اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (906)- خبراء المقام العراقي / 2

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (906)

 

خبراء المقام العراقي / 2

الاحد 6 شباط 2022.

      جرت العادة في السنوات الاخيرة من حياة الخبير المقامي الشهير الحاج هاشم الرجب رحمه الله، ان ازوره اسبوعيا في الصباح في بيته بمعية بعض الاخوة والاصدقاء، منهم د.هيثم شعوبي وقصي الطائي وابن العم أ.د.هلال عبد الكريم وقيس سعدان واحيانا استاذي المايسترو عبد الرزاق العزاوي(نسيب الحاج الرجب). وقد كان الحاج الرجب فرحا جدا بزياراتنا المكوكية او الاسبوعية هذه، ويظهر ذلك على محياه عندما نزوره..! واذا صادف عدم زيارتنا اليه في اسبوع ما، نراه يتصل بي ويستفسر عن سبب عدم زيارتنا اليه..! ومن الطبيعي ان هذه الزيارات لم تكن تخلو من فوائد فنية ومقامية كبيرة ونحن في حضرة اكبر خبير في شؤون المقام العراقي ببغداد خلال القرن العشرين( ) وهكذا كانت زياراتنا له مفيدة جدا من نواحي اخرى، حيث كنت ادون المعلومات التي احتاجها في كتابة بحوثي التراثية او كتبي التي كنت انوي اصدارها..! ومن المؤكد انني كنت اذكر كل ذلك من المعلومات في كتبي بإسم الحاج الرجب كمصدر موثوق لاغبار عليه. وبالرغم من انني كتبتُ عن الحاج الرجب الكثير ونشرتها في بعض كتبي الصادرة، فضلاً عن مقالات اخرى نشرتُها في الصحف العراقية، الا ان الحاج الرجب وبعد ان اطلع على كتاباتي وكتبي الصادرة، كان يرغب كثيرا ان اعد كتاباً خاصاً عن حياته وسيرته الفنية، وهو يشجعني دائما على ذلك، حتى انه سلـّمني اضبارة كبيرة فيها الارشيف الخاص بحياته الفنية والمقامات التي سجلها بصوته ونصوص القصائد والزهيريات وتفصيلات اخرى ما تزال هذه الاضبارة في مكتبتي الخاصة محتفظا بها، رغم انني نشرتُ معظمها هنا وهناك. ومع كل ذلك سلّمني ارشيفه الكامل من الصور الفوتغرافية المنوع الذي يعكس حياته الفنية في كل مراحلها منصهرا مع الفنانين الاخرين. لكنني نقلتُ هذا الارشيف الصوري الى مكتبتي الخاصة عبر استنساخه بـ جهاز السكانر، ثم اعدتُ هذا الارشيف الفوتغرافي الى المرحوم الحاج الرجب. وخلال السنين الماضية نشرتُ الكثير جداً من هذه الصور النادرة التي اخذت المواقع الالكترونية جميعاً تداولها عبر الكتابات الثقافية والمعلقين والمعقبين.

 

      على كل حال، ربما تتاح لي الفرصة في الكتابة عن تفصيلات زيارتي واصدقائي للحاج الرجب الاسبوعية وعوائد فوائدها الارشيفية والتوثيقية كتاريخ موثوق ومؤكد..! وزياراتي الاسبوعية هذه للحاج الرجب رحمه الله، امست اليوم من ضمن تاريخ سيرتي الفنية، حيث كنتُ ادون فيها كل المعلومات المهمة التي كان الرجب قد عاشها واطلع عليها مع ذكر آرائه الخاصة عن بعض المواقف التي مرّت في حياته. وبالتالي لابد من الاشارة الى ان الحاج هاشم الرجب جليس لايملُّ أبداً في مرحه وفكاهته ونكاته وتعليقاته وحكاياته التراثية التي ييهيمنُ فيها على جليسه ويُنسيه ما مرَّ من الوقت..!

