اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• مأساة سقوط الانسان والصليب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

قرداغ مجيد كندلان

 

مقالات اخرى للكاتب

مأساة سقوط الانسان والصليب

مأساة سقوط الانسان

عند التطرق الى الصليب لابد ان ندرس قصةالانسان منذالبداية ، الوهلة الاولى ، منذ ان دبت فيه

الحياة ، ووضعه الله في جنة عدن اي جنة سرور وفرح التي وصفها الكتاب المقدس :

" وجبل الرب الإله الإنسان ترابا من الأرض ونفخ في أنفه نسمة حياة، فصار الإنسان نفسا . وغرس الرب الإله جنة في عدن شرقا وجعل هناك الإنسان الذي جبله . وأنبت الرب الإله من الأرض كل شجرة حسنة المنظر وطيبة المأكل وشجرة الحياة في وسط الجنة وشجرة معرفة الخير والشر . وكان نهر يخرج من عدن فيسقي الجنة ومن هناك يتشعب فيصير أربعة فروع ." ( تكوين 2: 7-10 )

الله نفخ في الانسان نسمة حياة ، الروح ، وهذه النسمة يقول عنها ايوب في (32: 8): " لكن في البشر روحا ونسمة القدير ." " ويخطر ببالنا السؤال : في اية صورة عمل الله الانسان ؟ ويجيبنا الكتاب المقدس بالقول: " وقال الله : لنصنع الانسان على صورتنا كمثالنا وليتسلط على اسماك البحر وطيور السماء والبهائم وجميع وحوش الارض وجميع الحيوانات التي تدب على الارض ز فخلق الله الانسان على صورته على صورة الله خلقه ذكرا وانثى خلقهم ." ( تكوين 1: 26و27 )، ومعنى هذا ان الانسان قد خلق على صورة المسيح الذي " هو صورة الله الذي لايرى وبكر كل خليقة ."( قولسي 1: 15)، وكذلك في انجيل يوحنا 1: 1و3: " في البدء كان الكلمة والكلمة كان لدى الله والكلمة هو الله . به كان كل شيء وبدونه ماكان شيء مما كان" . وكما يؤكد بولس الرسول :" ففيه خلق كل شيء مما في السموات ومما في الارض مايرى وما لايرى أأصحاب عرش كانوا أم سيادة أم رئاسة أم سلطان كل شيء خلق به وله " (قولسي 1: 16) . هكذا خلق الانسان حرا في ارادته وطاهرا ، ويقف الانسان امام الله يؤدي التحية . وهذا من شأنه أن يؤدي الى علاقة مستمرة مع الله بإرادة حرة تستطيع ان تقول نعم او لأ . عند هذه النقطة دخل الشيطان وتكلم مع حواء " أيقينا قال الله: لا تأكلا من جميع أشجار الجنة؟ "(تكوين3: 1 ) . فقالت المرأة يوم نأكل منها موتا نموت (تكوين2: 17 ) . فقالت الحية لن تموتا ( تكوين3: 4) . فصدقوا الحية وكذبوا الله ، وسقط الانسان في الخطيئة . ويبدأعادة هجوم الشيطان بالتشكيك في كلمة الله . يقول الرسول بولس " الخطيئة دخلت في العالم "

( رومية 5: 12 ) . اي عالم الانسان ، والقديس بولس بحسب فكره الواضح في كتاباته يبين ان الشر كان موجودا خارج عالم الانسان قبل ان يخطيء الانسان . والشر كان محصورا في عالم الملائكة ، بدليل ان الشيطان وهو المحسوب أحد الملائكة الساقطين ، هو الذي سرب الخطيئة للانسان ومنه الى العالم . جاء في سفر الرؤيا (12: 7-9 ): " ونشبت حرب في السماء، فإن ميخائيل وملائكته حاربوا التنين، وحارب التنين وملائكته، فلم يقو عليهم، ولا بقي لهم مكان في السماء . فألقي التنين الكبير، الحية القديمة ، ذاك الذي يقال له إبليس والشيطان ، مضلل المعمورة كله ، القي إلى الأرض وألقي معه ملائكته. " الملائكة خُلقت اصلا للقيام بخدمة الله وتنفيذ اوامره وهي ارواح خادمة ، فإذا ما اخطات فأنها تسقط من درجاتها الملائكية وتصبح شياطين وليس لها خلاص ، وانحصرت الشياطين على الارض .

