اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• حكاية الشيخ زلنطح .. ووجهاء القبيلة

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

عصام شابا فلفل

حكاية الشيخ زلنطح .. ووجهاء القبيلة

 

18 – 6 - 2006

 

الوجهـــاء .. مصطلح جميل يطلق على شريحة من ابناء قرية او قبيلة او عشيرة ما ، وهم رجال يتميزون بصفات النبل والكرم والشجاعة والخلق القويم وفداء النفس حين البأس من اجل كرامة ابناء قبيلتهم او عشيرتهم ، لذا فامثال هؤلاء هم بحق وجهاء لتلك الفئة من الناس ويمثلونهم حين يتطلب منهم ذلك سواء كان ذلك في المحافل الرسمية ام غير الرسمية ، والمواطنون يطمأنون على مستقبلهم ومستقبل ابناءهم بوجود هؤلاء النزيهين في عشيرتهم .. وفي الاونة الاخيرة برز مصطلح الوجهاء على وجه الغمر دون ان يعرف الكثير منا معناه وكيف ومتى ولمن يطلق ..!!

 

اذ ان الكثيرين منا يتصورون بان مصطلح الوجهاء يطلق على الناس الاغنياء واصحاب رؤوس الاموال فقط دون غيرهم ودون الرجوع الى السلوك الشخصي لهؤلاء او الى اخلاقياتهم في المجتمع قديما وفي الوقت الحاضر وما هي الطريقة التي كسبوا بها كل تلك الاموال ، غير ابهين بكون هؤلاء سيضرون بالمجتمع ضررا كارثيا يصعب التنبؤ بنتائجه ان اصبح امثالهم وجوها للمجتمع او في مناصب ادارية عليا ، فان كانوا غير مؤهلين لقيادة عوائلهم اولا .. فكيف يستطيعون قيادة المجتمع..؟ وبمناسبة ذكر الوجهاء تحضرني حكاية طريفة تتطرق الى نفس الموضوع تقريبا وهي حكاية [ الشيخ زلنطح ووجهاء قبيلته ] ...مع خالص اعتذاري وتقديري الشديدين لكل الشيوخ والوجهاء الحقيقيين الاشراف في كل بقعة على الارض ..

 

يحكى انه كان لشيخ احدى القبائل البدوية ولد عاق اسمه { زلنطح } ، سيء الطباع . دميم الخلق ، فاسد السريرة ، كان ينظر الى ابناء القبيلة بانهم اقل مستوى منه وانهم ليسوا الا عبيدا له ، وكانت لا تمر مناسبة الا وينتقم من ابنا ءالقبيلة بصورة او باخرى .. وكان الناس يخشون ايصال الخبر الى والده خوفا من بطش وجور زلنطح ..

 

وفي احد الايام خرجت بنات القبيلة كعادتهن الى ينبوع الماء القريب من مضارب القبيلة للأغتسال ومليء جرارهن ، فما كان من زلنطح الا ان هجم على احدى الفتياة واغتصبها عنوة امام صديقاتها ، وامعانا في جريمته استل خنجره وغرزه في صدرها فقضى عليها في الحال وسالت دماؤها البريئة تسقي ارض القبيلة بغزارة .. وهنا وصلت اخبار الجريمة الى مسامع الشيخ وابناء القبيلة بسرعة فائقة ، فاصدر الشيخ حكمه فور وصول الخبر بالموت على ابنه زلنطح معلنا مكافأة غالية جدا لمن يستطيع ان ياتي براس زلنطح الى ديوان الشيخ ، اما زلنطح فقد استطاع الهرب من بطش والده لأنه علم بان غضب والده يعني موته ، وفي ليلة ظلماء تسلل زلنطح الى مضارب القبيلة ومن ثم الى مخدع والده فاجهز عليه بطعنة نجلاء في صدره ، ثم انسل خارجا وتوجه الى خيم الوجهاء فذبحهم جميعا وهم نائمين ..

