كـتـاب ألموقع
يوميات حسين الاعظمي (1068)// محمد القبانجي في ذكرى وفاته/1
- المجموعة: حسين الاعظمي
- تم إنشاءه بتاريخ الثلاثاء, 26 أيلول/سبتمبر 2023 19:53
- كتب بواسطة: حسين الاعظمي
- الزيارات: 1348
حسين الاعظمي
يوميات حسين الاعظمي (1068)
***
محمد القبانجي في ذكرى وفاته/1
اختلف الرواة والمؤرخون حول سنة ميلاد اسطورة المقام العراقي محمد عبد الرزاق عبد الفتاح مصطفى الطائي القبانجي. على الرغم من تحديد سنة ميلاده في عام 1901 التي اقرّها القبانجي بنفسه خلال حياته التي امتدت الى ثمانية وثمانين عاما(1901-1989). وعليه ثبّتَ المؤرخون سنة ميلاده المذكورة حتى سنة وفاته رحمه الله.
ولد الاستاذ محمد القبانجي في محلة سوق الغزل بجانب الرصافة من بغداد، وتوفي في مستشفى ابن البيطار ببغداد يوم 2 /4 /1989 عن عمر بلغ ثمانية وثمانين عاماً. ودفن في مثواه الأخير في جامعه(جامع محمد القبانجي) الذي أنشأه بحي الحارثية من بغداد.
رغم ثبات سنة ميلاد الاستاذ محمد القبانجي عام 1901 التي تذكر دائما عند الحديث عن استاذنا الراحل محمد القبانجي، الا ان الكثير من النقاد والباحثين والمتخصصين قد ساورهم الشك وعدم القناعة في صحة سنة ميلاده 1901. وهكذا إختلفت الروايات والاجتهادات واختلف الرواة حولها..! فهناك روايات عدة تقول بعضها أن ميلاده عام 1889 واخرى تقول عام 1890 واخرى تؤكد عام 1891..! وفي كتاب (محمد القبانجي) لمؤلفه الباحث المقامي سعدي حميد السعدي، ذكر أن ميلاد محمد القبانجي في عام 1897 دون أن يبرهن على صحة ذكره لهذه السنة..! وربما هناك روايات مختلفة اخرى. وفي صدد هذا الموضوع الذي شغلني كثيراً، لأنني كنتُ قد باشرت بإعداد بحثاً مسهباً عن استاذنا محمد القبانجي وطريقته الشهيرة(الطريقة القبانجية)(هامش1) لذا أود أن أذكرَ حادثتان إثنتان.
1 – الاولى عندما كنت طالباً في كلية الفنون الجميلة ببغداد، كان استاذي الكريم حمدي قدوري رحمه الله الذي درستُ على يديه مادتي الهارموني والكونترابوينت، قد حدثني مرَّة عن موضوع ميلاد القبانجي، إذ يبدو أنه على صلة قربى مع القبانجي أو صلة مصاهرة. سألته فأجابني قائلاً.
((إن اللواء الركن عبد الرحمن شرف وهو أحد اقربائي، قال لي يوماً، أن محمد القبانجي كان يلعب معنا عندما كنا صغاراً قبل دخولنا الى المدرسة الابتدائية. واللواء عبد الرحمن شرف من مواليد 1889 وهو ايضاً مع زميله نوري السعيد(رئيس الوزراء) من نفس دورة الكلية العسكرية وقد تخرجا معاً، ونوري سعيد من مواليد 1889 ايضاً، وهذا يعني ان عمر القبانجي مقارب جداً من عمريْ عبد الرحمن شرف ونوري السعيد))..!(هامش2)
هذا وقد أضاف لي استاذي حمدي قدوري بعض المعلومات الجانبية الاخرى، حيث ذكر بأنه كان ينادى على والدة محمد القبانجي بإسم الدلع(عدُّولة). وقال ايضاً، انني غير متأكد من اسمها الحقيقي، فهو أما عديلة أو عادلة، وهي من مدينة حديثة.
2 - أما الحادثة الثانية، فقد إلتقيتُ أكثر من مرَّة بالسيد صبحي محمد القبانجي قبل إنتصاف التسعينات من القرن الماضي، وسألته عن مواليد والده وقلت له، هل انها في 1901 فعلاً..!؟ فأجابني مؤكداً صحة ذلك، وقال ان هذه السنة التي ذكرتها هي مواليده الحقيقية..!!(هامش3).