دخلت الخطيئة الى العالم وبالخطيئة الموت . صحيح انها خطيئة ادم الانسان الاول ، ولكن هذه الخطيئة ارتبطت بالطبيعة ، وسلم ادم لذريته الطبيعة التي زلت وأخطأت وفقدت نعمة وجودها في حضرة الله وفارقتها النعمة الحافظة والمدبرة ، فصارت مستهدفة للموت ولمن له سلطان الموت . آدم لم يسلم خطايا بأي نوع كانت ، ولكن سلم طبيعة مستهدفة للخطيئة لأنها فاقدة النعمة وفاقدة الحفظ والتدبير الإلهيين ، قابلة لكل خطيئة وقابلة للموت ؟ لأنها فاقدة للحفظ والنعمة معا .وكان الموت الجسدي هو الصورة المنظورة للموت الروحي .

خطيئة آدم أنه مد يده الى ما لا يحل له تحت إغواء ومكر الشيطان وتزييف الحقائق والاستهانة بتحذيرات الله ، وخطيئة كل ابن لآدم وُلد له على الارض هي بعينها : يمد يده الى ما لا يحل له تحت غواية الحية ( الشيطان ) فتسري فيه اللعنة والموت كما سرت اللعنة والموت في ابيه الاول . فالله خلق الانسان أصلا على الخلود ، ولكن الطبيعة البشرية تقبلت الخطيئة كعنصر فساد دخل خلسة في تكوينها فأورثها الموت والفساد ، والموت والفساد ليسا هما على مستوى الجينات اي مكونات الخليقة في التوريث ، ولكنهما عنصران يتحكمان في الطبيعة البشرية ككل . هذا كان بمقتضى حكم دخل تحته الانسان بحرية إرادته وبالرغم من تحذير الله . آدم لم يسلم الخطيئة لأولاده كفعل من الافعال يمارسونه عن حتمية واضطرار ولكنه سلم طبيعة عارفة الخير والشر ، ومعرفتها للشر هي التي تجرها لعمله وليس لديها القوة لمقاومته ، لأن قوة مقاومة الخطيئة هي قوة نعمة الله التي فقدها ادم حينما طُرد من أمام وجه الله . فنحن لا نموت بخطيئة آدم بل نموت بطبيعة آدم وبسبب خطايانا !

خطايا الانسان ظلت مخفية تعمل دون ان يلحظها احد ودون ان يحصرها الفكر والضمير . ولكن الله يقصد ان يطهر ضمير الانسان من كل الاعمال الشريرة ، فكان لابد من ناموس يوضح انواع الخظايا ويكشفها للضمير ويعطي عنها عقوبات رادعة لإيقاظ الضمير وإخافته ، والتي قد تصل الى حد الموت إن هي بلغت حد العصيان الارادي . وهكذا دخل ناموس موسى ليكشف انواع الخطايا العاملة في قلب الانسان وفكره . وهنا يتحتم علينا ان نعلم ان كل التطهيرات والذبائح والقرابين الناموسية كانت تقدم عن خطايا السهو فقط ، اما الذي يخطيء عن عمد او ارادة فليس له ذبيحة بل موتا يموت

( خروج 32: 33 ) . وهكذا وقف ناموس موسى امام خطايا العمد بلا حراك وبلا اهلية تاركا معالجتها للمسيح الفادي ، من هنا نفهم قول المسيح :" لا تظنوا أني جئت لأبطل الشريعة أو الأنبياء ما جئت لأبطل، بل لأكمل "(متى 5: 17) لان المسيح له ان يبريْ القاتل ولا احد من بعده يدين ، وان ادان فلا احد يبريء .

