اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• وداعاً الشماس يلدا ابونا

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

نبيل يونس دمان

مقالات اخرى للكاتب

·        وداعاً الشماس يلدا ابونا

 

     جذبني الى الشماس الراحل يلدا ابونا( بدو) كلمته القصيرة في حضرة الراحل الآخر توما توماس عام 1994 تخللتها كلمات الاعتزاز بتراث الاباء والاجداد، وكذلك ذكريات الطفولة التي جمعتهم في مدرسة مار ميخا في الثلاثينات من القرن الماضي، عندما كان مديرها الاستاذ الموصلي سعيد ججاوي، ومن هنا ابتدات علاقتي به، في ديسمبر عام 2000 القيت كلمة ترحيبية بقسيس عين سفني( الشيخان) مطران القوش الحالي مار ميخائيل مقدسي وكان الشماس حاضرا وعند نزولي من المنصة طلب مني الكلمة، فاعطيتها له على الفور، ثم توالت زياراتي الى بيته الذي خصص فيه غرفة اشبه بمكتب فيها مجموعة من الكتب واكثرها باللغة الارامية العريقة، وشجرة عائلة بيت الأب( عمون) التي يتسلسل منها فقيدنا، تلك العائلة التي اعطت عشرات بطاركة كنيسة المشرق واضعافهم من المطارنة والقسس والشمامسة على مدى خمسة قرون، وكذلك رأيت في بيته صورته الشخصية وهو بزي المظليين في جيش الليفي في الاربعينات، وكذلك صورة كبيرة ملونة للبطريرك الشهير والمثير للجدل مار يوحنان هرمز( 1760- 1938) ومجموعة من الملفات والاشعار والاوراق فيها الكثير من روائع ما جمعه في حياته وما دونه يراعه الاصيل.

     كنت كلما اتجاوز عتبة داره في مدينة( سترلنك هايت) يخرج لاستقبالي ويلقبني على الدوام باسم( نبو) دلالة الاحترام الذي كان يكنه، وعنده احيانا التقي بزملاء له فيصبح مجلسنا اجمل واوسع. لقد روى قصة اصابته بمرض جلدي في صغره والذي عجز اطباء معروفين في الموصل من علاجه، حتى اوصوا اهله ان يعودوا به الى القوش ليقضي ايامه الاخيرة في فراش بيته، ومن تلك المأساة التي احاقت به اقبل الطبيب الشعبي كوريال اسطيفو اودو( والد أمي) ليجري عليه عملية اخيرة تتكلل بالنجاح ويعيش هذا العمر الطويل الذي بلغ( 88) سنة، قضاها في كنف اسرة سعيدة وبين معارف واصدقاء يحيطون به على الدوام، وفي الكنيسة كان سباقا في خدمة الرب بقدراته في اللغة الارامية وفي آدابها وسجعها.

     لا استطيع في هذه الحالة ان اصف مشاعر حزني على الشماس الطيب من بيت ابونا العتيد، ولا يسعني الا ان اعزي الاكليروس والقسس والرهبان والعائلة والاولاد والاحفاد وكل اقربائه المنتشرين في اصقاع البسيطة، منشدا للجميع الصبر والسلوان، واود القول ايضا باني كنت على مدى السنين الماضية أشير الى إسمه كأحد مصادر معلوماتي التراثية المتواضعة، ولا زلت احتفظ بعشرات الوريقات* التي كان يصورها لي بفرح وطيب خاطر ودعوتي على الدوام الى زيارته، اضافة الى سماعي الدائم لاشعاره وترانيمه الجميلة التي مصدرها ينبوع طقوسنا النهرينية وحضارتنا التي هي ام حضارات الدنيا، فالى المجد والنعيم في نومك الابدي يا صديقي! ايها الانسان المجبول بالعمل والجد والاخلاص.

* صورة لاحدى اوراقه الموجودة في حوزتي:

 

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

January 01, 2011

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.