كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (911)- من رحم ذكرى المعاناة / (4)

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (911)

 

من رحم ذكرى المعاناة / (4)

الثلاثاء 1/3/2022.

تكملة الحلقة السابقة

     بصريح العبارة، لم أعرف أي مسؤول من النظام السابق يساعد ويتعاون مع المواطنين أو مع معارفه في أي قضية نحتاجها أو يصعبُ حلها مثل شخصية السيد أحمد حسين السامرائي، ففي حياتي ولقاءاتي التي صادفتْ أن التقيتُ به، كلَّـفتُهُ ثلاث مرّات وأنا مضطر لذلك الى أقصى الحدود، فالحاجات لاتطلب إلا من أهلها، والسيد احمد السامرائي كان كما هو معروف، كيان كبير في النظام السابق، وبالتالي كان أهل لعمل الخير ومساعدة الآخرين بصورة وكأنه يتمنى أن يأتِ إليه من يحتاج شيئاً..! وهكذا طرحتُ عليه موضوع الاجازة الدراسية وعقبة الدائرة بحيث حتى وزير الثقافة والاعلام المرحوم لطيف نصيف جاسم لم يحرك ساكناً في هذا الامر وهو الوزير القادر على فعل أي قرار خاصة ونحن أبناء وزارته..!

 

     على كل حال، مضى هذا اليوم فقط، واذا بالهواتف والتبليغات تتهافت عليَّ من كل حدبٍ وصوب، يبلغوني بصدور الموافقة على إجازتي الدراسية وإجازة أخي محمد حسين كمر، رغماً على الوزارة والدائرة..! وسرعان ما بشَّرتُ أخي محمد كمر بالموضوع حتى بدأنا بترويج معاملة الانفكاك من الدائرة والانتقال الى مقاعد الدراسة الاولية في قسم الفنون الموسيقية بكلية الفنون الجميلة في جامعة بغداد.

 

     لقد كان رئيس قسم الفنون الموسيقية بالكلية في حقبة ماضية، عضواً في مجلس إدارة معهدنا الموسيقي (معهد الدراسات الموسيقية) التابع ملاكه الى وزارة الثقافة، المعهد الذي كنتُ فيه خلال ثمانينات القرن العشرين مدرساً ومعاوناً للعميد وعضواً في مجلس الادارة في هذه الاونة أيضاً. وكان رئيس قسم الفنون الموسيقية في كلية الفنون الجميلة عضواً في مجلس ادارة معهدنا الاثير، ممثلاً عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي. وأتذكر أيضاً من الشخصيات الفنية والتربوية الاخرى كان الفنان حميد المحل عضواً في مجلس إدارة معهدنا ممثلاً عن وزارة التربية والتعليم. وغيرهما من بعض ممثلي الدوائر التعليمية الاخرى من خارج وزارة الثقافة..! ومجلس الادارة هذا لم يكن موجوداً في النظام الداخلي عند تأسيس معهدنا الذي كان عامه الدراسي الاول في (1970-1971). وفي عام 1985 أجري تعديل على النظام الداخلي للمعهد، وألغي رويداً رويداً الدوام المسائي له، وأمسى الدوام فيه صباحي فقط، وفي هذا التغيير الجديد لنظام المعهد الداخلي، إستحدِثَ مجلس إدارة لمعهدنا بمشاركة ممثلين من دوائر فنية تعليمية أخرى من خارج وزارتنا الثقافية يعملون في حقل التعليم. وتم أيضاً إستبدال إسم المعهد من إسمه الاول (معهد الدراسات النغمية العراقي) الى إسم جديد مازال حتى اليوم يطلق عليه (معهد الدراسات الموسيقية).

 

    ونظراً لهذا التاريخ الجانبي لقضية دراستي وأخي محمد كمر، عليه كان رئيس قسم الفنون الموسيقية ينظر إليَّ نظرة تختلف عن باقي طلبة القسم نسبياً..! رغم كل صفاقته ووقاحته وصراحته..! فعلاقتي نسبياً مع السيد رئيس قسم الفنون الموسيقية من حيث المبدأ وقبل أن أكون أحد طلبته في القسم، كانت تختلف بصورة أو بأخرى عن بقية زملائي الطلبة، نتيجة لقائنا في مجلس إدارة معهد الدراسات الموسيقية، وهو يدرك أهمية موقعي الاداري في دائرة الفنون الموسيقية أو في معهد الدراسات الموسيقية، وعليه كنتُ أتمتع بحظوة نسبية عنده، فكان جميع زملائي يقولون لي باستغراب مستمر، أن رئيس القسم عندما يأتِ الى القسم، لايسلِّم على أحد..! فكيف يسلِّم عليك من دون كل الطلبة..؟

 

      على كل حال، كان عميد كلية الفنون الجميلة في هذه الاونة من منتصف ثمانينات القرن المنصرم الاخ والصديق المرحوم الاستاذ الدكتور مرسل الزيدي، وعندما ذهبتُ الى الكلية حاملاً معي معاملتي ومعاملة أخي محمد كمر لتكملة ترويجها في الكلية، إستعنت بأخي العزيز وصديقي الاستاذ الدكتور وليد الحديثي الذي يعمل في الكلية، وعند دخولنا على السيد العميد وأنا أحمل معاملة الاجازة الدراسية لي ولأخي محمد كمر، رحَّب بنا السيد العميد ترحيباً كبيراً وفرح بقدومي إليه، وهو لايدري انني جئته طالباً في الكلية هذه المرة..! وعندما أخبره أ.د.وليد الحديثي بموضوع زيارتي إليه، فوجئ بالموضوع وإستعدل في جلسته بشكل رسمي، فقد إختلف الامر الآن، طالب أمام عميد كلية..!

 

والى حلقة مكملة قادمة ان شاء الله.

 

 

الاستاذ الدكتور وليد الحديثي.