كـتـاب ألموقع

الرابطة الكلدانية في رأي الأخ عماد هرمز المحترم// مايكل سيـﭘـي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

الرابطة الكلدانية في رأي الأخ عماد هرمزالمحترم

مايكل سيــي

سـدني

 

أخي العـزيز عـماد هـرمز ، أؤيـدك في مقالك عـن الرابطة الكـلـدانية المقـتـرحة وإشكاليتها ، بأنها :

1- تساعـد الكـنيسة الكلدانية في لم شمل أبنائها الكلدان في بـيت كـلداني واحـد ..... وهـذا طموحـنا .

2- من واجـبنا ومسؤوليتـنا وضع أيدينا بـيد كـنيستـنا والمشاركة في التخـطيط لإخـتيار البناء اللائق الذي يجـب أن نشيّـده عـلى تلك الأرض ..... نعـم نـضع الـيـد بالـيـد للتحـية والبناء .

وبنظرة خاطفة منـك إلى كـلمات غـبطته سـتلاحـظ كـيف يتـدرج بها عـنـد تحـديـده أهـداف الرابطة الكـلـدانية ، فـقـد دشـنها بالكـلـدان والمسيحـيّـين ، ثم وجَّهها نحـو المشرق، وخـتمها بالإنسانية ... حـين قال :

1- الحـفاظ والدفاع عن حـقـوق الكلدان والمسيحـيّـين الإجـتماعـية والثقافـية والسياسية ... رائع

2- نشر التراث المشرقي والكلداني عـلى جـميع المستويات .... ولم يـوَضِّح قـصـده بالمشـرقي ؟

3- مدني وانساني ومسيحي وكـلداني .............. جـيـد

كما أؤيـدك أيضاً فـيما ذهـبتَ إليه في قـولك :

1- تعاني الهوية الكلدانية من إنكماش حـقـيقي وقـد ينـتهي الأمر بها إلى الإنـقـراض في حالة أن الكـلـدان وكـنيستهم لم يتعاملوا مع هـذه التحـديات بجـدية ..... سؤالي : هـل الهـوية الكـلـدانية تـثير إهـتمام  الـجـميع وبالأخـص مَن يهمه الأمر من القـربى ، مثـلما أنـت مهـتم بها ؟ .

2- ستعـمل الرابطة الكلدانية على تعـزيز الأواصر بـين كـلـدان العالم وكـلـدان الوطن الأم ولتـقـديم السنـد والـدعـم المطلوب( ............. الأصح : تـقـديم السـنـد والـدعـم الممكـن !! ) .
3- تكـون الرابطة مستـقـلة من ناحية عـدم إرتباطها بأية مؤسسة سياسية حـزبية أم غـير حـزبـية ......... يفـتـرض أن تـضيف : ولا ترتبـط بمؤسسة كـنسية طالما ليست كـنسية عـلى حـد قـول غـبطته .

ثم جاءت تساؤلاتك الخـمسة المشروعة عـن العلاقة المنـشودة بـين الرابطة والكـنيسة ، وتعـليقي عـليها :

(1)- إذا كانت كعلاقة الراعي برعـيته ، فإن الرعـية تسمع وتـتبع صوت راعـيها الصالح ، فالرابطة ستـصبح أخـوية مريمية أو يـسوعـية ، أو أخـوية القـديس مار تـوما كي تحـتـفـل الرابطة بعـيـده السـنوي المفـروض عـليها سـلفاً عـيـداً لها ..... عِـلماً أن غـبطته ــ وليس غـيره ــ أكـد بأنها ليست كـنسية ، فلا أدري لماذا يجـب عـلى مار تـوما ( حـسب تـعـبـيركَ ) أن يكـون حـبلها السري ، وهـو ذاته لم يرتبـط بحـبل الإيمان بقـيامة الرب العـلنية إلاّ بعـد أن وضع أصبعه في مكان المسمارَين ويـده في جـنبه ! وعـليه لماذا لا تـكـون لغـتـنا الكـلـدانية التي عـلى لسانـنا ولسان الكـنيسة ، هي الرابط الـذي تـريـده بـين الشعـب الكـلـداني وكـنيستـنا الكـلـدانية  ، أو لـنـقـُـل تأريخـنا الكـلـداني والآثار شاهـدنا ؟ وماذا سنـكـلم بهـذا الشأن الكـلـدانَ المسلمين الـذين باركهم غـبطـته في عـيـدهم ؟ .

(2)- إذا كانت كعلاقة الوصي بالموصى به ، فالوَصي يرتاح لها بـدون شك لأن مار ﭘـولس يقـول : (( ما دام الوارث قاصراً ، لا يفـرِقُ شيئاً عـن العـبـد ، مع أنه صاحـبُ المال كـله ، بل هـو تحـت حـكم الأوصياء )) ...... والرابطة الكـلـدانية ستبقى هي الموصى بها إلى يوم يُـبعـثـون !! .

(3)- إذا كانت كعلاقة الأم بأبنائها ............... فأمام الرابطة فـتـرة رضاعة في أحـضان الأم + فـترة إشراف عـلى مرحـلة المراهـقة حـتى بلوغ السادسة عـشرة من العـمر ، وهـذه سهلة يا أخي ، تـنام وتـﮔـعـد وتـفـوت 16 سـنة وما تحـس بـيها .

(4)- إذا كانت كعلاقة مؤسسة دينية بمؤسسة مـدنية !! ........ فخـير تعـليق عـليها هـو ما يلي :

فـكـَّـرَ بعـض الإخـوة الأثـرياء الكـلـدان في تأسيس مشروع فخـم ذي طابع إقـتـصادي وفي ذات الوقـت يـبتهـج له الكـلـدانيون ، ورغـبة من أولـئك الإخـوة مشاركة الكـنيسة في المشروع بأية نسبة مئوية كانت من رأس المال ، عـرضوا الفـكرة عـلى المرجع الكـنسي ( ومستـشاره عاجـز عـن مقارعة أولـئك الإخـوة بفـنـونه ، فـلن يـشاركهم ! ) فالمَرجَع لم يرفـض الفـكـرة كـما لم يقـتـرح شيئاً جـديـداً ، بل إشـتـرط في موافـقـته ، شرطاً غـريـباً عـجـيـباً مـذهلاً مرفـوضاً سـلفاً وأبـداً ، قائلاً :: إذا أفـلسَ المشروع !! فـبعـد تـصفـية الحـسابات قانـونياً ! نأخـذ جـميع موجـوداته المادية ( المنـقـولة وغـير المنـقـولة ) وبـدون إستـثـناء مُـلكاً للكـنيسة !!!!! بشرفـك أخي عـماد أعـطنا رأيك .

(5)- أما إذا كانت كعلاقة مؤسَّـستين كـبـيرتين تـتـناصفان العـمل المشتـرك لتحـقـيق الأهـداف ذاتها ..................... فـسؤالي : مِن أين تأتي بجماعة مـدنية متحـررة تـصون كـرامتها وتعـتـز برأيها المستـقـل دون أن تحابي مؤسسة صاحـب الغـبطة ولا تـنـتـظر كـلمة عـفـرم من دائرة صاحب السيادة ؟

نأتي إلى سؤالك الـفـذ (( إلى أي مـدى سيكـون تأثير الرابطة عـلى القـرار الكـنسي )) وأقـول لك : أصحـيح تسأل يا عـماد ولا تعـرف الجـواب ؟  كـن واقعـياً أخي ، ولا تخـف من قـول الحـق لأن ربـك هـو الحـق .

وفـيما يخـص قـولك بأنَّ ــ الجامع بـين الطرفـين هـو الإيمان المسيحي وحماية الشعـب الكـلـداني ــ ....... فـنحـن لا نـنـكـره ، ولكـنك حـين تـقـول : بشرط أن تـكـون الرابطة تحـت رعاية الكـنيسة وليس العكـس لـديمومة دعـم الكـنيسة للرابطة !! ....... فأنت يا أخي ، ردتْ تـكـحّـلها عـميتها ! وما سـوّيتْ شيء لأنك رجَّعـتَ حـليمة مع تـسريحة شعـرها الأولى إلى عادتها الـقـديمة .....  ومما يثير الإنـدهاش إعـترافـك : بأن الرابطة ستـكـون مكـبَّـلة اليدين سياسياً كالكـنيسة ، أو تُـتهم بأنها الذراع السياسي للكـنيسة !! .... فـيا أخي (( شهـد عـلينا شاهـد من بـيتـنا )) وسنـنـشر عـلى الحـبل ...... وستـتحـمل الرابطة عـواقـبَ هي في غـنى عـنها .

وترجع حـضرتـك تـتساءل : أما في حالة إستـقلالها التام عـن الكـنيسة ، هـل سيجـتمع الكـلـدان لبحـث أحـوالهم ؟ وإذا قـبلـوا بأن يجـتـمعـوا فأغـلب دوافـعهم سـتـنحـصر متـفاوتة بـين مصالح : شخـصية ، دينية ، قـومية ، وطنية ، إنسانية ....... هـنا ، أقـرُّ لك وأعـتـرف بأنـني معـك في هـذه ، ومن شأن تلك المصالح أن تخـلق إخـتلافات ( إنْ لم نـقـل خلافات ) ستـؤدي بالنـتيجة إلى عـدم تمكـين مؤسـساتـنا من تحـقـيق أهـدافها ، فلا المؤتمرات تـوَحِّـدنا ولا الإيميلات تجـمعـنا ، نـلقي اللوم عـلى بعـضنا ، مثـلما نراهم الآن أمامنا ، فالكـرسي الـدوّار يـفـرقـنا ، وكان الله في عـونـنا .  

وبـصدد وضع شـروط صعـبة للإنـتماء والعـضوية حـسب كلامك ، فـتلك هـينة ولكـن خـوفـك مِن تـسلل بعـض الفـقاعات إليها ويطـفـو زبَـدَها فـتـتـشـوّه صورة الرابطة وتـفـقـد معـناها .

ومن أجـل تخَـطي جـميع هـذه المشاكـل ، تـقـتـرح حـضرتـك  منطقـياً ( مـذكـرة تـفاهم بـين الكـنيسة والمدنيّـين ) تستـنـد إلى الإستـقـلال التام 100% لكِلا الطرفـين ( الكـنيسة والرابطة ) دون تعارض بـينهما ويلـتـقـون عـنـد المصلحة العـليا للكـلـدان ...... أنا أؤيـد مثل هـذه المـذكـرة ، أما كـيف يتم إنشاؤها ومَن سيصوغ كـلماتها ، فـتـلك مسألة تستحـق بحـثها ، ووجهات الـنـظـر عـديـدة فـيها .

وأخـيرا وبعـد كـل هـذا المقال إسمح لي بالقـول ، أنَّ السيناريو المخـطط مسبقاً في القـلب والمقـرر لاحـقاً في الـذهـن سـيُـؤدي أدواره الكـثيرون ، والمتـفـرجـون يعـيشون عـيشة سعـيـدة ، أنت و أنا من بـينهم .