اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

مذكرات مطران زاخو ودهوك مار طيمثاوس مقدسي- الجزء3// نبيل يونس دمان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

نبيل يونس دمان

 

عرض صفحة الكاتب 

مذكرات مطران زاخو ودهوك مار طيمثاوس مقدسي- الجزء الثالث

نبيل يونس دمان

 

مقدمة:

فيما يلي مذكرات مطران زاخو ودهوك الأسبق مار طيمثاوس إرميا مقدسي المولود في القوش 1847 والمتوفي في زاخو 1929. لقد زودني بهذه الأوراق الشماس المرحوم حنا شيشا كولا عام 1996 والتي مجموعها 28 ورقة مكتوبة باللغة السريانية، احتفظت بها طويلاً وعندما حان وقت تعلمي الابتدائي للغة آبائي واجدادي شرعت بمراجعتها وانا ألاقي صعوبات كبيرة في قراءتها. استعنت بالأخوين العزيزين نشوان الياس خندي المقيم في لندن والشماس خيري داويذ تومكا المقيم في كندا، وقد اتقفنا بان في هذه الاوراق ناقصة، وكذلك هناك شخص آخر شارك في كتابة بعض اوراقها وهو الشماس سليمان مقدسي ابن اخ المطران طيماثيوس. رجعت الى الصديقين داود وفيليب اولاد الشماس حنا شيشا كولا لأطلب منهم البحث عن تلك الاوراق مرة اخرى، فبحثوا عنها وارسلوها مشكورين، وقد لاحظت تطابقها مع الاولى، وانها مضطربة التسلسل فاجتهدت في اعادة ترتيبها زمنياً ما استطعت، وترجمتها الى اللغة العربية بإمكاناتي المحدودة. واني اذ انشرها حتى يطلع عليها كل من يريد معرفة ما حصل لمسيحيي زاخو وضواحيها في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين وحتى انتهاء الحرب العالمية الاولى التي سميت محلياً بسنوات ( السفر برلك) وأضيفُ عليها كلمة العجاف.

(3)

     الطيبة التي يتّكلون عليها، الّا هؤلاء المذكورين رؤساء زاخو، لم يعملوا ما طُلب منهم، الا بدل ان يساعدوهم ويساندوهم. ادخلوا العسكر وإعتقلوهم حتى موعد صلاة العصر، ثم اطلقوا سراحهم: عندئذ سمحوا لهم بجلب اطفالهم وأغراض بيوتهم وأشياء اخرى الى المطرانية. حالاً ذهبوا بسرعة وجمعوا اغراضهم وحيواناتهم والأشياء التي استطاعوا جلبها بسبب حلول الظلام، وعندها اصبحت نصف أغراضهم في البيوت، لكنهم خلّصوا انفسهم من الخوف.

     عند ذلك ايضاً اهالي زاخو، رؤساؤهم مع الحاكم، تشاوروا ان يبعثوا في طلب الرجال الموجودين في قرية بَرزورا* ليحرسوا القرية من اللصوص وأمور اخرى، بسبب انهم كانوا معتمدين عليهم، اهالي قرية بيدارو** كانوا ايضا معتمدين عليهم كثيراً وينتظرون الرحمة والمساعدة منهم في كل وقت: ولكن هؤلاء الاشرار والظالمين في تلك الليلة هجموا على بيتين، فكسروا ابوابها وسرقوا واخذوا لانفسهم كل شيئ وجدوه بدون خوف ولا خجل ولم يتركوا شيئاً.

     عند ذلك ايضاً وفي تلك الليلة صار هروب: وكانت ليلة الأحد، وأهالي وسطا وتِلقِبّن، جاءوا وإختفوا بين البساتين. لانهم كانوا يتصورون بان القرية لم تخرب بعد، وفجر الأحد كانوا ينتظرون صوت الناقوس من الكنيسة. وبعد ذلك يعبرون الماء من هذه الجهة، لان بساتينهم من الجهة الثانية للنهر، وكانوا معّولين على هذه.

     عندئذ عبر بعضهم النهر بقوة وإقتدار سباحة ودخلوا حوالي اربعة منهم، وفي الحال قتلوا بدون رحمة. وبموجب ما كانوا يتصورون، عندما لاح الفجر صاروا يعبرون النهر، قاموا بضربهم بالرصاص من بنادقهم، وطشروهم في السهول حتى وصلوا الى زاخو وهم في خوف ورعب كبيرين.

     عندما كنا جميعاً متجمهرين في المطرانية، حيث لم يكن هناك موضع قدم لا في الحوش ولا في السطح، وبعضهم في زاخو. عندما سمعنا بهذا الظلم: انتاب قلوبنا حزن شديد، وسرى في اجسادنا ومفاصلنا الضعف الشديد والوهن. ايضاً في يوم الأحد قتل منصور برزايي، عندما كان ذاهباً لتفقد بيته الكائن بين محلة*** وبيدارو قبل شروق الشمس. بعد ان سمعنا القداس وغادرنا خارجين: وإذا بخبر يصلنا، بان اهالي فيشخابور  قتلوا ايضاً على يد الميرانيين**** الذين خانوهم .

     عندما جاءوا اليهم قبل ذلك، وقالوا لياقو رئيس القرية والقس توما وباقي الرؤساء المحترمين: نحن معكم اصدقاء من الزمن الماضي جيران ونعرف بعضنا، ومرات عديدة تناولنا الطعام في بيوتكم، ونحن نريد ان نعمل معكم معروفاً. هكذا خدعوهم وتحايلوا عليهم بكلام كاذب، وقد صدقوهم ووثقوا بهم.

     وقالوا لهم بان سلطان البلد يهددكم ويريد ان يضيعكم كما ضيع بقية المسيحيين وخرّب قراهم، وكل ما كان عندهم سرقوه. ولكن نحن بسبب عطفنا ورحمتنا التي هي موجودة عندنا، والتي هي معروفة عندكم جئنا لنخلصكم من هذا البلاء الذي شملكم، بشرط ان تأتون بكل شيء الينا، انتم والدواب والأغنام، سنكون من يخلصكم من الضيق والمشاكل والاحداث. عندما صدقوهم بدأوا بايصال اهالي بيوتهم من النساء والأطفال والأشياء الباقية. ايضاً ياقو رئيس القرية عبر لأنه صدّق وعودهم ومواثيقهم، في الحال ارسل خبراً الى اولاده الثلاثة حتى يجلبون أغنامهم التي كانت في ذلك الوقت عند السليفانيين جنوب قريتهم طريق ثلاث ساعات من المشي بالأرجل. عندما ذهب هؤلاء الشباب في الطريق، وهم باقون يسألون ويطلبون منهم ان يعبروهم للجهة الثانية لنهر دجلة، وعبروهم الى جهتهم، على أمل ان يتخلصوا من الخوف الذي كان يحيط بهم ويحاصرهم: وفجأة جمعوهم على طرف، وشرعوا في القتل. اما النساء فقد قسمّوها بينهم.

     هؤلاء الذين كانوا شباباً أصحاء وقلوبهم قوية، وجدوا لأنفسهم طريقاً جيداً، فرموا أنفسهم في النهر وبواسطة السباحة خلصوا أنفسهم من القتل. في ذلك العمل الذي ارتكبه الظالمون، وضعوا قانوناً، ان لا يرموا بالرصاص الى جهة النهر أبداً، بسبب حادث قتل فيه أحدهم، عندما كان يسبح في الماء. هكذا خرج الباقون منهم، وأطلقوا نداء الإستغاثة بقرى السليفانيين وتخلصوا من القتل. ايضاً هرب الآخرون من القرية، كانت الصعوبات والمعاناة التي تحمل هؤلاء المساكين منها الكثير، حتى وصلوا الى مكان هو موطن للسلام والأمان.