المحاكمة

المحاكمة الاولى أمام حنان : " فقبضت الكتيبة والقائد وحرس اليهود على يسوع وأوثقوه . وساقوه أولا إلى حنان، وهو حمو قيافا عظيم الكهنة في تلك السنة . وقيافا هو الذي أشار على اليهود أنه خير أن يموت رجل واحد عن الشعب . وتبع يسوع سمعان بطرس وتلميذ آخر، وكان عظيم الكهنة يعرف ذاك التلميذ، فدخل دار عظيم الكهنة مع يسوع . أما بطرس فوقف على الباب في خارج الدار . وخرج التلميذ الآخر الذي يعرفه عظيم الكهنة، فكلم البوابة وأدخل بطرس . فقالت الجارية التي على الباب لبطرس : ألست أنت أيضا من تلاميذ هذا الرجل؟ قال : لست منهم . وأوقد الخدم والحرس نارا لشدة البرد، ووقفوا يستدفئون، ووقف بطرس يستدفئ معهم . فسأل عظيم الكهنة يسوع عن تلاميذه وتعليمه . أجابه يسوع : إني كلمت العالم علانية، وإني علمت دائما في المجمع والهيكل حيث يجتمع اليهود كلهم، ولم أقل شيئا في الخفية . فلماذا تسألني أنا؟ سل الذين سمعوني عما كلمتهم به، فهم يعرفون ما قلت . فلما قال يسوع هذا الكلام، لطمه واحد من الحرس كان بجانبه وقال له : أهكذا تجيب عظيم الكهنة؟ أجابه يسوع : إن كنت أسأت في الكلام، فبين الإساءة . وإن كنت أحسنت في الكلام، فلماذا تضربني ؟ فأرسل به حنان موثقا إلى قيافا عظيم الكهنة . وكان سمعان بطرس واقفا يستدفئ . فقالوا له : ألست أنت أيضا من تلاميذه؟ فأنكر قال : لست منهم . فقال خادم من خدم عظيم الكهنة، وكان من أقارب الرجل الذي قطع بطرس أذنه : أما رأيتك أنا بنفسي معه في البستان؟ فأنكر بطرس مرة أخرى . وعندئذ صاح الديك . " ( يوحنا 18: 12 – 27 )

لقد انفرد الانجيلي يوحنا في بشارته بسرد وقائع المحاكمة . ومن لغة الرواية يستدل أنه كان حاضرا وشاهد عيان :" وتبع يسوع سمعان بطرس وتلميذ آخر . ، وكان عظيم الكهنة يعرف ذاك التلميذ، فدخل دار عظيم الكهنة مع يسوع . " ( يوحنا 18: 15 )

ملابسات محاكمة يسوع

1. واضح أن قضية المسيح لاترتكز على اصول جنائية ، وذلك من واقع سبق تحدي المسيح للجهات القضائية بقوله :" من منكم يثبت علي خطيئة؟ فإذا كنت أقول الحق فلماذا لا تؤمنون بي؟"

( يوحنا 6: 46 ). وهم لم يستطيعوا بالفعل أن يقيموا عليه أية حجة . ومن واقع تحديه لرئيس الكهنة عند أول استجواب له :" فسأل عظيم الكهنة يسوع عن تلاميذه وتعليمه . أجابه يسوع : إني كلمت العالم علانية، وإني علمت دائما في المجمع والهيكل حيث يجتمع اليهود كلهم، ولم أقل شيئا في الخفية . فلماذا تسألني أنا؟ سل الذين سمعوني عما كلمتهم به، فهم يعرفون ما قلت ." ( يوحنا 18: 19-21 ) . ولم يستطع رئيس الكهنة أن يرد ، أو يستطرد في الاسئلة .

2. هذه القضية مستوجبة السقوط قانونيا من واقع ضرورة رد القاضي ،إذ سبق له الحكم فيها قبل رفعها وقبل القبض على المسيح :"وقيافا هو الذي أشار على اليهود أنه خير أن يموت رجل واحد عن الشعب."( يوحنا 18: 14 )

3. تقديم المسيح للمحاكمة أمام حنان ليبدي رأيه أو ليحكم ، كان عملا غير قانوني بالمرة . فحنان ليس رئيس كهنة ، وهذا ما اعلنه الانجيلي يوحنا :" " فقبضت الكتيبة والقائد وحرس اليهود على يسوع وأوثقوه . وساقوه أولا إلى حنان، وهو حمو قيافا عظيم الكهنة في تلك السنة ."

(يوحنا18 : 12و13 )

4. في كل رواية الانجيلي يوحنا عن المحاكمة ، سواء أمام حنان أو أمام رئيس الكهنة قيافا ، لم يورد الانجيلي يوحنا أي اشارة الى اتهام استقروا عليه . فإذا رجعنا الى الثلاثة الأناجيل الاخرى ، نجد في إنجيل متى كيف تعلق قيافا بتصريح قاله المسيح وشق ثيابه ، إدعاءً كاذبا منه إن المسيح جدف على الله ، وهكذا أصدر حكمه بالاجماع ان المسيح جدف أمامه وأن لاحاجة بعد الى شهود . اما رد المسيح على قيافا :" فظل يسوع صامتا . فقال له عظيم الكهنة . أستحلفك بالله الحي لتقولن لنا هل أنت المسيح ابن الله . فقال له يسوع : هو ما تقول، وأنا أقول لكم : سترون بعد اليوم ابن الإنسان جالسا عن يمين القدير وآتيا على غمام السماء . ( متى26: 63 – 65 ) .

ومن الواضح ان هذا كان هو التدبير المتفق عليه مع بيلاطس ، لأنه من غير المعقول ان يأمر القائد الروماني بأخذ يسوع الى منزل حنان وهو ليس رئيس كهنة في اعتبار الحكومة الرومانية . فالاصول الواجبة هي ان يؤخذ الى دار الولاية اولا ، ثم عى اسوأ الفروض الى دار رئيس الكهنة الرسمي . ولكن ان يذهب به اولا الى دار حنان ، فهذا اجراء غير قانوني مكشوف ، يكمن وراء عوامل غير عادية ، تـُخِلُ إخلالا شديدا بحياد المحاكمة والوالي ورئيس الكهنة .

يبين لنا المؤرخ يوسيفوس ان حنان هو حنان بن شيث . كان واحدا من اكبر الشخصيات اليهودية . ولقد تبوأ عرش رئاسة الكهنوت من سنة 7 م حتى السنة 14 – 15 م ، ومن بعده تقلد الرئاسة الكهنوتية ابنه ألعازر الى سنة 16 – 17 م ، اي سنة واحدة ، ومن بعده جاء يوسف قيافا نسيبه ، الذي تزوج ابنته ، والذي بقي في الرئاسة حتى سنة 35 – 36 م . وكذلك يبين لنا إبيد بأنه بعد قيافا تولى الرئاسة ابن آخر لحنان ، هو يوناثان سنة 36-37 م ، ومن بعده توالى على الرئاسة ثلاثة آخرون من اولاده ، اي أولاد حنان ، ثاوفيلس 37-41 م ، متياس 41-44 م ، وكان آخرهم حنان الصغير سنة 62 م ، الذي حمل اسم أبيه ، اي كان اسمه حنان بن حنان ، وهو الذي مد يده وقتل يعقوب أخا الرب .

