كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (823)- القارئ مزهر حمدي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (823)

 

القارئ مزهر حمدي

20/6/2021.

      ازدهرت المنقبة النبوية الشريفة في بغداد بالحقبة الزمنية المتمثلة بمطالع القرن العشرين من خلال الملّا عبد الفتاح معروف وبعض من معاصريه الأفذاذ، امثال الحافظ خماس قدور والملّا مهدي الحافظ (1894-1959) وغيرهم من الذين تُــلْـمذوا على يد الحافظ الملّا عثمان الموصلي..! والمنقبة النبوية الشريفة واحدة من اهم الشعائر الدينية الاسلامية التي تتحدث عن المناقب الدينية والانسانية لنبينا الكريم محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وسلم. وعليه فللمنقبة النبوية الشريفة اصولا دقيقة وشكلا ومضمونا مهيبا، وجماهير غفيرة بحيث كانت المناقب النبوية تبدا من اول الليل وتستمر حتى اذان الفجر من صباح اليوم التالي..!!

 

 

      ان عالم قراء المنقبة النبوية الخيالي الحالم في النصف الاول من القرن العشرين وما بعده بقليل، كعالم القدماء الذين سبقوهم، يعتمد على الايمان بالمباديء الاخلاقية في الدين والدنيا والحياة، ولكن باسلوب جديد في التعبير ذا منحى خاص شأنهم في ذلك شأن الواقعيين، حيث رأوا طبيعة الطرق الأدائية مختلفة بين معظم المؤدين، خاصة ما ندركه من خلال نتاجاتهم الأدائية في تلاوة القرآن الكريم او الشعائر الدينية الاخرى او المقامات العراقية الدنيوية، اذ يتضح ذلك بواسطة طريقتهم الأدائية وخصوصيتها..! انهم لم يمتهنوا حرفتهم بمقدار ما أكدوا على ضرورة ممارسة هوايتهم الأدائية وتعمقهم في إيمانهم الديني ومن ثم إدراك انسياب الحياة الطبيعية المتزنة. ونتاجاتهم الأدائية ليست شكلية بالمعنى المجرد لشكل المقام العراقي (form). كما انها ليست عديمة الشكل نسبيا مثل بعض المقامات العراقية، ولكن كل ذلك نراه موحدا في اداءاتهم المقامية.

 

       وفي النصف الثاني من القرن العشرين، بدأت شعبية اداءات المناقب النبوية تتقهقر رويدا رويدا رغم وجود قراء وملالي متمكنين في اداءاتها، وامسى زمن قراءتها يكاد يكون فصلا واحدا لتنهي في اقصر وقت لقراءتها بعد ان كانت تقرأ حتى فجر اليوم التالي والناس مستمتعين بلاستماع الى نهايتها..!

 

     على كل حال، حلقتنا هذه تتحدث عن القارئ الشاب المتمكن مزهر العبيدي العاشق والمؤمن في ادائه للشعائر الدينية، وهو فعلاً مؤدٍ مقامي رائع في حبه وعشقة في ممارسة الاداءات الدينية بشعائرها كالمنقبة النبوية الشريفة وباقي الشعائر كالمدائح النبوية والاذكار، بل حتى ممارسة التلاوة القرآنية الكريمة، فضلاً عن رغبته الجامحة للاداء المقامي الدنيوي ايضاً. ورغم اني اتحدث عنه وانا لم ألتقيه شخصيا حتى اليوم، لان ظهوره كقارئ ومنشد ديني ودنيوي في الانبار وبغداد كان خلال العقدين الماضيين التي انا فيها بعيدا عن بيئتي المقامية ببغداد. ولكن متابعتي المستمرة لظروف واحوال زملائي في الوسط المقامي تجعلني ارى في القارئ المقتدر مزهر حمدي العبيدي قارئا متمكنا يستحق منا جميعا دعمه وتشجيعه وتأكيد وجوده بين زملائه المقاميين. والاستاذ مزهر العبيدي بعث لي رسالة ذكر فيها نبذة عن تجربته الادائية اطرح عليكم معظمها سادتي القراء الكرام.

(الاسم مزهر حمدي شافي حسين العبيدي من محافظة الانبار من مواليد 1977  مركز المدينة. مهنتي معاون طبي في مستشفى الرمادي التعليمي ومازلتُ أمارس عملي في تقديم المساعدة الطبية بما يحتم عليه عملي في المؤسسة الصحية. بداياتي كانت مع المله عبدالمجيد علي ذياب العاني عندما يقرأ في يوم الجمعة في محفل الجامع.

 كنت استلذ واستمتع بتلاوة القرآن الكريم بالطريقة العراقية وعلى سلم المقامات العراقية وكنت في عمر 15 سنة. مما زاد بي الفضول إلى عالم المقامات العراقية وسماع العمالقة منهم الاستاذ العملاق محمد القبانجي والاستاذ يوسف عمر. وفي اوائل التسعينات كنت اتردد على الامسيات في العاصمة بغداد واحضر برفقة المله عبدالمجيد العاني كل يوم ثلاثاء ايام الخير واحضر الامسية في المتحف البغدادي واجالس المرحوم الاستاذ يحيى ادريس والاستاذ خالد السامرائي والاستاذ طه غريب والاستاذ صباح هاشم والاستاذ محمد القيسي عازف الايقاع واستمع إلى كلامهم وتوجيهاتهم حول المقام وكيفية الاداء. بعدها بفترة تعرفتُ إلى استاذي الاول المرحوم شريف جاسم واستمع لي لبعض المقامات العراقية وايدني بالاستمرار بالاستماع الى قراء المقام العراقي وصاحبته في جلسات المناقب النبوية في محافظة الانبار وكنت احد اعضاء البطانة المهمين له. فكنا نخرج ونقيم المواليد النبوية ونشارك اهلنا في محافظة الرمادي في افراحهم واحزانهم إلى أن شاء القدر ان يتم اغتيال الشهيد شريف جاسم على يد المجرمين، بعدها توقفتُ عن الاداء إلى أن حدثت ايام التهجير لمناطقنا السنية وذهبتُ إلى العاصمة بغداد العلم والفن والتراث وسكنتُ بها لأنني احب العاصمة بغداد. بعدها بفترة إلتقيتُ بالاستاذ حامد السعدي واستمع لي وطلب مني الانظمام إلى فرقة المنقبة النبوية وتشرفتُ بطلبه وقبلت وكنا نحيي المواليد في العاصمة بغداد وكنت أقرأ مايطلبه مني، وفي نفس الوقت كنتُ اتردد الى الاستاذ طه غريب والاستاذ صباح هاشم في بيت المقام العراقي وكانوا يعزفون لي ويستمعون لادائي وقد اعجبو لادائي للمقامات العراقية وطلب مني الاستاذ طه غريب الانضمام إلى فرقة أنغام الرافدين وهوه شرف لي لكن انشغالي بعملي الطبي لم يجعل لي نصيبا بالعمل معاهم ولازلتُ اشتاق واتمنى ان أقرأ المقام العراقي بمصاحبة السنطور والجوزة. وفي بغداد سكنتُ بالاعظمية وكنت اتردد إلى الشيخ جمال النعيمي ونقيم الامسيات في مقهى حلومي ومقهى ابو كميلة كانت أمسيات جميلة بين أهلى وابناء عمومتي كوني من عشيرة العبيد. بعدها استقر الوضع ورجعتُ الى محافظة الرمادي الحبيبة وقررت في نفسي أن انشئ فرقة المنقبة النبوية وعلى أسس علمية وأحياء الاشغال القديمة التي بدأت تندثر شيئا فشيئا وقررتُ أيضا أن أدخل الأوزان الايقاعية في المنقبة النبوية حتى تكتمل الصورة الجمالية للاداء. فبدأتُ بتعليم احد الاصدقاء وهوه الاخ رعد الصفار وبدأ يتعلم وزن اليكرك ووزن السنكين ووزن البلدي ووزن الجورجينة. فأصبح هناك جمالية في الاداء حتى انني في يوم من الايام تفاجئت بمنشور للحاج حامد السعدي وهوه في أمريكا يقول فيه بعد ما مدحني واثنى علي ويشد على يدي بالاستمرار فقال لي اني تفاجئت منك يامزهر، انك قد أدخلتَ الأوزان الايقاعية ولم يفعلها غيرك..! ولازلت احاول ان احافظ على هذا الموروث الشعبي الكبير والجميل من الضياع وان استمر بنشره في محافظتي وتعليمه لكل المحبين من زملائي، علما اني لا اعد نفسي قارئا ولكن محب لبلدي ولتراثه القيم الجميل. فالمقام العراقي هوه هوية واتشرف بالانتساب لها. اسف على الاطالة دكتورنا الغالي حسين الاعظمي وابن عمي العبيدي الذهب ربي يسعدك ويحفظك ويوفقك).

 

     لقد كان استماعي لاداءات الاستاذ مزهر حمدي في نتاجاته المقامية رغم قلّـتها، او اداءاته الدينية، وجدت انه من اولئك المؤدين الجيدين في حبكة وتماسك الأسلوب ومادة الموضوع، وذلك فيما استمعتمن تسجيلاته المقامية الدينية والدنيوية المسجلة بصوته. وعليه فقد كان اكثر اخلاصا للخبرة الأدائية.

 

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

 

اضغط على الرابط

مزهر حمدي العبيدي، شغل ديني –للامة سند-

https://www.youtube.com/watch?v=bdqMIigCF_U&ab_channel=%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9

%86%D8%A7%D9%84%D8%

A7%D8%B9%D8%B8%D9%

85%D9%8A%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B9%D

8%B8%D9%85%D9%8A

 

مزهر حمدي، شعر مع ابوذية

https://www.youtube.com/watch?v=-y_bilZXmmg&ab_channel=%D8%B3%D9%84%D8%A7%D

9%85%D8%A7%D9%84%D8%B9

%D8%A7%D9%85%D8%B1

%D9%8A%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9

%85%D8%B1%D9%8A

 

مزهر حمدي، مقام حجاز شيطاني

https://www.youtube.com/watch?v=Lht3SyfDlBs&ab_channel=%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9

%85%D8%A7%D9%84%D8%

B9%D8%A7%D9%

85%D8%B1%D9%8A%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8

%A7%D9%85%D8%B1%D9%8A

 

القارئ المقتدر مزهر حمدي العبيدي.