولمئات السنين ، الى الاحتلال الانكليزي ، وبوادر تأسيس الدولة العراقية الحديثة ، في تلك الفترة الانتقالية من اوائل صيف 1918 قادت السقلي قدماه الى المنطقة التي كرهته ، وهو لا يملك علما او ثقافة او أدبا ، بل متمرس في سحق الناس الى ما استطاع ذلك سبيلا . في فترة وجوده على راس القوة المسلحة ، لم يستطع ابناء البلدة الغيارى بل لم تسنح لهم الفرصة والظروف في شفي غليلهم منه ، ولياخذوا حقهم العادل بانفسهم ، ولكن الله سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل ، ويشاء ان يبعثه اليهم بشحمه ولحمه . ما ان سرى خبر قدوم الطاغية ومغادرته بخفي حنين ، حتى اضطرمت النار في قلب احد ابناء البلدة الغيارى ، واسمه عيسى ميخا قلو ( الملقب عيسى زقـّانه ) ، فخرج كالسهم من البلدة متجها صوب قرية خورزان ( خورزايه ) وفيها كانت تعيش بعض العوائل الاشورية ، فطلب منهم مساعدته في الامر الذي يشغله ، وعلى الفور التحق به كل من گليانا رابا ( الكبير ) ، گليانا زورا ( الصغير ) ، تيودوروس ، عوديشو ، وزيا ، فاتجهو جميعا الى قرية الجراحية ، كانوا فتية معروفين بالمنطقة بشجاعتهم ، خصوصاً الاخوين گليانا وتتناقل الناس اخبار مغامراتهما . هؤلاء الابطال تحمسوا لعرض ابن القوش ، الذي لم تنم له عين والسقلي في الحياة .

     وصلت المجموعة الى اطراف قرية الجراحية ، وهم متمنطقين بصفوف الذخيرة ، وعلى اكتافهم بنادقهم الرشيقة ، ووضعوا خطة محكمة ، فجلس كل من تيودوروس وزيا وعوديشو في وضع الإسناد فيما هاجم الثلاثة الاخرين ، وبعملية هجومية مسلحة تمكنوا من القاء القبض على السقلي ، وقد تمكن ولده  (علي ) من الهرب باتجاه مدينة الموصل ممتطياً حصانه الجامح . استسلم السقلي مذعورا وظل يرتجف بين ايديهم كالفأر ، توسل بهم ان لا يقتلوه ، واصبح يقبـّل اقدامهم امام مراى الناس واستبشارها ، قالوا له " لا داعي للقلق ، فلن نقتلك ، بل نريدك ان ترافقنا لامر هام يتعلق بالزراعة والتجارة وزيادة اموالك " . سار معهم مرتابا ً ، وهو في قبضة اكفهم الحديدية التي من المستحيل ان يلقى باب النجاة .

     آن للسقلي الظالم ان يدفع فاتورة حسابه ، واستهدافه للمسيحيين الامنين ، آن له ان يرد الاعتداءات على الامهات والاخوات ، وتعذيب وقتل الرجال في سجون الولاة والباشوات بالموصل ودهوك ، آن له ان يرد على قتله للشاب اسطيفو برنو( الملقب بالشيخ شابو) الذي كان يسلك طريق الجبل (گليه د قپله ) هربا من ظلمه ، وقد خلف اطفالا صغارا عاشوا في قرية كرمليس . هكذا اقتاد الابطال الثلاثة السقلي كالكلب المسعور ، الى حافة نهير صغير يجري بين قرية النصيرية والجراحية ، ذكروه بجرائمه وفضائحه ، ثم اعطوه الجزاء العادل وبالطريقة التي يستحقها ..... اطلق اهالي المنطقة فيما بعد اسمه السيء على ذلك الوادي واصبح يسمى وحتى يومنا هذا بإسم ( وادي السقلي ) ليكون عبرة لكل مستكلب حاقد ، وناقوسا ً ينبه كل حاكم فاسد ، وعاد الظافرون ليبشروا البلدة القوش والقرى المحيطة ، بنهاية الطاغية المتجبر، على اكُفـِّهم الخضراء .

 

يتمترس عيسى قلو احد ابطال القوش خلف صخور الجبل في موضع كهف المياه ( كبد مايه ) عام 1931

 

 

* فصل من كتاب" حكايات من بلدتي العريقة" نشر عام 2008

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

10- 22- 2010

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.