المحاكمة الثانية امام المحكمة المدنية : يكشف الانجيلي يوحنا عن التحقيقات الخاصة التي أجراها بيلاطس مع المسيح في غياب اليهود ، ورواية الانجيلي يوحنا لمحاكمة المسيح يمكن تقسيمها الى سبع اجزاء :

الجزء الاول : خارج دار الولاية :

وفيه يطالب بيلاطس اليهود بنفاذ حكم الاعدام الذي نطقوه

" وساقوا يسوع من عند قيافا إلى دار الحاكم . وكان ذلك عند الفجر، فلم يدخلوا دار الحاكم مخافة أن يتنجسوا فلا يتمكنوا من أكل الفصح . فخرج إليهم بيلاطس وقال : بماذا تتهمون هذا الرجل؟ فأجابوه : لو لم يكن فاعل شر لما أسلمناه إليك . فقال لهم بيلاطس : خذوه أنتم فحاكموه بحسب شريعتكم . قال له اليهود : لا يجوز لنا أن نقتل أحدا . بذلك تم الكلام الذي قاله يسوع مشيرا إلى الميتة التي سيموتها ".(يوحنا 18: 28—32)

الجزء الثاني : داخل دار الولاية :

الاعتراف المسيح ملك

" فعاد بيلاطس إلى دار الحاكم، ثم دعا يسوع وقال له : أأنت ملك اليهود؟ أجاب يسوع : أمن عندك تقول هذا أم قاله لك في آخرون؟ أجاب بيلاطس : أتراني يهوديا؟ إن أمتك وعظماء الكهنة أسلموك إلي . ماذا فعلت؟ أجاب يسوع : ليست مملكتي من هذا العالم . لو كانت مملكتي من هذا العالم لدافع عني حرسي لكي لا أسلم إلى اليهود . ولكن مملكتي ليست من ههنا . فقال له بيلاطس : فأنت ملك إذن ! أجاب يسوع : هو ما تقول، فإني ملك . وأنا ما ولدت وأتيت العالم إلا لأشهد للحق . فكل من كان من الحق يصغي إلى صوتي ." ( يوحنا 18: 33 – 37 )

الجزء الثالث : خارج الولاية :

الاعلان الاول عن براءة المسيح وموضوع برأبا ( باراباس )

" قال له بيلاطس : ما هو الحق؟ قال ذلك، ثم خرج ثانية إلى اليهود فقال لهم : إني لا أجد فيه سببا لاتهامه . ولكن جرت العادة عندكم أن أطلق لكم أحدا في الفصح . أفتريدون أن أطلق لكم ملك اليهود؟ فعادوا إلى الصياح : لا هذا، بل برأبا ! وكان برأبا لصا . " ( يوحنا 18: 38 – 40 )

الجزء الرابع : داخل الولاية : الحكم بالجلد ، والاستهزاء الاول

" فأخذ بيلاطس يسوع وجلده . ثم ضفر الجنود إكليلا من شوك ووضعوه على رأسه، وألبسوه رداء أرجوانيا، وأخذوا يدنون منه فيقولون : السلام عليك يا ملك اليهود ! وكانوا يلطمونه .

( يوحنا 19: 1 – 3 )

الجزء الخامس : خارج الولاية :

الاعلان الثاني والثالث عن براءة المسيح

" وخرج بيلاطس ثانيا وقال لهم : ها إني أخرجه إليكم لتعلموا أني لا أجد فيه سببا لاتهامه . ها إني أخرجه إليكم لتعلموا أني لا أجد فيه سببا لاتهامه ، فقال لهم بيلاطس : ها هوذا الرجل ! فلما رآه عظماء الكهنة والحرس صاحوا : اصلبه ! اصلبه ! قال لهم بيلاطس : خذوه أنتم فاصلبوه، فإني لا أجد فيه سببا لاتهامه . أجابه اليهود : لنا شريعة، وبحسب هذه الشريعة يجب عليه أن يموت لأنه جعل نفسه ابن الله . ( يوحنا 19: 4 – 7 )