من ناحية اخرى، فقد عُرِفَ عن محمد القبانجي على انه لايحب أن يرى نفسه بالمرآة..! أو لايحب أن يُذكر موضوع الموت والحياة أمامه، ولايحب أن يستمع الى أي حديث عن الاعمار او سنة المواليد، فضلاً عن انه كان يبدي إرتياحاً واضحاً لمادحيه..!
نشأ القبانجي في بيئة شعبية بغدادية من عائلة عريقة وأصيلة محافظة على القيم والتقاليد والاخلاق العربية، ومن اسرة ذات دخل متوسط، وبسبب ظروفه، لم يكمل الدراسة الابتدائية، فانصرف الى تعلم القراءة والكتابة وتلاوة القرآن الكريم في (الكتاتيب)(هامش4) التي كانت شائعة جداً، عند الملّا احمد، تعويضاً عن تركه المدرسة.
تزوج محمد القبانجي من ابنة عمه عبد الجبار القبانجي الذي كان يعمل مع والده في علوة البيع والشراء لمختلف الحاجات، ومن هنا جاء لقب والده ومن ثم لقبه بـ(القبانجي) نسبة الى مهنة القبانة وكنايتها –القباني– كما يتداولها إخوتنا في باقي المشرق العربي أو باقي الدول العربية ايضاً، ولكن هذه الكنية في العراق على إختلاف في اللفظ والكتابة، اذ يتداولها العراقيون بلفظة اخرى وهي –القبانجي، بحرف الجيم الاعجمية– وهكذا سرى لقب مطربنا محمد على هذه الكنية وذاع صيته في الآفاق.
مارس الاستاذ القبانجي في بداياته، الاداءات الدينية مشاركاً والده في قراءة الشعائر الدينية كالمنقبة النبوية الشريفة أو حلقات الذكر أو التهاليل أو التمجيد وغيرها.
والى الحلقة الثانية نكمل بها الموضوع ان شاء الله.
اضغط على الرابط
من موسوعة المقام العراقي المصورة الحلقة 1
https://www.youtube.com/watch?v=i318X_qkyxE&ab_channel=%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86%D8%A7%
D9%84%D8%A7%D8%B9%D8%B8%D9%85%D9%8A
هوامش
1 - هامش1: البحث صدر في كتاب موسومٍ بـ(الطريقة القبانجية في المقام العراقي واتباعها) عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت عام 2009.
2 - هامش2: منقول من كتابي(الطريقة القبانجية في المقام العراقي واتباعها) ص103.
3 - هامش3: نفس المصدر السابق ص104.
4 - هامش4: الكتاتيب : / دار للتعليم، يعتمد العلوم الدينية في مراحلها الاولى، وتقوم مقام المدرسة حاليا، يتخرج منها التلاميذ وقد تعلموا القراءة والكتابة وبعضا من تفرعات العلوم الدينية، ليس القصد منها ان تكون هدفا، بل ربما مرحلة انتقالية للبعض المقتدر ليرتفع بمستواه، ومن ثم لتسنّم مناصب في وزارة الأوقاف أو في دوائر الدولة الأخرى. يقوم في الادارة والتدريس رجل واحد يدعى(الملاّ) على الاغلب الاعم ويعلم في اكثر من مجال واحد، وقد يحتاج(الدار التعليمي البسيط هذا) احيانا الى اكثر من معلم او(ملاّ) وهذا من الكتاتيب المهمة والكبيرة او المركزية التي ترعاها الدولة(مكالمة هاتفية بين الاعظمي والاستاذ محمد واثق اسماعيل العبيدي ظهر يوم 26/1/2003 الذي تفضل بهذه المعلومات).
صورة 1 / فنان القرن العشرين محمد القبانجي.
صورة 2 / الاستاذ الفنان الراحل حمدي قدوري.
صورة 3 / منقبة نبوية شريفة يظهر فيها محمد القبانجي قارئاً وبجانبه الملّا عبد الفتاح معروف الكرخي.
المتواجون الان
411 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع