كـتـاب ألموقع

الوحدة بين غبطة البطريَركين مار ساكو ومار دنخا أدني من قاب قوسَين// مايكل سيبي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

اقرأ ايضا للكاتب

الوحدة بين غبطة البطريَركين مار ساكو ومار دنخا أدني من قاب قوسَين

مايكل سيبي

سـدني

 

    في مقـدمة تـوضيحـية للقارىء العـزيـز : نـذكـر أنّ الكاردينال ــ تارشيزيو برتـوني ــ وزير خارجـية الكـرسي الرسولي ، والمونسنيور ــ أنجـيلو بـيشيـو ــ وكـيل الشؤون العامة ، قـدّما نـشرة عام 2013 من الدليل الرسولي السنوي ودليل الإحـصائيات الكـنسي ... إلى قـداسة الـﭘاﭘا فـرانسيس مفاده أنَّ عـدد الكاثـوليك المنـضمين إلى كـنيسة روما يـزيـد عـلى 1.2 مليار مؤمن مع زيادة سـنوية بنسبة مئـوية بسيطة كـل عام .... وبشأن الإخـوة الـنساطرة ليس لـدي رقـم دقـيق يمثل عـددهم في العالم ولكـن يُـعـتـقـد أن نسبتهم المئـوية هي بضعة أجـزاء من العـشرة آلاف من ذلك العـدد الهائل للكاثـوليك ــ ربما 0.0002 أو 0.0003 % ــ ... وبالنسبة إلى العـراق فإن الكـلـدان يمثـلون بحـدد 80% من مسيحـيّـيه .  

ومما لا شـك فـيه أن غـبطة الـﭘـطـريرك ساكـو تـوّاق بإنـفـتاح إلى الوحـدة الكـنسـية بـين الكـنيسة الكـلـدانية الكاثـوليكـية مع الكـنسية الآثـورية النـسـطورية المنـزوية نـوعاً ما ، وأيضاً غـبطة الـﭘـطـريرك دنخا الرابع يطمح إلى وحـدة كهـذه إلاّ أنه يشـتـرط فـيها شروطاً تمانع تحـقـيـقها فـهي تعـجـيـزية بكـل معـنى الكـلمة ، وفي ذات الوقـت لا تـناسب ﭘاطـريركـية بابل للكـلـدان وليس بمقـدور أي ﭘـطـريرك كـلـداني التصرف بحـرية والقـبول بها لأنها مخالفة لوصية المسيح والتأريخ ، وللمنـطق أيضاً عـلى أقـل تـقـدير .

نـذكــَّـر الإخـوة الآثـوريّـين بأن حـواراً كان قـد أخـذ مجـراه بين الكـنيسة الآثوريّة والكـنيسة الكاثوليكـيّة في روما أدّى إلى التوقـيع على إعلان كـريستولوجي مشترك في العام 1994. تلتها محادثات بـين مار دنخا والمرحـوم بـيـداويـذ من أجـل التـقارب والوصول إلى الوحـدة الكـنسية إلاّ أنها تـوقـفـتْ .... لأن الوحـدة تـتـطـلب الإرتباط مع الكـنيسة الواحـدة الجامعة المقـدسة الرسولية في روما والتي من شأنها القـبول بسلطة قـداسة ﭘاﭘا الـﭬـاتـيكان خـليفة مار ﭘـطرس المكـلف مباشرة من المسيح بأن يجـمع إخـوته ويرعى خـراف الرب ... فالإخـوة الآثـوريـون يتجـنـبون الإنـضمام تحـت سـلطة أية كـنيسة عـلى الإطلاق ويرفـضون السلطة الروحـية لكـنيسة روما والتي وصفها غـبطة الـﭘـطـريرك ساكـو بسلطة المحـبة في الخـدمة ، بل يريـدون من الآخـرين أن يكـونـوا تحـت سـلطتهم .