 

وفي الصباح الباكر كان هول الصدمة عنيفا على ابناء القبيلة بسبب مقتل شيخهم الكريم ووجهاء قبيلتهم الشرفاء واستيلاء زلنطح المجنون على ديوان شيخهم النبيل عنوة ، فانهزم العديد من ابناء القبيلة الشرفاء خوفا من بطش الشيخ المعتوه وبقي في العشيرة الذين لا حول لهم ولا قوة من الفقراء والمساكين ينتظرون الفرج القريب من الباري عز وجل .. وهنا انفتحت قريحة زلنطح الى انشاء مجلس وجهاء جديد للقبيلة ، فارسل في طلب الرعاع من الازقة والحارات ، فحضر الى ديوانه من حثالة المجتمع مثل السارق والقاتل والسكير وسمسار النساء وخائن الامانة والضمير وكل المنحرفين والجبناء ،

 

وبعد حفلة غداء فاخرة ، اراد زلنطح اكرام ضيوفه فوهب لكل منهم دشداشة جديدة من نوع ( الزبدة) وغطرة ( حطاطة) بيضاء من الحرير الصيني وعقالا مصنوعا من المرعز العربي ونعلا جديدا وسيفا وبندقية وقال لهم ( انتم الان وجهاء القبيلة وتمثولنها في كل المحافل) .. ثم بعد ذلك وهب لكل منهم حمارا وبردعة ( سرج الحمار) وقال ( ان الحمار هذه الايام هو اهم من الفرس ، فهو صبور وليست له كبوة مثل الفرس ، وحين تركبه تحس بالامان اضافة الى انه يذهب الى المكان الذي ترغبه دون ارشاد .. لذا فانتم الان اصبحتم فرسان الشيخ زلنطح والقبيلة ) .

 

فرح الرعاع كثيرا بتلك الهبات وتوهموا فعلا بانهم اصبحوا الان فرسانا ووجهاء للقبيلة .. وهنا لا ينطبق عليهم الا مثل ذكره شاعرنا الخالد ابو الطيب المتنبي في احدى قصائده وهو

 

..(ان الزرازير لما طار طائرها توهمت انها صارت شواهينا)

 

لذا ومن منطلق كونهم قد اصبحوا (وجهاء القبيلة ) فقد اخذوا بظلم الناس وسلب اموالهم وامعنوا في الاعتداء على اعراضهم ، ولا يهمهم من امور القبيلة سوى حضور العزائم والولائم يقيمها لهم من هم على شاكلتهم .. لذا فقد ذلت القبيلة وابناءها بسبب هؤلاء الوجهاء المزيفين ... ولكن بعد اشهر معدودة من هذا القهر والظلم ، ما كان من ابناء القبيلة النبلاء الذين غادروها حين اعتلى زلنطح عرش الشيخة ، الاّ ان عادوا ثائرين بكل قوتهم ودخلوا مضارب القبيلة ،

 

وهنا ظهرت بطولة الرعاع... حيث انهزم الشيخ المزيف زلنطح ووجهاءه هربا من قوة الثوار وانتقامهم ، فما كان منه الاّ ان اختبأ وجماعته في اسطبل الحمير الذي يملكه .. وهنا اخذ ينصح وجهاءه نصائح ما بعدها نصائح اذ قال لهم ( كل منكم يضع بردعة حماره على ظهره ، وحين يدخل الناس عليكم انهقوا جميعا كما تنهق الحمير ، وبهذا سوف تتوهم الناس بان الموجودين حميرا وليسوا بشرا وبهذا تتخلصون من الموت ، اما انا فسأذهب واتيكم بالنجدة واخلصكم من هؤلاء ) ،

 

فانهزم زلنطح وترك هؤلاء الاغبياء في الاسطبل ، ثم جاءت الجموع الغاضبة ودخلت الى الاسطبل فنهق الموجودين تحت برادع الحمير جميعا ، فما كان من الناس ووجهاء القوم الحقيقيين الاّ ان اعادوا سيوفهم الى اغمادها وقالوا لهم عبارة لعلنا ان سمعناها نحن سنستفيد ولو نزرا يسيرا من معناها وهي :-

 

[ اسمعوا ايها المخادعون .. والله ان الحمير اوفى واعقل منكم ، لأنها لم تتوهم يوما بانها اصبت خيلا او افراسا .. اما انتم فتوهمتم بانكم اصبحتم وجهاءا للقبيلة وفرسانها ، وانتم تعلمون جيدا بانكم ابعد ما تكونوا من تلك الصفاة النبيلة ، والان فنحن نعفوا عنكم ولن نقتلكم لأنكم ببساطة تحت رحمة بردعة الحمير ] ..

 

تحياتي....

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.