اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• لتكن مطاليبنا واقعية

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

نبيل يونس دمان

مقالات اخرى للكاتب

·        لتكن مطاليبنا واقعية

 

     ما ان سرح خيال احدهم بمنح منصب سيادي للمسيحيين في الحكومة الجديدة حتى دبج البعض مقالات حول هذا المطلب غير الواقعي. صحيح هناك اقليات سكانية في بلدان اخرى وفي ظروف متباينة تبوأت مناصب سيادية منها على سبيل المثال الهند التي اختارت رئيسا من الاقلية المسلمة لعدة دورات واولهم كان ذاكر حسين( 1967- 1969) والاتحاد السوفيتي السابق اختار رئيسه من الأرمن واسمه انستاس ميكويان( 1964- 1965) والشيء بالشيء يذكر عندما زار أنستاس ميكويان العراق استقبله الزعيم عبد الكريم قاسم في بغداد عام 1959م ورحبت به الجموع المحتشدة آنذاك بأهزوجة( ميكويان، أهلا بيك، شعب كريم يحييك).

       اما العراق فظروفه مختلفة، فلا يزال البلد في صميم الازمات، ولا زال على شفير الحروب الطائفية والمناطقية، ولا زال البعض رافضاً واقع العراق الحالي، ومنهم البعثيون الذين يرفعون السلاح وبكل ما يملكون من حذاقة في التخطيط والتنفيذ، يسرحون ويمرحون مختارين الاهداف السهلة ذات الصدى الاعلامي، وموغلين في ارتكاب الجرائم التي لهم موروث سابق فيها( المقابر الجماعية مثالاً) ولهم معلومات استخباراتية ومعرفة في التفاصيل الدقيقة لحياة الناس، وكذلك لهم القدرة على التلون كالحرباء ليس اخرها ركوب موجة الاصولية والسلفية منذ الحملة الايمانية اواسط التسعينات.

     نحن بحاجة الى رمز يمثلنا في الحكومة وسيمثلنا سركون لازار في جلسات مجلس الوزراء القادمة. لقد كان لدينا وزيرين للصناعة وحقوق الانسان فماذا فعلا لوقف نزيف الهجرة او للحد من الجرائم المرتكبة بحق شعبنا، انا لا اشك ابدا باخلاصهم وبمهنيتهم ولكن المسألة لا تحل بالمناصب، بل بتوفير الامان في المناطق الساخنة التي ترتكز اليوم في بغداد والموصل ووقف الهجرة ووقف الجرائم المتواصلة ضد شعبنا بالجهود الذاتية او بالتعاون مع الحكومة او باستمالة عطف واسناد الرأي العام العالمي.

     عندما يشغل مسيحي منصب نائب رئيس الجمهورية او نائب رئيس الوزراء مثلاً، سيكون شاغله الاول العراق عامة: من الامن المتردي، الى مشاكل الفساد المالي والاداري، الى تسريع العملية الاقتصادية، الى ضغوط الدول الاقليمية وتدخلاتها في الشأن الداخلي وغيرها، فانّى له في اختيار الوقت المناسب لطرح هموم شعبه المسيحي، وهل الظروف الحالية الصعبة التي يمر بها العراق تسمح للمجلس ان ينصت اليه، باستثناء عند الاستهدافات المباشرة لشعبنا كالجريمة التي ارتكبت في كنيسة سيدة النجاة، ان مشاكلنا لا ترحل ولا تصدر ولا تجد حلا على ابواب السلطان، بل تحل من داخلنا في الاساس، بتوحدنا اولاً واخيرا.

     انتم ايها السادة منشغلون بهاجس التسميات الذي هو مرض لا شفاء منه، وكذلك بالغنائم التي تحلمون بها، لكن من يجهد حقا من اجل شعبه عليه ان يكون في الطليعة بالصمود والتضحية عندئذ يصدقه الناس وينصتوا اليه، انتم لا تنظرون الى حامل المنصب على اساس كفاءته وجرأته وقدرته على كسب التأييد لمواقفه بل تنظرون الى اي لون ينتمي وبالتالي يرتفع زعيقكم بانه يهمشكم ويفرض الوصاية عليكم، كفى ترديد هذه النغمة النشاز، بكم فقدنا الكثير وباستثنائكم يتعافى وضعنا وتفرض ارادتنا نظرا لما نمتلكه من قدرات التأثير والاقناع، هناك مطلب ايقظ مشاعرنا وان كان صعب المنال لكنه حري بالمناقشة الا وهو ايجاد ملاذ امن للمسيحيين، فعندما صرح الطالباني بانه لا يمانع من قيام محافظة مسيحية حتى سارع الخيرون الى لمّ الشمل وتوحيد الخطاب والاجماع في مجالس واحزاب شعبنا.
    قبل ان اختتم كلامي اربط فكرة الموضوع بقصة سمعتها وانا صغير عندما واظبت الجلوس في ديوان المرحوم منصور حنونا( المتوفي عام 1967) ومما رواه، ان النبي موسى كان يجلس في سوق البلدة فياتي اليه المعذبون ليوصل مظالمهم الى الله، هكذا اوصاه احدهم بحمار لنقل الحطب الذي يجمعه لايام الشتاء القارس، اوعده النبي موسى بان يطرح موضوعه في اول اجتماع له بالرب على الجبل، عندما خاطب موسى الرب عن ذلك الفقير الذي ينقل حطبه على ظهره وانه بحاجة الى  حمار، رفض الرب الطلب قائلاً( يا موسى انا اعرف شغلي) وتتكرر الاسابيع ويلح الرجل على طلبه كلما التقى موسى، وموسى يعيد طرح الموضوع، الى ان قال له الرب يوما اذهب فقد استجبت للطلب مقابل منح جاره حصانا، فشكر موسى الرب وفي اول ظهوره في سوق البلدة جاءه كالعادة الرجل فاتحا فمه منتظرا الجواب، فرأى وجه موسى مبشراً: لقد استجاب الرب الى مطلبك في الحمار الذي سيريحك وبالمقابل اعطى جارك حصاناً، هنا اغتاظ الرجل وتحولت فرحته الى شكوى وتذمر، صارخاً: في اول لقائك يا موسى بالرب قل اني ارفض الحمار ولا تعط لجاري الحصان.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

December 24, 2010

 

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.