     ايضاً الآن نرجع نفكر كيف وقعت برؤوسنا المعوقات والخوف وقطع الرجاء من هذه الحياة، والأهوال التي رأتها عيوننا، لا استطيع التكلم فيها قط. عندما بلغنا يوم الثلاثاء الذي يوافق 13 تموز من بعد ما صلّينا العصر، جماعة كانوا كلهم في الحوش من مختلف المناطق المجاورة. وجلس المطران طيماثيوس على كرسيه في الايوان، اوعز الى احد الشمامسة ان يتلوا عليهم قصيدة، وبدأ الشماس منصور ينشد امامه وامام الجميع نشيد الآباء الوحدانيين، هؤلاء الذين يسموهم بالقديسين والشهداء، والجماعة كلهم سمعوا واشتد حزنهم.

     ايضا المطران غمره الحزن فبكى للمظالم والمآسي ضد الشعب المسيحي، كيف ستكون النهاية. عندما كانوا متجمعين هكذا، وعلى حين غرّة وصل احد المرسلين من لدن محمد أغا وهو يقول: في هذه الليلة الشرنخيون جاهزون للهجوم وقتل المسيحيين ومعهم اهالي زاخو قد جهزوا انفسهم للقتل والنهب، او يعطوا لي من بدالكم مبلغ 1000 ليرة عثمانية. اذن هم قريبون لعبور الماء. وقال ذلك الأغا المذكور آنفاً: احسن لكم ان تدخلوا المدينة. عندما سمع المطران والجماعة المتجمهرة هناك، وقع فيهم الخوف والهلع، وكل واحد بدأ على عجل بإخبار اهل بيته: ان يهربوا الى زاخو على وجه السرعة ودون توقف. هكذا لم يمضِ إلا وقت قصير، حتى فرغت باحة المطرانية، والتي كانت ممتلئة حتى آخرها. ايضاً المطران ومن الخوف ترك ونسى كل شيء. بأرجله ذهب ولم ينتظر ان يلبس حتى جبّتِه، وعندما كان لابساً القباء الليلي خرج ولم يضع القلنسوة في رأسه.

     عندما كنت انا خارجاً الى البيت المجاور عند الاغنام والحيوانات: جاء نحوي كوريال احد مستخدمي المطرانية وقال لي: يا أخي سليمان! استعجل جهز الفرس حتى نذهب الى زاخو. وانا لم اعرف شيئاً قط! حتى جئت الى المطرانية، وإذا القس ابلحد الموقر في عجالة وقد تأخر في إغلاق الابواب، صاح علي وقال: إذهب واخرج الأغنام والحيوانات حتى نهرب. لان القتلة قد وصلوا الينا. الشمس كانت غاربة من زمان، وقد حلّ الظلام. غلقنا الابواب ومضينا، لم يبق احد في المحلة غيرنا، بسبب اهالي المحلة قبل ثلاثة ايام تركوا بيوتهم.

     وعندما وصلنا الى الخان الذي كان مبنيّاً على فوق الماء، خرج امامنا قاطعاً الطريق احد المسيحيين الذي كان يخدم احد رؤساء المنطقة، وقال لنا: اذا تقدرون تنقذون المطران، هي أفضل بكثير من بقائكم هنا، لان في هذه الليلة، هناك مخاطر كبيرة وخوف كما سمعتُ. عندئذ جاوبناه وقلنا له: كيف يمكن ان يحدث ذلك؟ كل القرى المحيطة بنا حاضرة الآن للتجمع هنا، اذن لا وقت لدينا ولا خلاص لنا سوى السجود على الرُكبتين وطلب الرحمة الوفيرة من الله. بعد ذلك ذهبت انا الى بيت ميناس يوآنيس، والقس ابلحد ذهب الى بيت الحاكم، لان هناك كان يتواجد المطران مع باقي الكهنة الذين شوهدوا هناك: القس يونان، القس بولص بيدارو، والقس ايليا الديري لتلقبن، وقس انطون لوسطا. وقد كانوا موجودين عند الحاكم ليلوذوا وينقذوا أنفسهم من القتل.

 

الهوامش:

* قرية تقع شمال زاخو، وتبعد عنها انذاك حوالي 11 كم

** قرية تقع غرب زاخو، وتبعد عنها انذاك حوالي 3 كم

*** حي في زاخو

**** قبائل كردية معروفة

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

كاليفورنيا في 23 اذار مارس 2021

يتبع

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.