كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (893)- نخدمُ ام نتسيّد..؟ (4)

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (893)

 

توضيح بعض الحقائق

نخدمُ ام نتسيّد..؟ (4)

الخميس 23/12/2021.

      كتابي التاريخي الجديد (موسوعة المصارعة العراقية) الصادر في تشرين اول من عامنا هذا 2021. عن دار البيروني في عمّان. كتاب تاريخي بالدرجة الاولى. وهو محاولة جادة في طرح تاريخ المصارعة العراقية واحداثها خلال القرن العشرين، ويهتم بكل التفاصيل التاريخية المتاحة بصورة حيادية مطلقة..! مع الاهتمام بالسرد المنهجي العلمي للتاريخ حسب الظروف المعاشة. وتكمن مهمتي كمؤلف لهذه الموسوعة وكمؤرخ لتاريخ مصارعتنا الحديثة، بدراسة الاحداث في كل فتراتها والعمل على التأكد من الحقائق التاريخية والكشف عن مدى صحتها ودقتها، ونحن ندرك ان المؤرخ اذا واجه بعض الصعوبات، فعليه ان يختار فريقا مساعدا للعمل. حيث لا تقتصر المهمة البحثية للمؤرخ في سرد الأحداث الماضية فقط، بل ينبغي الاهتمام بتفسير الأحداث. ولكوني باحث ومؤرخ ومؤلف لهذه الموسوعة العراقية، فقد اخترت فريقا مساعدا من بعض زملائي القدامى جيل سبعينات القرن العشرين.

 

       من الشروط المهمة للمؤلف او الباحث او المؤرخ، أن يكون له موقف محايد اتجاه كافة الأحداث التاريخية من مواقف سياسية أو مواقف فكرية أو مواقف دينية أو عقائدية. وأن يقوم المؤرخ بدراسة وتحليل الأحداث التاريخية. في فهمها واستيعابها وتدوينها بطريقة علمية تابعة لمنهج معين واضح.

 

     ان قدرة الباحث تكمن في صبره أثناء البحث عن مصدر للمعلومات، وقدرته على جمعها وتنظيمها. ولابد للباحث ان يهتم ايضا بالمشاركة العملية وتكوين فريق مساعد للعمل بإخلاص ومثابرة حتى يحقق النتائج المرجوة من البحث العلمي. وهكذا استعنت بفريق عمل مساعد لانجاز مهمتي التاريخية، وهم كل من المدرب الدولي بهاء تاج الدين والحكم الدولي رعد الخزرجي والحكم الدولي باسل العبيدي. علما ان هناك اختلاف كبير بين المؤرخ والباحث، على الرغم من أن كل من الباحث والمؤرخ يتخذ نفس أسلوب البحث والتدوين، فالمؤرخ يهتم فقط في دراسة الجانب التاريخي وكل الأحداث التاريخية، بينما الباحث نجده يهتم بدراسة مجال علمي معين، ويحاول عمل دراسة جديدة أو يؤكد نظرية أو ينفي أخرى، بينما المؤرخ لا يأتي بعلم جديد ولكنه يقدم أحداث تاريخية ويقوم بتدوينها بأسلوبه .

 

     بالنسبة للمصادر، فانها تتميز باهمية بالغة عند المؤرخ او الباحث، إذ تعتبر مادته الأولية في كتابة التاريخ. وبذلك فإن عمل المؤرخ او الباحث يتوقف على مدى حصوله على هذه المصادر، وقدرته على توظيفها والاستفادة منها. فمصادر المنهج التاريخي تتعدد وتتنوع، لأنه يعتبر احد أهم المناهج العلمية التي يعتمد الباحثون العلميون عليها في دراساتهم. ويقصد به جمع البيانات والمعلومات من قبل الباحث من مصادر فريق العمل المساعد او المصادر الاخرى والعمل على ترتيبها وكتابتها وتصحيح ما فيها من اخطاء املائية او لغوية واعدادها في صورتها الاخيرة ثمّ تصنيفها ونقدها، للخروج بنتائج ذات أدلة وقرائن، مما يساعد على فهم موضوعات علمية معينة. من خلال قيام الباحث بتصحيحها ونقدها بأسلوب حيادي وموضوعي، ليتأكد من جودتها وصحتها، ليكون في مقدوره ربطها ببعض الحوادث الحالية والنتائج الصحيحة الموثقة بالأدلة والبراهين. وفي جميع الحالات يجب على الباحث ان يتأكد من صحة وطبيعة مصادره ومنها الكتب  والدساتير والصحف والأبحاث العلمية والوصايا والرسائل والوثائق والتقارير والاثار والشواهد التاريخية والصور الفوتوغرافية والتسجيلات البصرية أو السمعية والبحث عن أشخاص كفريق عمل مساعد عاصروا الحدث أو كانوا شهود عيان عليه.

 

       يعتبر المنهج التاريخي أحد المناهج العلمية المستخدمة بكثرة من قبل الباحثين العلميين، وفي أنماط متعددة من الرسائل والبحوث العلمية لكثير من الاختصاصات. 

     وبذلك نكون قد اطلعنا على مفهوم مبسط لمنهج البحث التاريخي، كما تعرفنا على خطواته وعلى سمات الباحث التاريخي، بالإضافة الى إلقاء الضوء على أهم مصادر المنهج التاريخي ولنا عودة اخرى باذنٍ منه تعالى.

 

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

اضغط على الرابط

محمد القبانجي، مقام الخنابات

https://www.youtube.com/watch?v=XcVqi5JLNTo