وبهـذا الصدد يقـول غـبطة مار ساكـو عـن أولوية الـﭘاﭘا :

 هـناك جذور كـتابـية وتأريخـية لأولوية ﭘـطرس الرسول ، وفي طـقسنا المشرقي معـطيات لهذه الأولوية . أفهم أن في كل كـنيسة محـليّة رئيسها هـو لها بمثابة ﭘـطرس ، لكن لروما موهـبة خاصة لتـترأس بالمحـبة (أغـناطيوس الأنطاكي) . هـناك بعـض الإشكالية في ممارسة هـذه الموهـبة خصوصاً في المجال القانوني ، لكن إذا قـبلنا أن في الكـنيسة هي سلطة المحـبة في الخـدمة وليست على طريقة الدول ، لغـدا قـبولها أسهل ولكانت الوحـدة قـد تمت بشكل من الأشكال.

طبعاً هـناك سبب آخـر وهـو أن الكـنيسة الآثـورية النـسـطورية لا ، ولن يمكـنها أن تـنـطق عـبارة : مريم أم الله .... رغـم إدعائهم أن عـبارة ــ أم المسيح ــ يقـصدون بها ذات المعـنى المشار إليه .

 

سـفـرة الـﭘـطريرك ساكـو إلى كـنـدا وشمال أميركا

ضمن برنامج سفـرته إلى كـنـدا وشمال أميركا ، زار غـبطة الـﭘـطـريرك لويس ساكـو بتأريخ 12 حـزيران 2014 غـبطة الـﭘـطـريرك دنخا الرابع في مقـره بمدينة شـيـكاﮔـو/ أليـنوي وبرفـقـته مجـموعة من مطارنـتـنا الكـلـدان الأجلاء ، وبحـضور مطارنة من الكـنيسة الآثـورية الكـرماء . 

https://www.youtube.com/watch?feature=youtu.be&v=EvGuyBBg4UM&app=desktop

وكان في إستـقـبال غـبطته والوفـد المرافـق له في الحـديقة الأمامية للمقـر ــ حـسب الـﭬـيـديو الصامت ــ سيادة المطران آوا أمين سـر سنهادس كـنيسة المشرق الآثـورية / التـقـويم الجـديـد  ، فأكـرمهم ودعاهم إلى الـدخـول وجـلـسوا في صالة الإستـقـبال ، وبعـد ثلاثين ثانية تـقـدم غـبطة مار دنخا قادماً من غـرفته إلى الصالة فـسلم عـليهم وتبادلوا العـناق وتـشابك الأيادي في مصافحة حارة تـخـللـتها إبتـسامات ثم إشتـركـوا سوية ومار دنخا مصلياً عـلى مائـدة المحـبة ، وبعـد إستـراحة بسيطة تجمَّعـوا ثانية حـول طاولة شاي وأخـيراً كان التـوديع بعـناق ومصافحة . وقـد ظهر في الـﭬـيـديو ــ الناطـق ــ في الـدقـيقة 6:49 غـبطة مار ساكـو  يـدعـو الحـضور جـميعهم إلى تماسك الأيادي للصلاة سوية ... أبانا الـذي في السماوات .... بـدون صلاة السلام الملائكي لمريم العـذراء الـتي إعـتادتْ وجـرت العادة أن تـتـرافـقان ... أعـقـبتها صلاة من طخـسنا الكـلـداني : لتـكـن لـنا صلاتـك يا أبانا ..... شارك بها الجـميع عـدا مار دنخا الـذي كان مستـمعاً فـقـط عـلى إعـتـبار أن الصلاة مقـدمة له..... وفي أثـناء هـذه الصلاة لـفـتَ الإنـتـباه شـفـتَي أحـد أساقـفـتـنا الكـلـدان الجـدد يلفـظ كـلمة باللغة الكـلـدانية الفـصحى بشكـل خاطىء واضح ... وبعـدها طلب مار ساكـو من مار دنخا كي يمنح بركـته لجـميعهم فـلبى الطلب ، وعـنـدها في الـدقـيقة 8:34 حـسب الـﭬـيـديو ، قـبَّـل غـبطة الـﭘـطـريرك ساكـو الـيـد اليمنى لغـبطة مار دنخا ماسكاً إياها بـيـده الـيُـسرى ، دون أن يُـبادر الآخـر إلى سحـبها وَقاراً وإحـتـراماً للأول كما هـو العـرف الجاري في مجـتـمعـنا الشرقي والعـراقي ، بل كان الأفـرض أن يُـبادله بقـبلة عـلى الرأس أو الكـتـف ... ولكـن غـبطته طـبطـب بـيـده اليمنى عـلى الكـتـف الأيمن لمار ساكـو .

