اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

الوالي وبعـيـره المشاغـب الخالي// مايكـل سـيـﭘـي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

الوالي وبعـيـره المشاغـب الخالي

مايكـل سـيـﭘـي

سـدني 

 

طلب مني صديق ، إستـراحة لـلـظهـيرة ، فـقـلتُ سمعاً وطاعة وتـدلـل .....

من تراث جـريـدة عـمّـا كـلدايا / سـدني ـ 2001

حـدثـني زميل عـن مسرحـية (بعـير الوالي) التي شاهـد عَـرضَها عـلى خـشبة مسرح بغـداد في أيام السبعـينات، نكـتبها بلون قـلمنا لـيـطلع عـليها قـرّاؤنا ونعـرف مـدى صدقـنا عـند ثرثرتـنا وقـوة إيماننا بأي عـمل جـماعي يخـصنا  .

يُحكى عـن بعـير مُـدلـل للوالي كان يجـول ويصول كـيفـما يشاء في حـقـول الأهالي، يأكـل ما يشتهي من زرعهم ولا يـبالي، فـيتمرغـل أينما تستهـويه مروجهم حـتى تطاولَ فـصار يـداعـب ناقاتهم ويغـمز غـزلانهم، ناسياً أنه بعـير كـبـير لا يليق به مغازلة الريم الرشيقة ولا مداعـبة الجـميلة في الحـديقة من إناث الحـيوانات الأنيقة .

ضاق الناس به وتـذمروا منه حـتى أجـمعـوا أمرهم يـوما ليرفعـوا دعـواهم إلى الوالي، يشكـون إليه سوء تـصرّف بعـيره في الحـقـولِ. ولكـن مَن ذا الذي يتـقـدمهم بإسمهم ليكـلم الوالي؟ في الـبـدء تـشجَّع كلهم وعـددهم يفـوق المائـتين فـتـقـدم أحـدهم وقاد مسيرتهم إلى حـيث يُـقـيم الوالي. وقـبـيل منـتـصف الطريق نظر قائـدهم حـوله فـرأى قـسما منهم يعـود أدراجه بصمت إلى حـيث قـدِمـوا .  

هـزَّ رأسه وإستمر مع الباقـين مسيرته إلى المـدينة حـتى برز برج القـلعة من بعـيد، عـندئـذ تباطأ عـدد آخـر من المتـظاهـرين وبقـوا في مكانهم والآخـرون يواصلون سَيرهم. ولما وصلوا مشارف الـبلـدة نظر الزعـيم الشجاع حـوله فإنـدهـش! حـين لاحـظ الـذين إشتـد غـضبهم وأجـمعـوا أمرهم ورفعـوا دعـواهم، تركـوه ولم يـبقَ إلا بضعة منهم، وما أن وصل باب الـقـصر حـتى إستـوقـفه الحـراس برماحهم قائلين: ماذا تريد يا رجل ؟ 

قال لهم: أنا وجـماعـتي نريد مواجهة الوالي في شأن خـطـير عالٍ! قالوا: إنك أنت أمامنا ولكـن جماعـتك أين؟ إلـتـفـتَ الرجل كي يشير إلى جماعـته، فـلم يـرَ إلا نفسه! لـقـد خـذله جـميع أصحابه، فـقال للحـراس: خـوَّلـني أصحابي أن أكـلم الوالي باسمهم وبإسمي، وهم الآن ينـتـظرونني عـند مشارف المـدينة وعـلى جانبَي الطريق. سأله الحـراس: ولماذا لم يصطحـبوك إلى باب القـلعة؟ قال: كي لا يُساء فهمهم ويُـفـَسَّر موكـبهم بقافـلة تـثير حـول القـصرغـبارهم ... وعـنـدها أذِن له .

ولما صار في حـضرة الوالي، سأله: ما الذي جاء بك إليَّ يا هـذا؟ قال الرجل المقـدام: يا حـضرة الوالي، إن بعـيركم صار يرعى في حـقـولنا و.......!!!

فـقاطعه الوالي فـورا قائلا: وهل من مانع يُـصادر حـرية (البعـير) عـزيز الوالي؟

قال الشجاع: كلا يا مولاي إنما نحـن نـراه وحـده لا رفـيقة عـنـده فـنحـزن لأجـله! جـئـناك لـنرجـوك أنْ تسمح ونخـطب ناقة له، تـزيل عـنه هـمومه وتـعـوِّضه وحـدته وتـوفـيه حاجـته، فـما رأي فخامتكم في طلبنا لـلـتـرفـيه عـنه؟ قال الوالي: بارك الله فـيكم جـميعاً .... خـذ هـذه ناقة لـلـبعـير، ومائة أخـرى مكـرمة لك فأنت الجـديـر .

 

ولما رجع الرجـل ومعه 101 ناقة، لاقاه أصحابه الـذين تركـوه ... فـسألـوه عـما جـرى بـين الوالي وبـينه، أخـبرهم بالحـقـيقة فـقالوا له: ألا تـشاركـنا فـيما وهـبك؟ قال لهم: أما كان الأعـدل لـو شاركـتموني في حـضوري أمام الوالي؟ قالوا له: ولكـنك قـلتَ له أن الـبعـير يريد ناقة! ولم تـقـل دمَّـر حـقـولنا جـميعـنا! قال: خـذلـتموني وتركـتموني وحـيداً أمام الباب العالي وتريدون مشاركـتي في مكـرمة الوالي؟ أتريدونـني أكـلمه عـن شكـواكم وتـذمُّركم كي يعاقـبني عـوضا عـنكم؟ أما كان الأصح أنْ تـرافـقـوني لـتـشاركـوني؟ فـمنذ الآن لن أتكئ عـلى جـداركم لـينهار بي وأموت تحـت أنقاضكم!! دام الوالي عـزيزا وأنا مُكـرَّما .... وليخـذل المتخاذلون .

 

ملاحـظة: سنأتيكم مستـقـبلاً بقـصة قـصيرة (الجـحـش وبعـران الوالي) للـتـرفـيه عـنـكم .. إنـتـظروها

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.