 

       عُرِفَ عن الحاج هاشم الرجب مغنياً مقامياً منذ اواخر اربعينات القرن العشرين، وسجل بصوته بعض المقامات العراقية المهمة في خمسينات وستينات القرن المنصرم، كذلك مارس العزف على آلة السنطور ردحا من الزمن، ثم فرّغ نفسه للكتابة والبحث وتحقيق بعض رسائل الموسيقى والتأليف واصدر الكثير من الكتب اهمها كتابه الشهير (المقام العراقي) الذي حدثت بسببه مشاكل كثيرة حول اصداره..! اخذت حيزاً واسعاً من الجدل والنقاش والاخذ والعطاء وما شابه ذلك في وسائل الاعلام والجماهير. وكان من معاصري الحاج الرجب المطرب المقامي الشهير يوسف عمر وعازف الجوزة الشهير الاستاذ شعوبي ابراهيم، فكانت بداياتهم الفنية متقاربة في زمنها، وهم من جيل واحد، واشتركوا في تسجيلات مقامية اذاعية في خضم عقدي الخمسينات والستينات من القرن المنصرم، لكنهم لم يستمروا كذلك، فقد اختلفوا فيما بينهم فنياً، وامست هناك فجوة وابتعاد فني بين الحاج الرجب وكل من الاستاذ شعوبي ابراهيم والفنان يوسف عمر استمر هذا الخلاف الفني حتى وفاتهم رحمهم الله جميعاً، وشاع هذا الخلاف الفني بينهم على نطاق واسع بين الجماهير واصبح معروفاً لدى الجميع..! ولكن رغم كل هذا الخلاف وخلال احدى زياراتي الاخيرة للحاج الرجب قبل وفاته رحمه الله، وجهت له سؤالاً ضل يراودني كثيرا.

-    استاذنا الحجي، هل تسمح لي بسؤال وتكون صريحا في اجابتك ان استطعت..؟

-    طبعاً تفضل.

-    لقد استمعتُ الى تسجيلاتك وانت تغني مجموعة من المقامات العراقية، وكانت ذات مستوىً مقبول وجيد.

-    نعم، شكرا.

-    اذن لماذا لم تستمر في الغناء المقامي وشغلتَ نفسك بالعزف على آلة السنطور تارة، وتأليف الكتب الفنية والثقافية تارة اخرى، ثم البرامج الاذاعية والتلفزيونية..؟

 

اجابني الحاج الرجب بشكل ضبابي غير واضح..! فقلت للحاج الرجب.

-    حجي اسمح لي ان اعيد السؤال بصورة اخرى.

-    تفضل.

-    هل ان سبب تركك وابتعادك عن غناء المقامات العراقية كان سببه ظهور يوسف عمر..؟

-    نعم كان يوسف عمر هو السبب في ابتعادي، فظهور يوسف عمر مغنياً للمقامات العراقية، اقعدنا جميعا، ولم استطع انا او غيري من المغنين الاخرين مجاراة امكانياته الادائية وقوة ظهوره على الساحة الفنية المقامية..!

-    اشكرك حجي على هذه الصراحة وقول الحق..!

 

     الى هنا اتوقف عن الاستمرار في الحديث ولنا عودة اخرى بعون الله تعالى لتدوين بعض زياراتي للحاج هاشم الرجب الخبير الاول في المقامات العراقية لارشفة وتوثيق المعلومات الثمينة التي استمعتُ إليها من المرحوم الحاج الرجب.

 

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

   - هامش1: تم منح الحاج هاشم محمد الرجب عام 2003 من بيت المقام العراقي المركز العام لقب فني (خبير المقام العراقي الاول في القرن العشرين) عندما كنتُ مديرا للبيت زمنذاك، حيث وضعتُ نص اللقب بنفسي، ثم حصلت الموافقة من وزير الثقافة واحتفلنا في الدائرة بالحاج الرجب بهذه المناسبة..!

 

احدى الزيارات في بيت المرحوم الرجب، يمينا قصي الطائي والحاج الرجب وحسين الاعظمي والواقف أ.د.هلال عبد الكريم.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.