ومما دار في اللقاء الأخـوي هـذا ، حـسب بـيان الإعلام الـﭘـطـريركي الكـلـداني المنـشور بتأريخ 13/6/2014

 http://saint-adday.com/permalink/6196.html

أنّ غـبطة مار ساكـو أكـد على أهـمية هـذه الزيارة التي يأمل منها مؤمنو كـنيستينا خـطوات عـملية في إتجاه تحـقـيق وحـدة كـنيسة المشرق ..... وإقـترح أن يتم عـقـد مجـمع يضم أساقـفة الكـنيستين للحـوار وإعـداد خارطة طريق تحـقـق هذا المشروع المصيري ، وتجاوز العـقـبات بروح مسيحـية ...... واضعاً الكـرة في ملعـب الكـنيسة الآثـورية بقـيادة مار دنخا الرابع والـذي عـقـب عـلى غـبطة مار ساكـو قائلاً : نحـن واحـد ، ونحـن نعـمل من أجـل وحـدة كل المسيحـيـين ، لكـن من وجهة نظرنا أن وحـدة شعـبنا القـومية هي التي تحـقـق وحـدة كـنيستينا .... مؤشـراً إلى بعـض الإشكاليات التي عـثرت مشروع الحـوار نحـو الوحـدة ، الذي كان قـد بدأ في تسعـينيات القـرن الماضي .

 فـردَّ عـليه غـبطة الـﭘـطريرك ساكـو : إن الوحـدة القـومية مسؤولية العـلمانيـين بالـدرجة الأولى ، بـينما وحـدة كـنيستينا هي مسؤوليتـنا ، وأن  وحـدة شعبـنا ستأتي لاحـقاً . وعـلق المطران إبراهـيم قائلا : إن كـنيسة المشرق كانت تضم شعـوباً وقـوميات عـديدة ، فـما الضرر أن تـضم اليوم أقـواماً مخـتـلـفـين ، لأن الكـنيسة جامعة ، ونـتـضرع إلى الروح القـدس أن يقـودنا جميعاً إلى هـذه الوحـدة التي صلى من أجلها الرب يسوع .

 

إن التآلف المنعـش والإبتـسامات المفـرحة التي ظهـرتْ في اللقاء تـوحي إلى عـهـد جـديـد وأنّ الـوحـدة قـد عُـقِـدَتْ وأبرِمَـتْ بـين الكـنيسة الكـلـدانية الكاثـوليكـية والكـنيسة الآثـورية الـنـسـطورية ، ولم يـبقَ سـوى الـبـدء بالتـنـفـيـذ أو عـلى الأقـل خـطـوا خـطـوتها الأولى مما يـبعـث بالأمل في آفاق مقـبلة لصالح شعـبَـينا الكـلـداني والآثـوري ، خاصة أن مار ساكـو وبهـذه المناسبة قـدم لمار دنخا خاتماً مثل الـذي يحـمله هـو، رمزاً لهـذه الوحـدة المنـشودة . وكم كان بـودنا لو أن قادة الكـنيسة السريانية إشتركـوا في هـذا التآلف المنـسجم . وقـد يفاجـئـنا قادة الكـنيستين في الأيام المقـبلة فـنسمع أخـباراً تـثـلج الصدور فـتـتـوحـد الإرادات وتـتـآلف الـنيات ، لـنـبـدأ في الكـتابة عـن المقـبل من الخـطـوات .