الجزء السادس : داخل الولاية :

مصدر السلطان والخطيئة الأعظم

" فلما سمع بيلاطس هذا الكلام اشتد خوفه . فعاد إلى دار الحكومة وقال ليسوع : من أين أنت؟ فلم يجبه يسوع بشيء . فقال له بيلاطس : ألا تكلمني؟ أفلست تعلم أن لي سلطانا على أن أخلي سبيلك، وسلطانا على أن أصلبك؟ أجابه يسوع : لو لم تعط السلطان من عل، لما كان لك علي من سلطان، ولذلك فالذي أسلمني إليك عليه خطيئة كبيرة . " ( يوحنا 19: 8 – 11 )

الجزء السابع : خارج الولاية :

تهديد القاضي . يحيا قيصر وليَمُتْ المسيح

" فحاول بيلاطس من ذلك الحين أن يخلي سبيله، ولكن اليهود صاحوا : إن أخليت سبيله، فلست صديقا لقيصر، لأن كل من يجعل نفسه ملكا يخرج على قيصر . فلما سمع بيلاطس هذا الكلام، أمر بإخراج يسوع، وأجلسه على كرسي القضاء في مكان يسمى البلاط ويقال له بالعبرية غباثة . وكان ذلك اليوم يوم تهيئة الفصح، والساعة تقارب الظهر . فقال لليهود : هاهوذا ملككم ! فصاحوا : أعدمه ! أعدمه ! اصلبه ! قال لهم بيلاطس : أأصلب ملككم؟ أجاب عظماء الكهنة : لا ملك علينا إلا قيصر ! فأسلمه إليهم ليصلب . ( يوحنا 19: 12 – 16 )

الصلب

" فأسلمه إليهم ليصلب . فخرج حاملا صليبه إلى المكان الذي يقال له مكان الجمجمة، ويقال له بالعبرية جلجثة . فصلبوه فيه، وصلبوا معه آخرين،كل منهما في جهة، وبينهما يسوع . وكتب بيلاطس رقعة وجعلها على الصليب، وكان مكتوبا فيها : يسوع الناصري ملك اليهود . وهذه الرقعة قرأها كثير من اليهود، لأن المكان الذي صلب فيه يسوع كان قريبا من المدينة . وكانت الكتابة بالعبرية واللاتينية واليونانية . فقال عظماء كهنـة اليهود لبيلاطس : لا تكتب : ملك اليهود ، بل اكتب : قال هذا الرجل : إني ملك اليهود . أجاب بيلاطس : ما كتب قد كتب ! "

( يوحنا19: 16-22 )

ان السياسة التي سار عليها بيلاطس من اول القضية لنهايتها ، أصبح اليهود وعلى رأسهم رؤساء الكهنة هم وحدهم المتحملين تنفيذ سفك الدم ، بل وتنفيذ الحكم اراديا ، لأن عسكر الرومان قاموا بالعمل بمقتضى قانون الرومان ، اي الصَلبِ ، لأن الموت صلبا ليس في صلب الناموس ، بل هو وسيلة رومانية وثنية . فخرج المسيح حاملا صليبه من امام قلعة انطونيا ، اي دار الولاية ، مارا بشوارع المدينة ، حيث استقبلته النسوة بالبكاء والنواح . ولكن المسيح أبى أن يُبكى عليه وهو المصدر الفرح السماوي : " وتبعه جمع كثير من الشعب، ومن نساء كن يضربن الصدور وينحن عليه . فالتفت يسوع إليهن فقال : يا بنات أورشليم، لا تبكين علي، بل ابكين على أنفسكن وعلى أولادكن . فها هي ذي أيام تأتي يقول الناس فيها : طوبى للعواقر والبطون التي لم تلد والثدي التي لم ترضع . وعندئذ يأخذ الناس يقولون للجبال : أسقطي علينا وللتلال : غطينا . فإذا كان يفعل ذلك بالشجرة الخضراء، فأيا يكون مصير الشجرة اليابسة ؟ ( لوقا 23: 27-31 )

