اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعـظمي (915)- من رحم ذكرى المعاناة / (8)

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعـظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعـظمي (915)

 

من رحم ذكرى المعاناة / (8)

آذار، السبت 5/3/2022.

تكملة الحلقة السابقة

     إنتهت السنوات الاربعة العجاف التي قضيناها بالدراسة الاولية في قسم الفنون الموسيقية بكلية الفنون الجميلة في جامعة بغداد، بصعوبة بالغة ونفسية قلقة ومضطربة في ظل أسوأ مدير عملتُ معه في حياتي العملية والوظيفية والدراسية، وأسوأ تربوي رأيته في حياتي، وأسوأ مدرس تُلمذت على يديه..! بحيث كان عند تخرجنا يتوقع من أحدنا التجاوز عليه، وربما الاعتداء عليه ضرباً أو أذيته بأيِّ وسيلة أخرى..! ولكن الامر كان عكس ذلك تماماً، حيث إحترمناه أكثر من أي وقت مضى رغم المعاناة المؤلمة التي تركها في نفوسنا وحرمنا فيها من منحنا الدرجات العالية الحقيقية عند تخرجنا، وأعطاها لغيرنا من الطلبة الذين كنا نتدارس معهم ونعلمهم طيلة سنوات الدراسة..! سامحناه إحتراماً لسنِّهِ وأستاذيته لنا. سامحناه والمسامح كريم كما يقال. ربما بدأ شعوره بالذنب بعد موقفنا منه عند التخرج، بدليل أنه طلب مني ومن أخي محمد كمر بعد تخرجنا، أن نكون محاضريْن في القسم، ولم يطلب ذلك من غيرنا من خريجي دورتنا الثانية رغم المستويات الجيدة الموجودة في دورتنا. وكنتُ وأخي محمد كمر قد حاضرنا فعلاً في قسم الفنون الموسيقية أكثر من خمس سنوات، ثم تركناه لاشغالنا الكثيرة مع دائرتنا.

 

     أمسى تخرجي وتخرج أخي محمد كمر من قسم الفنون الموسيقية وحصولنا على الشهادة الاولية –البكلوريوس- في الموسيقى والغناء، منعطفاً تاريخياً كبيراً لايمكن تجاوزه أو نسيانه، المنعطف الذي زرع في نفوس كل طلبتنا في المعهد، الأمل الكبير والطموح والحافز في الاستمرار بطلب العلم والحصول على شهادات أعلى من شهادة دبلوم المعهد. لكن موقف رئيس قسم الفنون الموسيقية في كلية الفنون الجميلة من ناحية أخرى، لم يتغير أبداً من قضية قُبول الطلبة الجدد من خريجي المعاهد الموسيقية ومعهد الدراسات الموسيقية على وجه الخصوص، خاصة وأنه بقي مديراً لقسم الفنون الموسيقية حتى عام 2005. وظلَّ يحارب طلبتنا من المعاهد الموسيقية حرباً شعواء بلا رحمة، وإستمرار محاولاته الجدِّية في إبعاد وعدم قبول طلبة المعاهد الموسيقية، ولكن الطلبة من الجانب الآخر تسلحوا من جديد بعدالة قضيتهم وقوة طموحاتهم وحافزهم بعد أن لمسوا تجربة حقيقية في تخرج أول طالبين من خريجي معهدنا الموسيقي (تخرجي وتخرج أخي محمد كمر). وإستمرت الحالة في هذه الدراما بين الطلبة المتقدمين للقبول في القسم وبين رئيس القسم الذي يمنع قبولهم، طيلة تسعينات القرن العشرين، وإستمرت حتى عام 2004. فكانت آمال الطلبة سنة تصيب وسنة تخفق..! وعليك عزيزي القارئ الكريم أن تتصور، كم من الطلبة الذين منعتهم إدارة القسم وسلبتْ حقهم في القبول، دون أي إعتبار لمستقبلهم الفني والحياتي وضياع الكثير من فرص الحياة..!

 

       بقيتْ هذه الحالة المتذبذبة في قبول طلبتنا وطلبة المعاهد الموسيقية الاخرى من عدمه طيلة أكثر من خمسة عشرة عاماً. حتى إستلمتُ إدارة معهد الدراسات الموسيقية عام 2003. وتذكرتُ الى أن مشكلة طلبتنا الخريجين في قبولهم بالقسم الموسيقي في كلية الفنون الجميلة، مازالت قائمة رغم كل الظروف السياسية والاجتماعية والفنية والاقتصادية المتسارعة الحدوث، خاصة وقد حلّ الاحتلال البغيض لبلدنا العراق العزيز عام 2003. وإدارة قسم الموسيقى في الكلية ما زالتْ تتبجح بشتى الحجج من أجل ان تقف حجر عثرة أمام قبول طلبة معهد الدراسات الموسيقية في القسم..! ففي أول عام أقضيه مديراً للمعهد وتخريج أول دورة في ظلِّ إدارتي للمعهد، جاءني الطلبة بعد حين يتباكون ويشكون من إدارة قسم الموسيقى في الكلية برفضهم وعدم قبولهم في القسم والكلية..!! وقد حزَّ في نفسي موقفهم وحالتهم هذه من احتمال ضياع مستقبلهم العلمي كما ضاع مستقبل الكثير من زملائهم من قبل..! وعليه قرّرتُ المضي قُدماً هذه المرّة لحل الموضوع برمته. وبما أنني أعرف وأفهم كل تفاصيل الموضوع، من أوله الى آخره..! عزمتُ حينها أن ألملم جميع الاوراق والمستلزمات القانونية التي أحتفظ بها في أرشيف مكتبتي الخاصة في البيت، وكل ما يتعلق بموضوع قبول الطلبة والتوجه الى عميد كلية الفنون الجميلة في هذه الاونة الاستاذ الدكتور الفنان اياد حسين الحسيني، معتمداً على الله وعلى تصوراتي الخاصة بهذا الرجل الفنان بما عُرِفَ عنه من عدالة وإخلاص في العمل.

 

والى الحلقة القادمة لاكمال الموضوع غداً ان شاء الله.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.