كان المسيح يئن تحت ثقل الصليب ، عرقه يتصبب ويتساقط من جبينه ، وهو منحني ، فكان يتفطر ممزوجا بالدم ، من الاشواك المغروسة حول رأسه ، لم يذق طعاما ولا ماءً ولا نوما منذ عشاء الخميس . سار المسيح حاملا عار الصليب ، محمولا بمجد الله ، منحنيا تحت ذُلة الخطاة ، شامخا بعمل الخلاص . حينما حمل المسيح الصليب ، اختفى مفهوم الصليب من العالم كأداة للموت والتعذيب ، وحل محل هذه الصورة المرعبة المفهوم الجديد للصليب ، كرمز الايمان والرحمة والرقة والبذل والاسعاف والحب والسلام والقداسة والكرامة والمجد .

والذي يلفت النظر ، أنه لايزال في كل يوم جمعة ، وقبل الفصح ، كل سنة ، وحتى اليوم يُقام احتفال بمسيرة طريق الالام عينه . وتقف المسيرة في اربع عشرة محطة ، بعضها مأخوذ اسمه من الكتاب المقدس ، والاخر من التقليد ، وينتهي طريق الآلام الان عند كنيسة القبر المقدس حيث تقام صلاة احتفالية بواسطة آباء الفرنسيسكان ، اللذين هم اول من رتب طريق الآلام منذ القرن الرابع عشر . يقدم لنا الاسقف والعالم الكتابي وستكوت حوادث القبض والمحاكمة والآلام والصلب في جدول زمني، إلا انني سأقتصر ذكر الساعة الاولى والساعات الاخيرة من الآلام والصلب :

الساعة الواحدة بعد نصف الليل حسب الساعات المعمول بها الان ( السابعة من الليل على اساس ساعات اليهود ) :

- معاناة الآلام في صلاة البستان .

- ظهور يهوذا مع الجند والخدام .

- القبض على المسيح والذهاب به الى منزل رئيس الكهنة .

الساعة التاسعة صباحا حسب الساعات المعمول بها الان ( الساعة الثالثة من النهار على اساس ساعات اليهود ) :

- بدء الصلب ( مرقس 15 : 25 )

الساعة الثانية عشرة ظهرا حسب التوقيت الان ( الساعة السادسة من النهار على اساس ساعات اليهود ) :

- بدء النزع الاخير

من الساعة الثانية عشر الى الساعة الثالثة حسب الساعات المعمول بها الان ( من الساعة السادسة حتى الساعة التاسعة على اساس ساعات اليهود ) :

- " كانت ظلمة على الارض " (متى 27: 45 )

الساعة الثالثة حسب الساعات المعمول بها الان ( الساعة التاسعة من النهار على اساس ساعات اليهود ) :

- النهـايـة : " قد اكمـل " ! ( يوحنا 19:30 )


اثناء ما كان المسيح على الصليب معلقا حدث حادثان ذو مغزى لاهوتي ، الاول حدوث ظلمة على الارض ، والثاني انشقاق حجاب الهيكل . الاول كان اشتراكا من السماء في انطفاء النور الحقيقي على الارض . اما الحدث الثاني فهو تعبير لاهوتي عن أن بموت المسيح انتهى عصر اسرائيل الذي كان فيه الحجاب ( جسد الخطية ) يحجز الانسان عن الله ، اما بعد موت المسيح ودفع ثمن الخطية صار بيت الله يسع الامم مع اسرائيل بالمصالحة التي اكملها المسيح بموته عن خطايا العالم ، فانفتح طريق الامم الى الله . وبعد حادثتي الظلمة وانشقاق الحجاب ، صرخ المسيح بصوت عظيم " قد اكمل" .

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.